المحتوى الرئيسى

العشوائية والفوضى تأكل المدينة … (2) دولة الرصيف

02/07 09:23

فتحنا في المقال السابق ملف الفوضى والعشوائية التي تجتاح المدن المصرية وبدأنا بدولة الميكروباص في هذا المقال سنتحدث عن دولة أخرى لا تقل عشوائية أو فوضى هي دولة الرصيف تلك الدولة التي انتشرت  وتوغلت  حتى ابتلعت كل الشوارع والأرصفة في كل الأحياء بلا رقيب أو حسيب.

يقول صلاح جاهين الشارع لنا، الناس التانيين دول مش مننا، دول ناس أنانيين في مكانهم واقفين، ورغم إن السبب الدرامي لكلمات صلاح جاهين يختلف، ولكنها تنطبق على هؤلاء الباعة المنتشرين في كل الشوارع محتلين الرصيف ببجاحة غريبة وكأنها صارت ملكا لهم.

هؤلاء الناس التانيين في مكانهم واقفين غير عابئين لمن حولهم، تحولت على أيديهم الشوارع والميادين والأرصفة تحديدا لبوتيكهات متنقلة، ولا أحد يتحرك أو يعترض أو يصرخ الشارع لم يعد  لنا نحن المارة، الذين لم نعد نجد لنا موضع قدم آمن على رصيف من أجل السير.

 ميدان رمسيس، شارع عباس العقاد، ميدان ألف مسكن، شارع بورسعيد، وعشرات الأمثلة الأخرى وصل الاعتداء بها إلى الخروج إلى عرض الطريق واقتطاع جزء منه من أجل نشر بضاعتهم، احتلال بكل ما تحمله الكلمة، تجارة وبيع خارج إطارالقانون، والمتعاطف يقول إنهم يسعون للرزق من أجل أن يواجهوا صعوبات الحياة.

متفق مع كل المدافعين فمن حق كل إنسان أن يسعى للرزق، ولكن هل يجب أن يكون ذلك السعي ضد حقي كمواطن بسيط يريد أن يجد مكانا أمنا يسير فيه، ألا يتعرض لهذا الكم من المضايقات والاختناق بسبب ذلك الكم الرهيب من البضائع المنتشرة، التي لم تعد تحتل  الرصيف فقط، بل أكملت غزوها للشارع نفسه متسببة في اختناقات مرورية.

 في العالم كله توجد أسواق محددة في أماكن بعينها لمثل ذلك النوع من عمليات البيع والشراء سواء كانت أسواقا يومية أو أسبوعية أوشهرية، أماكن محددة مقسمة بدقة لكل بائع، يحكمها قواعد ونظام لا يستطيع أحد أن يخل به، بالإضافة إلى تنظيم لشكل البضائع المعروضة في مساحات محددة لكل بائع.

إذا الحل متوفر وليس صعب؟

منذ فترة بسيطة قامت الجهات المعنية بنقل بعض الباعة من منطقة وسط البلد وكان من المفترض أن تستمرعمليات النقل لكل المنطاق التي تنتشر فيها ذلك النوع من التجمعات ولكن توقفت لأسباب لا يعلمها أحد.

المطلوب الآن أن يتم إنشاء أسواق بديلة في أكثر من منطقة، أسواق يتم تصميمها بشكل عملي وحضاري وجمالي أيضا، أسواق تخضع للرقابة، ويتم الإعلان عنها وتوفير أماكن بها بأسعار بسيطة مقبولة لمن يريد ان يعرض بضاعته لتكون منفذ له، ويجب أن تكون أسواقا يستطيع أيضا المواطن أن يصل لها بسهولة لكي يشتري ، بعدها يتم إزالة كل تلك الإشغالات من كل الطرق لا تفرق بين منطقة راقية أو منطقة فقيرة، شارع أو ميدان، رئيسي أو جانبي، بائع صغير أو تاجر كبير.

ثانيا وذلك لايقل أهمية هو معرفة مصادر هذه البضائع حتى لا يتعرض المواطن للغش التجاري أو الإصابة باي أمراض نتيجة تعامله مع بضاعة بعضها مصنع من الزبالة ويتم استيرادها ودخولها إلى البلاد بشكل غير قانوني، بضائع رديئة لا نعلم كيف وصلت للسوق المصري ومن يتحكم في دخولها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل