المحتوى الرئيسى

محمود سعد يكتب: رعاية الموهوبين | ساسة بوست

02/06 17:52

محمود سعدالمدرب والمستشار التدريبي والتربوي

منذ 1 دقيقة، 6 فبراير,2017

إن الموهبة هي نعمة من الله تعالى يهبها لمن يشاء، ولا حصر للمواهب التي يمتاز بها طلابنا في مختلف المراحل الدراسية؛ فهناك مواهب عقلية متعلقة بالذكاء والقدرات العقلية، وهناك مواهب جسدية، وأخرى فنية، وأخرى أدبية، ومواهب علمية ومواهب لغوية، ومواهب تكنولوجيا، وغيرها الكثير. ولا شك أننا إذا لم نهتم باكتشاف مواهب طلابنا ونقم برعايتها وتنميتها وتعزيزها فسوف تخبو وتتضاءل، وهذا يوضح مدى أهمية قيام كل منا بدوره في سبيل تعزيز مواهب أبنائنا، ولكن ما المقصود بالموهبة؟

إنَّ الموهبة هي تلك القدرة الاستثنائية أو الاستعداد الفطري غير العادي لدى الفرد، وقد تكون تلك القدرة موروثة أو مكتسبة، سواء أكانت قدرة عقلية أم قدرة بدنية.

وتعد المدرسة بمثابة البيئة الثانية بعد الأسرة التي يقضي فيها الطالب معظم أوقات يومه، ومن هنا يتضح لنا أهمية دور المدرسة في تقديم الرعاية الشاملة للطالب الموهوب ، فالمدرسة تتعهد القالب الذي صاغه المنزل لشخصية الطالب بالتهذيب والتحفيز والرعاية والتعزيز بكافة صوره بما يدعم قدراته وإمكاناته في مراحل نموه المختلفة ، وبالتأكيد إنَّ كل ما يجري في الفصل المدرسي وفي كل موقف تعليمي يؤثِّر على الطلاب بصورة معينة ؛ فالتربية عملية ديناميكية، ولا يقاس الفرد بعدد السنوات التي قضاها في المدرسة، ولا بمجموع ما حصل عليه من موادَّ دراسية؛ وإنما يقاس بقدرته على النمو العقلي والشخصي والانفعالي ، وبما يمتلكه من قدرات وإمكانات ومهارات ومعارف وخبرات متنوعة تمكنه من المساهمة والتفاعل الإيجابي مع مجتمعه.

والسؤال المهم الآن: ماذا يجب على المدارس والمعلمين أن يفعلوا في سبيل اكتشاف وتنمية ورعاية مواهب الطلاب المختلفة؟

تعد عملية اكتشاف وحصر الطلاب الموهوبين ممن تنطبق عليهم سمات وصفات وخصائص الموهوبين أولى وأهم أدوار المدارس في الميدان التعليمي، ولابد أن يتم ذلك بصورة منهجية وعلمية مدروسة باستخدام المقاييس وأدوات الكشف المختلفة عن الموهوبين والمعتمدة والمتفق عليها في الوسط العلمي والتربوي، وتأتي بعد ذلك عملية تحديد الاحتياجات الفعلية والإمكانات البشرية والمادية، والعمل على توفيرها في سبيل تعزيز قدرات وإمكانات الطلاب الموهوبين، بما يجعلهم قادرين على الابتكار والإبداع والإنتاج الفعال في المجتمع. ويلي ذلك إعداد وتنفيذ البرامج والأنشطة والمسابقات المختلفة والنوادي المتخصصة في المجالات الأدبية والعلمية والمهارية والتكنولوجية وغيرها للطلاب الموهوبين داخل المدرسة، ومتابعة ذلك بصورة مستدامة من أجل تطوير الأداء وبلوغ الطلاب لأعلى درجات الموهبة والمهارة.

وللمعلم أهمية كبيرة في الكشف عن المواهب، وتنميتها ورعايتها عند الطلاب؛ بفضل اتصاله بهم ودوره في توجيههم، كما أن عمل المعلم لا يقف على تنفيذ ما جاء في البرامج والمقررات الدراسية فحسب؛ فهو يقوم بدور المرشد والميسر والموجه النفسي والاجتماعي للطلاب، ويعمل على تهيئة الأجواء وتوفير كل العوامل التي من شأنها أن تعمل على تشجيع مواهب الطلاب وتعزيزها وتنميتها.

ولكي يصبح العمل الدراسي مشوقًا للطلاب الموهوبين، وحافزًا لهم على بذل الجهد، فقد لجأت بعض المدارس في بعض دول العالم إلى اختصار سنوات الدراسة؛ وذلك لأن بعض الطلاب الموهوبين يضيقون بالعمل المدرسي العادي الذي يناسب الطلاب العاديين -الذين هم في مثل سنهم – وذلك لأن هذا العمل المدرسي العادي أقل من مستواهم العقلي، وأيضًا فإنه من الممكن أن تكون المواد الدراسية التي تعطَى في إحدى الفرق التالية لفرقتهم أكثر إثارة لميولهم وتحديًا لمواجهتهم، كذلك أوصى بعض الباحثين والمختصين بأهمية إنشاء فصول خاصة للطلاب الموهوبين ، وتقديم برامج نوعية خاصة لهم دون غيرهم من الطلاب بالمدرسة ، وقالوا إن هذه الطريقة تضمن وصول الطالب الموهوب إلى أقصى حد ممكن في النواحي الشخصية والمعرفية والثقافية والإبداعية والمهارية، وكذلك تتيح هذه الفصول الفرصة للطلاب الموهوبين لاكتساب العاداتِ السليمةَ للعمل والتحصيل الأكاديمي؛ وذلك لأن الدراسة في هذه الفصول تكون في مستوى يتحدى قدراتهم، وأيضًا فإن الدراسة مع زملاء موهوبين وفائقين في المستوى العقلي والأكاديمي يقلل من فرص تعرضهم للغرور الناتج عن تفوقهم وتميزهم عن غيرهم من أقرانهم من الطلاب العاديين.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل