المحتوى الرئيسى

في حوار لـ«الدستور».. الهلباوي: «الإرهابية» منقسمة إلى 4 مجموعات أخطرها «خلية لندن وواشنطن»

02/06 22:08

الجماعة تتعاون مع كل من لديه مخطط لإسقاط مصر لكنها لن تعود مرة أخرى.. ومن يدعون السلمية يؤمنون بـ«العنف المؤجل»

راشد الغنوشى غير قادر على فعل أى شىء لإنقاذ «الإخوان».. ومشروع حسن البنا انتهى ومات

انتهى تنظيم الإخوان وفق المشروع الذى عده وخطط له حسن البنا بسقوط محمد مرسى فى 2013.. هكذا يرى الدكتور كمال الهلباوى، أحد القيادات التاريخية داخل جماعة الإخوان، الذى كان له باع كبير فى قيادة التنظيم الدولى للجماعة والتواصل مع فروعها بمختلف بلدان العالم لفترات طويلة قبل أن يعود لمصر مع قيام ثورة 25 يناير. الهلباوى يعتقد أن فكرة المشروع الإسلامى لن تزول، لكنها قد تظهر فى ظل رؤى وأفكار جديدة بعيدة عن فكر التنظيم الخاص ومعتقدات ومشروع جماعة الإخوان، لكنه يرى أن الخطر الأكبر يأتى من استمرار مدرسة السلفية الجهادية فى الشارع المصرى.

فى حوار مع «الدستور»، كشف الهلباوى العديد مما يدور داخل الجماعة فى الفترة الأخيرة كان فى مقدمتها انقسام التنظيم إلى 4 مجموعات بينها مجموعتان تتصارعان على الحكم والمال والعلاقات الخارجية، عوضًا عن تبنى كل الأطراف داخل التنظيم الفكر القطبى والسعى لمواجهة الدولة والخصوم بالسلاح. وإلى نص الحوار:

■ ماذا يدور داخل جماعة الإخوان الآن؟

- أبرز ما يدور داخل جماعة الإخوان فى هذا التوقيت هو الانقسام والصراع، الجماعة منقسمة إلى 4 أقسام، اثنان منها يتصارعان على إدارة التنظيم، وهو ما يعنى السلطة، التاريخ، الشهرة، الاسم، التنظيم، المال، العلاقات الخارجية، الإعلام.

- القسمان المتصارعان على الحكم هما مجموعتا محمود عزت ومعه إبراهيم منير، ومعظم القيادات الموجودة فى تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أما المجموعة الأخرى فهى الموجودة داخل مصر بشكل أكبر وكان يقودها الدكتور محمد كمال، مؤسس اللجان النوعية قبل وفاته.

■ وماذا عن المجموعات الأخرى؟

- هناك مجموعتان أخريان، أولاهما يمكن أن نسميها مجموعة التوقف والتبين، هؤلاء توقفوا عن العمل حتى يتبينوا الطريق إلى المستقبل، وينتظرون نتيجة الصراع الحاصل بين المجموعتين المتصارعتين على الحكم، أما المجموعة الأخرى، فهى مجموعة مسالمة لا تؤمن بالعنف ولا تدعمه بأى شكل من الأشكال ولم تتواجد فى ميدانى رابعة العدوية أو نهضة مصر، ولم تستمع لقادتها طيلة الفترة الماضية، ولكنها لا تجد مجالاً واسعاً للعمل داخل المجتمع المصرى، بعد سد المنافذ والدمغ بالإرهاب، والحذر لكل أعضاء التنظيم والتابعين للجماعة فى كل مكان ما يجعل تواجدهم صعبا للغاية. والبحث عن المستقبل عند تلك الجماعة محصور بين الصراع والتركيز على مناهضة الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل خاص والنظام القائم فى مصر بشكل عام، وتبين هذا بسهولة من إعلام الجماعة فى كل مكان وتصريحات قادتها ومسئوليها وما يكتبه شباب الجماعة ومؤيدوها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يركزون على خلق أزمات وتصديرها للرئيس فى محاولة لإشعال غضب المجتمع تجاهه.

■ ما حجم ونفوذ كل طرف من الأطراف الأربعة؟

- من الصعب أن تحدد بدقة أحجام هذه المجموعات، لأن الإخوان جميعاً بعد ما حدث فى رابعة العدوية و30 يونيو اتجهوا إلى العمل السرى من جديد، إلا الشخصيات العامة التى تظهر فى أماكن تطمئن إليها، لكن بشكل إجمالى تستطيع أن تقول إن أكبر المجموعات داخل الإخوان هى مجموعة محمود عزت التى تزعم السلمية، وأن اعتقادى أن محمود عزت ومجموعته وأفكاره وعقائده لا تمثل جماعة الإخوان المسلمين، ولا تمثل إخوان حسن البنا، وفيما يتعلق بالمجموعة الأخرى التى تصارعه على حكم الجماعة لا تمتلك منافذ كبيرة سوى التواصل الاجتماعى، أما مجموعة التوقف والتبين فهى أقل المجموعات، أما المجموعة الأكبر على الإطلاق، هى تلك المجموعة التى تؤمن بالسلمية وفقدت ثقتها فى التنظيم والقيادة انعدمت أو أصبحت ضعيفة جدًا، لذلك تجد أغلبية هذا التيار إما استقالت أو انشقت عن الجماعة، كما يسميها الإعلام أو امتنعت تماما عن حضور أى فعاليات أو أنشطة للتنظيم.

■ من يمتلك قرار الجماعة بين هذه المجموعات؟

- المجموعتان المتصارعتان على الحكم والسلطة والمال.

■ وما أهداف كل منهما؟

- لا يوجد بين تلك المجموعات من يمتلك أهدافا تربوية إيمانية، ولا يفكرون فى مستقبل دعوى بل مشغولون تماماً بكيفية كسب الصراع الحاصل والحصول على دعم الأنصار من الفريق الآخر، والطرفان يهدفان لإسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسى.

■ وما آليات وخطط وأدوات كل منهما فى سبيل مواجهة السيسى؟

- لا أظن أن أيًا منهما يملك أدوات التخطيط الصحيح، أحدهما أعلن العنف، والآخر يؤمن بالعنف المؤجل، لذلك يرفض أن يسلك هذا الطريق فى التوقيت الحالى، لدرايته بأن الجماعة ستخسر كثيراً ولن تحقق أى إيجابيات على أرض الواقع، بل قد يكون انتحارا للتنظيم.

■ هل كانت مجموعات العنف فكرة محمد كمال؟ أم أنها موجودة من قبل؟

- قيادة الفريقين تنتمى إلى التيار القطبى وتفكير التنظيم الخاص القديم، ولذلك لأول مرة فى تاريخ الجماعة تنتمى كل القيادة فى الجماعة إلى تيار واحد وهو تيار العنف، فى الماضى كان خلاف ذلك فمنذ 1928 حتى 1948 كان الدعوة نقية ولا يوجد بها عنف، لكن بعد التفكير فى العمل السياسى وتشكيل التنظيم الخاص، أصبح هناك تيار دعوى كبير وجهاز خاص مسلح له ثلاثة أهداف هى محاربة الإنجليز، وحماية الدعوة، والاستعداد لمعركة فلسطين، نهاية أربعينيات القرن الماضى، بعض قادة التنظيم الخاص ارتكبوا أخطاء شديدة جداً باجتهادات شخصية دون دعم من الجماعة فى ذلك، ولكن كان هذا هو المناخ السائد فى هذا الوقت، فالجبهة الوطنية كلها تذهب إلى كيفية مقاومة الإنجليز ومواجهة العملاء، لكن المشكلة كانت فى وجود من يصدر الفتاوى وينفذ الحكم بشكل شخصى رغم أنه غير مؤهل لذلك من الناحية الشرعية.

من يصدر الفتوى فى الجماعة وقتها لا يملك أدوات الفتوى كاملة، وكان ينفذ دون جهة قضائية، وبعد مجىء عمر التلمساني، استمر الأمر مؤقتاً فى صالح تيار الدعوة، لكن التفكير القطبى والجهاز القطبى كان مازال قائماً ويعمل داخل الإخوان، وبعد مصطفى مشهور تغلغل التيار القطبى على التيار الدعوى، فأصبحت كل القيادة داخل الجماعة تنتمى إلى التفكير التكفيرى والعنف، ورأينا مسئولى المكاتب الإدارية والشعُب الإخوانية منتمية إلى تيار واحد، ما يجعلنا نقول إن الجماعة فى المرحلة الأخيرة كانت فى كارثة حقيقية تتلخص فى انتماء كل القيادة الإخوانية إلى مدرسة واحدة وهى مدرسة العنف والإرهاب، وهو ما مهد للسقوط المدوى للجماعة.

■ ما رهانات الجماعة فى مواجهة الرئيس؟

- هناك اعتقاد لدى القيادتين المتصارعتين ووهم بأن الشعب المصرى متعاطف مع مظلوميتهم وقضيتهم، وأن هذا النظام جاء بانقلاب عسكرى، دون إدراك أن الشعب هو من أطاح بهم هذه المرة وأنهم كانوا فى السلطة ولم يكونوا فى صفوف الشعب، فهم ما زالوا يشككون فى الملايين التى خرجت فى 30 يونيو، لذلك هم اعتقدوا أنهم بتحالف دعم الشرعية فى رابعة العدوية قادرون على استعادة الحكم، وللأسف هم يؤمنون بتلك الأوهام، والخطر الأكبر الذى يؤمنون به هو الرؤى والأحلام التى يراها القادة فى منامهم مثل حلم سيدنا جبريل والحمام.

■ هل يعتقدون فى الرؤى كدليل لقراراتهم؟

- جدًا، هم يسيرون وفق أحلامهم ورؤاهم ويعتقدون أن ذلك من الله، رغم أن حسن «البنا» حذرهم من أن الرؤى والأحلام ليست من أدلة الأحكام الشرعية، لكن الجماعة بنت قراراتها بناء على رؤى وأحلام رابعة العدوية كما تحدثوا من أعلى منصاتهم.

الوهم الآخر هو أن هذا النظام سينهار بفعل ثورة 25 يناير مرة أخرى وليس هناك فى الساحة السياسية أى تنظيم يقدر على حكم البلد غيرهم، جزء من هذا الكلام صحيح، لغياب الأحزاب السياسية القوية، لكن ما لا يدركه الإخوان أن قادة القوات المسلحة لن يسمحوا بعودة الجماعة وأن فشل القوات المسلحة يعنى غياب الدولة المصرية وانهيارها وانقسامها إلى دويلات صغيرة وهذا لن يحدث.

■ هل هناك رهانات أخرى وأدوات تستخدمها الجماعة؟

- الرهان الكبير على أعداء مصر وليس العدو الظاهر فقط، بل التعاون مع كل من لديه مخططات لإسقاط مصر ومحاربة النظام القائم، وأقول إن الجماعة لم تكن تؤمن طوال الفترة التى كنت موجودًا فيها داخل الجماعة باللجوء إلى الغرب لتحقيق رغباتها وأهدافها، ولكن ذلك لم يحدث سوى فى الآونة الأخيرة، قلنا فى الماضى إن الولايات المتحدة الأمريكية التى تريد الخراب لمصر وللأمة العربية لا يمكن أن تريد الخير للإخوان.

■ هل ما زالت «الإخوان» تمتلك تنظيمياً دوليًا قويًا؟

- التنظيم الدولى للجماعة مظلة لفروع الجماعة فى 80 دولة ومقسم إلى مناطق، بمعنى أنه ليس من الضرورى أن تمثل كل دولة فى التنظيم ولكن التقسيم يكون لمناطق لأوروبا مثلاً وآسيا، وكل قطر له حرية التحرك وفق معطيات بلاده ومتغيراته، قد يتأثر بظروف التنظيم فى مكان آخر ويمكن ألا تتأثر، لكن ما حدث لمصر كان له صدى كبير على فروع التنظيم على جميع الدول، لأنها مقر الجماعة الأم التى تضم المرشد وأكبر عدد من الجماعة، فتأثرت الجماعة فى فلسطين والأردن والجزائر وتونس، إنما محمود عزت الآن لا يستطيع أن يقود هذا التنظيم، وأنا أقول إن الإخوان كتنظيم انتهى بعد ثورة يونيو، ولا يمكن أن يعود بنفس الشكل مرة أخرى، إنما كفكرة مشروع إسلامى ستظل قائمة ولا تستطيع إلغاءها، لكنه ليس بالضرورة أن يكون وفق مشروع حسن البنا الذى انتهى فعلياً ومات، أو التنظيم الخاص، فهذا لن يعود مرة آخرى مهما حدث.

■ يعنى لن تعود الإخوان مرة أخرى؟

- لن يعود التنظيم.. التنظيم بهذا الشكل انتهى، وغير قابل للعودة، لكن الفكرة الإسلامية ستتجدد لأن هناك إسلاميين، وسيكون هناك مشروع جديد يختلف مع مشروع البنا والإخوان.

■ هل هناك خطورة من فكرة المشروع الإسلامى؟

- الخطير سيظل موجودًا طالما استمرت مدرسة السلفية الجهادية.

■ هل ندموا على ذلك؟

- كل من يلتقينى بالجماعة يبدى حزنه لتركى لهم، ويقولون لى إنه كان من الضرورى أن أظل فى الجماعة وأواجه أفكار التيار القطبى وأمنعهم من الجرى وراء السلطة، لكن هذا الفكر مدمر وليس بإمكانى مواجهته بمفردى، فكون ندم هؤلاء فأعتقد أن القيادات مختلفة فيما بينها وأصبحوا ينتقدون بعضهم وينددون بقرارات كثيرة، لكنهم مازالوا يتوهمون أنهم سيعودون، فأقول لهم إنكم انتهيتم فى مصر، وأى فرع للجماعة فى أى بلد آخر يكرر خطأ الإخوان سينتهى، وكان من أخطائهم الكبيرة إقصاء الكفاءات لمجرد الاختلاف معهم، فأنا أرى أنهم من العيب أن يبعدوا أشخاصًا بحجم وفكر مختار نوح ويتقربون من عاصم عبدالماجد الذى قال «قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار»، كما أنهم عزلوا أنفسهم عن الشعب بوصولهم إلى الحكم كما عزلوا أنفسهم عن الثورة والثوار عندما تخلوا عن ميدان التحرير.

■ الغنوشى ومحمد الراشد، أليسا قادرين على لملمة الأمور؟

- لو كان الراشد قادراً على فعل شىء لظهر ذلك فى بلده العراق، انظر للإخوان ماذا فعلوا فى بغداد لقد دمروها، وراشد الغنوشى لا يستطيع فعل شىء سوى داخل تونس، ولو نجا هذا الرجل بالإخوان مما يدور فى تونس فهذا إنجاز له، لكنه غير قادر على فعل شىء آخر خارج تونس.

■ هل هناك محاولات للتهدئة بين الجماعة والسلطة؟

- نحن نسمع من حين لآخر عن مبادرات كثيرة تحاول تقريب وجهات النظر لكن معظمها غير متوازن وغير مقبول، لأنه كل من تحدث عن المصالحة داخل الجماعة لا يعرفون شيئًا عما يدور داخل التنظيم، وليس معنى أنك قرأت مجموعة كتب عن الإخوان أنك تفهم ما يدور بداخل التنظيم، لكن كى تعى كل شىء لابد أنك كنت فى القيادة يوماً ما، لأن قادة المحافظات أنفسهم لايعرفون أشياء كثيرة عن الجماعة سوى فى قطاع ونطاق الدائرة التى يقودها، إنما أنا أتحدث بناء على معرفة كاملة بالمشروع الإخوانى وأهداف التنظيم الخاص. وأريد أن يفهم الجميع أن الجماعة لا تريد مصالحة ولا غيره، وتصر على أوهامها فى مناهضة الرئيس سواء عبر المجموعات التى انتهجت العنف أو تلك المجموعات التى تتوهم أنها قادرة على إسقاط الرئيس بالتعاون مع أطراف خارجية.

■ هل تتعاون «حماس» مع جماعة الإخوان؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل