المحتوى الرئيسى

ألمانيا - أعداد كبيرة من المتطوعين يتخلون عن مساعدة اللاجئين

02/07 11:20

لم تشهد ألمانيا في تاريخها الحديث مثل هذه الموجة الكبيرة من المتطوعين الألمان، الذين أرادوا بحماس منقطع النظير المشاركة بأعداد كبيرة في دعم مئات الآلاف من اللاجئين، وخصوصا السوريين الفارين من الحرب الدائرة في أوطانهم. بيد أن هذا الدعم القادم من متطوعين ينتمون إلى مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية شهد مؤخرا تراجعا حادا في مراكز الإيواء.

"أعداد المتطوعين عموما في مراكز الإيواء عرفت تراجعا كبيرا، ويعود هذا بالدرجة الأولى إلى عدم قدرة المتطوع على تقديم المساعدة على أمد طويل"، بهذه الكلمات استهلت المتطوعة الألمانية هايكى شوتلى حديثها مع DW عربية، وأضافت: "تركزت المساعدة في البدء في تقديم معلومات تهم التسجيلات الرسمية أو تتعلق بمرافقة اللاجئين لمواعيد إدارية أو لدى محامين من أجل موضوع الإقامة."

لاجؤون في برلين يسعون وحيدين على مصالحهم في ظل التراجع الحاد في أعداد المساعدين المتطوعين

المتطوعة هايكى شوتلى تعد من اللواتي اشتغلن بكثافة في المرحلة الأولى عند قدوم اللاجئين. وبما أنها تتكلم اللهجة السورية بطلاقة بات عملها مع العائلات السورية في مركز الإيواء في حي فيلمارسدورف البرليني مضنيا جدا، كما تقول، وتضيف: "لقد كان اللاجئون في حاجة ماسة لمساعدتي لأني أتكلم لغتهم وأفهم عقليتهم. كان العمل مرهقا جدا." وتتابع المتطوعة الألمانية "بمجرد دخولي مركز الإيواء يسرع سكان المركز إليَّ طالبين مني الترجمة أو مرافقتهم فورا أو مستقبلا، في أوقات لا تناسبني، لحضور مواعيد لدى الأطباء أو مصلحة الأجانب أو البحث عن سكن."

قام مئات آلاف الأشخاص بتقديم مساعدات للاجئين القادمين من البلدان التي مزقتها الحروب، من أجل التكيف مع الحياة في ألمانيا. أحد هؤلاء المتطوعين هو المحامي فيديغ فون هايدن، الذي يحكي عن تجربته في مساعدة سوريين في بون. (13.08.2016)

تعددت الأساليب والهدف واحد مما يقوم به متطوعون سوريون، وهو مساعدة أبناء بلدهم من اللاجئين في ألمانيا في مختلف المجالات. وللتعرف على ما يقومون به، التقت DW عربية بعضهم وسلطنا الضوء على عملهم في التقرير التالي. (09.11.2015)

لم تعد المتطوعة الألمانية قادرة على التوفيق بين عملها الرسمي وعملها التطوعي، فما كان منها إلا أن قررت أن تقلص من عملها التطوعي ليقتصر على ساعات معدودات في الأسبوع، إن دعت الحاجة لذلك، كما قالت لنا.

أمَّا يوهانس شميت (30 عاماً) فهو من بين المتطوعين، الذين هَبّوا بحماس منقطع النظير من أجل مساعدة اللاجئين في مركز إيواء عند قدومهم إلى برلين. أما اليوم، كما قال لنا، فقد ابتعد كليا عن العمل التطوعي في مراكز الإيواء وعن اللاجئين السوريين، ثم استمر في حديثه قائلا: "لقد كان الطلب كبيرا جدا، لم يراع الأشخاص الذين كنت أقدم لهم يد العون أوقاتي الخاصة، مثل أوقات العمل أو الراحة. لقد كنت أحصل بدون انقطاع على مكالمات هاتفية أو رسائل قصيرة وصور وثائق رسمية عبر الواتس آب لترجمتها للإنجليزية."

تَجاهُل البعض لأوقات يوهانس الخاصة من جهة والعمل التطوعي المرهق والمكثف من جهة أخرى جعلاه يقرر النفور كليا من العمل التطوعي مع اللاجئين. لقد كان بعض الأشخاص يفرضون عليه فرضا الحضور لمرافقتهم إلى مكتب إداري ما أو البحث عن شقة للسكن، ويقول الشاب الألماني: "لقد كان هناك استياء كبير خصوصا حينما كنت اعتذر للبعض لعدم القيام بهذه المساعدة أو تلك نظرا لأوقات عملي أو مواعيدي الخاصة. وغالبا ما كانت ردود الفعل سلبية ولا تعترف بالجميل."

مشاكل كبيرة بسبب قلة عدد المتطوعين

بعدما كانت أعداد المترجمين من المتطوعين بالمئات في مراكز الإيواء في أرجاء الحاضرة الألمانية برلين، أضحى عدد المتعاطين لهذه المهمة الإنسانية يعد على الأصابع، كما يقول لنا ألكس باسدورف مدير مركز إيواء في حي كريتبرغ في برلين

ألكس باسدورف مدير مركز إيواء في حي كريتبرغ في برلين

وبات اليوم من الصعب بمكان الحصول على مترجمين متطوعين لتفادي أي سوء تفاهم قد يطرأ بين القائمين على المركز وسكانه من اللاجئين، يوضح باسدورف، ويضيف: "المراسلات الإدارية خلال الأشهر الماضية باتت بالنسبة للاجئين من المعضلات الكبيرة، إذ ليس بإمكاننا ترجمة فحواها. كما أن المواعيد لدى المحامين ومهمة البحث عن شقق بدون مساعدة متطوعين باتت تحديا كبيرا للاجئين في بنايتنا."

وتابع باسدورف، في مجرى حديثه مع DW عربية، أن عدد المتطوعين في مركزه تراجع بنسبة حوالي 80 بالمائة عن الفترة الأولى، حينما كان الحماس لدى الألمان كبيرا جدا. ويسعى الرجل من أجل حل بعض الصعوبات اللغوية بين إدارة وسكان المركز عبر توظيف مترجمين مدفوعين الأجر لساعات معدودات في اجتماعات مع سكان المركز لتناول مواضيع تهم نظام المركز والحياة الجماعية فيه، كلما جدت معضلات في مركز الإيواء.

وأكد باسدورف في حديثنا معه أن ظاهرة تراجع الحماس لدى المتطوعين الألمان يعود خاصة إلى الأعداد الكبيرة من اللاجئين، الذين قدموا إلى ألمانيا، والذين كانوا في حيرة من أمرهم في مجتمع ألماني غريب وإدارة ألمانية دقيقة في عملها وعنيدة في طبعها، ويضيف مدير المركز: "العمل المكثف والمرهق الذي يقوم به المتطوعون في هذه الظروف الصعبة ساهم في تقلص عدد هؤلاء. كما أن اختلاف العقليات بين اللاجئين والمتطوعين أفرزت أحيانا حساسيات بين الطرفين."

المتطوعة هايكى شوتلى مع اللاجئ ماجد إبراهيم

ماجد إبراهيم، هو لاجئ سوري وأب لثلاثة أطفال ويعيش في برلين منذ ما يزيد عن السنة والنصف. وأكد لنا هو الآخر في حديثه المطول على الصعوبات، التي أفرزتها ظاهرة تراجع المتطوعين عليه كلاجئ. ولا يزال إبراهيم يحصل على المساعدة من قبل المتطوعة هايكى شوتلى، لكن هذا يحدث فقط عند الضرورة، فهو يعلم جيدا أن المتطوعة التي تنطق بلغة الضاد لها مشاويرها الخاصة. وقال إبراهيم: "على عكس ما كان في السابق، لم أعد أتجرأ على الاتصال بها هاتفيا وإرسال نسخ مراسلاتي لها عبر الواتس آب للترجمة أو أن أطلب منها مرافقتي لمواعيد هامة."

لقد كان عدد المترجمين من المتطوعين سابقا كبيرا في المركز أما اليوم فأصبح قليلا وتداعيات ذلك سلبية جدا، يوضح إبراهيم، الذي أمسى الآن ضحية لتدني عدد المتطوعين، حتى من السوريين أبناء جلدته.

لكن هايكى شوتلى، المتطوعة الألمانية في برلين لا تزال تمثل حالة نادرة بين المتطوعين، كما أفاد إبراهيم. فهي، كما يقول، لا تزال تقدم له المساعدة بين الفينة والأخرى على عكس يوهانس الذي قرر مغادرة هذا العمل برمته.

مع إغلاق المجر لحدودها مع صربيا بصورة مفاجئة، بقي ألاف اللاجئين عالقين مع أمتعتهم القليلة هناك، متطوعون من المجر ودول أخرى هرعوا للمساعدة، حيث قدموا للاجئين بطانيات وخيام تساعدهم في إقامة مخيم مؤقت.

بفضل مساعدة المترجمين المتطوعين تم التغلب على عقبات اللغة، هنا يتحدث يحيى عبد لله وهو طالب سوري في المجر مع عدد من الأطفال المهاجرين في محطة القطارات في بودابست. ويقول عبد الله"العائلات تأتي منهكة إلى هنا، وعثورهم على أشخاص يحاورنهم بلغتهم الأم يعتبر انجازا كبيرا ".

في بلدة توفارنيك الكرواتية، يوزع متطوعون بولنديون وألمان وجبات حساء ساخنة.أحد اللاجئين عبر عن عميق امتنانه للمتطوعين الذين يطبخون الطعام ثلاث مرات يوميا، ويقدمونه للاجئين العابرين، الذين يعدون الحصول على وجبة ساخنة بدلا من الطعام المعلب والخبز الناشف تغييرا كبيرا لهم.

الجميع عليه المساعدة، أطفال يغادرون الخيمة المخصصة لتوزيع الطعام في توفارنيك الكرواتية، وهم يحملون زجاجات المياه الفارغة. المتطوعون يشترون الطعام والمياه من المحلات القريبة ويوزعونها على اللاجئين. حيث يحصل المتطوعون على المال من بعض المانحين، أو يدفعونه من مدخراتهم الشخصية.

بعض الذين يعيشون بالقرب من خيام اللاجئين يمدون لهم خراطيم مياه. وبهذا يستطيع البعض أن يغتسل. وليس الماء فقط هو ما ينقص المخيمات، فاللاجئون يعتمدون على المتطوعين في شحن هواتفهم أو في توفير خدمة الانترنت.

العائلات تكون عادة بحاجة إلى مساعدة أكبر ممن يسافرون بمفردهم. لذلك يعمل بعض المتطوعين على مدار الساعة، لأجل تقديم المساعدة. نزار ليكج أحد المتطوعين الكروات يقول " أنا لم آكل شيئا لحد ألان، عادة أشرب صباحا مشروبا للطاقة وفي المساء بعض القهوة، وأكون محظوظا حين أستطيع النوم 3 ساعات كل ليلة "

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل