المحتوى الرئيسى

لماذا فرح مصريون بهزيمة المنتخب الوطني في "نهائي أفريقيا"؟

02/07 12:58

فرحة غابت كثيرا عن الشارع المصري تتلألأت،على وجوه المواطنين ونطقت بها كلاكسات السيارات ورفرفة أعلام مصر في الطرقات وعلى المقاهي، آملا في فوز المنتخب بكأس الأمم الإفريقية، إلا أنها تحولت مع نهاية المبارة إلى وجوه بائسة واجمة حزنا على الخسارة، بينما فرح آخرون بهزيمة المنتخب.

عقب مبارة نهائي بطولة الأمم الإفريقية بين مصر والكاميرون  الأحد الماضي في الجابون، بنتيجة 2-1 لصالح الأخيرة، انقسم رواد "السوشيال ميديا" إلى فريقين، الأول انتابه الحزن  على الهزيمة، لاسيما أن الكثير عول على فوز المنتخب باعتباره الشيء الوحيد الذي أظهر وأعاد فرحة المصريين بعد غياب طويل في ظل معانته الحياتية.

بينما كان هناك فريق ثاني، أظهر فرحة كبيرة في هزيمة المنتخب المصري أمام الكاميرون، نكاية في الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤيديه، ما أثار هجوم البعض على هؤلاء الذين وصفوهم بـ  "الشامتين".

"الشماتة" في هزيمة المنتخب المصري، أرجعه خبراء نفس واجتماع سياسي، إلى الضغوط التي يتعرض لها المصريون وما نتج عنها من شعور بعدم الرضا عن البلاد وضعف الانتماء، فيما رأى  آخرون أن هؤلاء "الشامتين" هم  جماعة  الإخوان المسلمين وتفرح في الشعب  الذي أطاح بمحمد مرسي وجاء بالسيسي للحكم. 

إحدى ناشطات الفيسبوك، علقت عبر صفحتها على الفيسبوك على هزيمة المنتخب قائلة :"ارادوا ان يتبنوا البطوله فخزلهم الله، لم افرح يوما في وطني ولكنها عدالة الله كيف لفئه ان تفرح واخري تدفع تمن ان يعيشوا حياه كريمة".

"كل حاجة تنكد على اللى أيد وشمت وسكت على الدم والاعتقال والاغتصاب والانتهاكات أنا معاها وبأيدها"، هكذا علق ناشط أخر، مضيفا :"علشان إلى بيزايدوا وبيقولوا متشمتوش في هزيمة المنتخب، المعتقلين فرحانين بالهزيمة وبيكبروا لفوز الكاميرون، أظن دول أصدق وأرجل منى ومنك، طالما المعتقلين فرحانين بهزيمة المنتخب يبقى لازم أفرح لفرحهم".

ناشط أخر شارك صورة لمؤيدي السيسي وكتب عليها "بسبب هؤلاء لن تسعد مصر أبدا حتى في الكورة"، مبررا فرحته بهزيمة مصر قائلا:"لو المنتخب فاز كان المطبلاتية هيصدعونا براعي الرياضة والرياضين ووش السعد وقائد المسيرة ورجل الانجازات اتسترت ..على كده" .

محمد محمود، أستاذ علم النفس السياسي بجامعة حلوان، أوضح في البداية أن الشعب المصري يمتلك خصائص هيستيرية تجعله يخرج عن الإطار الطبيعي سواء في الفرح أو الحزن، ورد الفعل الوجداني والانفعالي يكون غير مستقر وغير سوي.

وأضاف محمود، لـ "مصر العربية"، أن الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي عاش فيها طوال السنوات الماضية تسببت في انحراف في الانفعال والواجدان يولد رد فعل مبالغ فيه سواء إيجابي أو سلبي، وهو  ما يفسر حالة  الفرح المبالغ فيه بالمنتخب قبل المبارة وشماتة الآخرين في الهزيمة .

وتابع : أنه تحت تأثير هذه الضغوط يبحث المصريون عن أي شيء لتفريغ طاقتهم، ووجدوا ذلك في تشجيع المنتخب، مستطردا: أن شخصية الإنسان المصري أنه لا يتحمل الضغوط لفترة طويلة ويتحول بسرعة للانهزامية وهو ما يفسر "شماتة" البعض الآخر في الهزيمة.

وأردف أستاذ علم النفس السياسي، أنه حدث تناقض وجداني عند البعض نتيجة الضغوط الاقتصادية التي تعرض لها والتي لم يكن يتوقعها، موضحا :"مكنش عشم الكثير أن تصل الأمور إلى هذا الحد وهذه المعاناة من ارتفاع للأسعار بشكل كبير،وتزايد الفقراء ونقص الأدوية ".

وفسر حالة "الشماتة" بأن البعض لا يريد أن يخرج من حالة اليائس التي يعيش فيها، ولا يرى أن مبارة هي التي تسد الجوع أو تعوض نقص الدواء،  ومن ثم فإنه يشبع العدوان لديه، لافتا إلى أن الفئات المطحونة التي تعاني هي التي فرحت في هزيمة المنتخب فهي تعتبره خسارة للقيادات في البلاد. 

وأشار محمود، إلى أن عدم الرضا عن البلد يضعف الانتماء إليها والولاء لها، مما ينتج عنه سلوك متطرف، محذرا من خطورة الانقسام الذي حدث في المجتمع ووصل إلى "الشماتة" في المنتخب.

فيما رأت ابتسام مرسي، أستاذ علم الاجتماع، أن هناك فرق بين الوطن  وبين الرئيس، ولكن من "شمتوا" في هزيمة المنتخب اختلطت عليهم المفاهيم وحصروا حبهم ومشاعرهم للبلد في شخص سواء اتفقوا أو اختلفوا معه.

ونوهت مرسي، إلى أن "الشماتة" حالة مستجدة على الشعب المصري وسماته، مشيرة إلى أن المصريين كانوا دائما  يتحدون في المصائب والأفراح، وحتى في كأس الأمم الإفريقية لم ينقسموا أبدا من قبقل على الفرحة والـ"الشماتة" .

وأرجعت، ظهور "الشماتة" بين المجتمع المصري إلى أن قوى خارجية تعمل على تنمية هذا الشعور لتفريق الشعب المصري، بعدما فشلوا  في تفريقه عن طريق الفتنة الطائفية، وكذلك لغياب دور الأسرة والمؤسسات الإعلامية والتعليمية في تنشأة الأجيال على الانتماء للوطن. 

بينما رأى الطبيب النفسي جمال فرويز، أن جماعة الإخوان المسلمين  هي من  أبدت الشماتة على هزيمة المنتخب، مبررا أنها لا تولي انتماء للوطن  ولكن للمرشد، مشيرا إلى أن مرشدها العام الأسبق مهدي عاكف فال "طظ في مصر".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل