المحتوى الرئيسى

التليجراف: ترامب هاجم بشكل منهجي كل مؤسسات السلطة الأمريكية

02/06 19:39

قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يهاجم بطريقة منهجية كل مؤسسات السلطة الأمريكية التي يمكنها أن تراقبه أو تحد من سلطته، مشيرة إلى أن هجومه على السلطة القضائية بعد تعليق قرار حظر السفر أبرز أمثلتها.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الاثنين، إلى هجوم ترامب على القاضي الفيدرالي الذي أصدر حكم بمحكمة ولاية سياتل يعطل العمل بقراره الخاص بحظر مواطني 7 دول من دخول أمريكا، مشيرة إلى قوله: "لنكن واضحين، إذا تعرضت أمريكا لهجوم إرهابي، فإن القاضي الذي أوقف قرار حظر السفر سيٌلقى عليه اللوم بالتوازي مع بقية النظام القضائي في جميع الولايات الأمريكية.

وتابع: "لن أتحمل اللوم في ذلك لأن المؤسسات الاستخباراتية لن تعمل بكفاءة بسبب فشل مدراءها في تقديم معلومات دقيقة في الظروف الاستثنائية، كما أنها لن تكون قادرة تحديد زيادة مستويات التهديدات التي تواجه أمريكا في ضوء الخصومة المتزايدة بين الإدارة الجديدة والمسلمين حول العالم".

ووفقًا لرؤية ترامب فإنه من الآن فصاعدًا سيتحمل النظام القضائي الأمريكي اللوم في أي هجوم إرهابي تتعرض له البلاد - بغض النظر عن أصل مرتكبي الهجوم - لأنهم لم يتمسكوا بالقرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس، تقول الصحيفة، متسائلة: "كيف يمكن الاقتناع بتلك الرؤية؟".

وتابعت: "إن ما يقوله ترامب يبدوا وكأنه مبررًا رائعًا لأي هجوم تتعرض له البلاد"، مشيرة إلى أنه التفاف ومراوغة سياسة للتحايل على نظام الفصل بين السلطات باعتباره سابقة قانونية ودستورية لم تحدث منذ قرون.

ولفتت الصحيفة إلى أن انتقادات ترامب للقاضي الفيدرالي الذي علق قراره التنفيذي الخاص بحظر السفر، وانتقاده لمحكمة الاستئناف الفيدرالية التي رفضت طلب محامي الحكومة بإعادة العمل به؛ جعلته ينفس غضبه على السلطة القضائية الأمريكية عبر تدويناته على "تويتر"، مشيرة إلى أنه أصبح يرى النظام القضائي واحدًا من أعدائه.

وفي تدوينة له على "تويتر"، أمس الأحد، كتب ترامب: "لا أستطيع أن أصدق أن قاضي يمكن أن يضع بلاده في هذه المخاطر. إذا حدث أي شيء عليكم بإلقاء اللوم عليه وعلى النظام القضائي".

وكتب في تدوينة أخرى: "ماذا ينتظر بلادنا عندما يكون بإمكان القاضي أن يوقف قرار متعلق بالأمن القومي مثل قرار حظر السفر، لأنه بذلك سيكون بمقدور أي شخص أن يأتي إلى أمريكا حتى إذا كان لديه نوايا سيئة تجاهنا".

واعتبرت الصحيفة أن ما يقوم به ترامب يمثل خدعة متقنة، لأن النظام القضائي واحدًا من أذرع السلطة المحدودة التي يمكنها أن تكبح جماح إدارة ترامب إذا حاولت استغلال السلطة بطريقة غير قانونية، مشيرة إلى أنه بدأ بالفعل تفكيك إحدى أذرع السلطة غير الرسمية وهي الإعلام الذي من المفترض أنه يقوم بدور رقابي للحكومة في الأنظمة الديمقراطية.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب أعاد تصنيف الإعلام لتحويله من إعلام محايد إلى إعلام معارض بصورة تفتح الباب أمام إمكانية تجاهل أي تغطية أو تقارير إخبارية بدعوى أنها غير موضوعية أو تقف ضد الحكومة خاصة في القضايا الحساسة.

ولفتت الصحيفة إلى أن فريق ترامب يتبنون سياسة تعتمد على تأخير الأسئلة الصحفية التي يرون أنها مزعجة أو يرفضونها تمامًا، مشيرة إلى تصريحات شن سبايسر، المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض عن تبديل الحقائق في قضية حشود احتفالات تنصيب ترامب تثير الكثير من القلق، إضافة إلى تصريحات كيليان كونواي، مستشارة ترامب في تبريرها لقراره التنفيذ الخاص بحظر السفر.

وشن ترامب هجومًا على استطلاعات الرأي التي تجريها بعض الشبكات الإخبارية مثل "سي إن إن" وإيه بي سي" و"إن بي سي"، مشيرًا إلى أن الناس يحتاجون إلى تأمين حدودهم وتدقيق إجراءات دخول المهاجرين، وفقًا لتدوينة له على "تويتر"، إضافة إلى تدوينة أخرى تحدث فيها عن الأخبار التي تهدف إلى نشر الأكاذيب في الإعلام.

وترى الصحيفة أن الـ319 مليون أمريكي الذين يفترض أن ترامب يمثلهم وتولى منصبه لخدمتهم لا يمثلون محط اهتمامه باستثناء 63 مليون منحوه أصواتهم، مشيرة إلى أن رده على تظاهر نصف مليون شخص في العاصمة واشنطن عقب توليه السلطة بالقول: "لماذا لم يخرج هؤلاء ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات".

ولفتت الصحيفة إلى وصف ترامب للمحتجين بأنهم فوضويون ومجرمين ومأجورين، مشيرة إلى أنه ينكر عليهم أقل حقوقهم الدستورية في التعبير عن اعتراضهم.

وسخر ترامب من مقدم برنامج تلفزيون الواقع أرنولد شوارزنجر بسبب تدني مستويات مشاهدة البرنامج الذي كان ترامب نفسه يقدمه قبل الترشح للرئاسة الأمريكية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل