المحتوى الرئيسى

الموصل بعد 100 يوم من القتال.. طائفية وحصار وتجويع

02/06 14:47

100  يوم من المعارك العنيفة والحصار في مدينة الموصل، شمالي العراق، كانت كفيلة بأن تجعل الوضع الإنساني لسكان ثاني أكبر مدن العراق كارثي، فبات المواطن العراقي هو الضحية بعدما قدر له أن يكون ضمن سكان مدينة المعارك.

 وبدأ العام الجديد 2017 بمزيدٍ من الضحايا من المدنيين، فضلاً عن النزوح الكبير في العراق، والذي يشهد حاليًا أحد أكثر الصراعات المعقدة والمتقلبة في العالم، حيث نزح منذ بدء عملية معركة الموصل في 17 أكتوبر الماضي أكثر من 180 ألف عراقي.

وفي الموصل تسببت المعارك العنيفة والحصار في تدهور الحياة الإنسانية لنحو نصف سكان المدينة من الجهة الغربية، وذلك بالتزامن مع استمرار القصف الجوي لطيران التحالف الدولي، وتوقف المشاريع الخدمية عن العمل بشكل تام.  

وكانت الأمم المتحدة حذَّرت من أن عملية استعادة الموصل قد يشرِّد ما يصل إلى مليون شخص.

وأكملت القوات العراقية تقريبًا سيطرتها على الضفة الشرقية من مدينة الموصل، وبدأت تركز على الشطر الغربي الذي يتوقع أن يشهد حرب شوارع ضارية.

وبحسب تقارير إعلامية يعاني الأهالي من شحّ مالي كبير وسط ارتفاع جنوني في أسعار السلع المتوفرة للبيع هناك حيث وصل سعر البيضة الواحدة نحو 1250 ديناراً عراقياً (ما يعادل دولارًا أمريكيًا).

ووصل سعر الكيلو جرام الواحد من السكر 12 ألف دينار عراقي (ما يعادل 10 دولارات)، ومن لحم الضأن 16 ألف دينار (ما يعادل 13 دولارًا)، أما سعر الكيلو الواحد من الطحينية (مستخلص من بذور السمسم) فقد قفز إلى 12 ألف دينار (ما يعادل 10 دولارات) ويعد غذاءً رئيسياً لدى الموصليين في أوقات الأزمات، حيث يتناولونه مع الدبس (مستخلص التمر)، الذي يبلغ الكيلو الواحد منه 9 آلاف دينار (ما يعادل 8 دولارات).

وبات غالبية الأهالي يعتمدون على الحطب والأخشاب في الطهي والحصول على شيء من التدفئة في ظل انخفاض حاد بدرجات الحرارة، فضلاً عن قطع الماء وخط الطاقة الكهربائية عن المشافي والمراكز الصحية والمشاريع الخدمية في الجانب الأيمن للموصل.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة أصبح تأمين لقمة العيش اليومية للعائلات الموصلية  صعبًا جداً، وفي الكثير من الأحيان مستحيلاً، الكثير من الرجال يخرجون إلى الشوارع وهم يضعون اللثام على وجوههم، كي لا يعرفهم أحد، من أجل البحث عن الطعام حتى في أكوام النفايات والعودة به إلى عوائلهم، واستخراج الصالح منه ثم أكله لكبح جماح الجوع المدمر. بحسب التقارير.

  بدوره قال المحلل السياسي العراقي أحمد الملاح إن الجانب الأيمن لمدينة الموصل ويقصد به الجهة الغربية لنهر دجلة حيث تقع مدينة الموصل القديمة تقع تحت حصار مطبق، وصل الوضع بـ٧٥٠ الف مدني هناك إلى حافة المجاعة.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنَّ القوات العراقية ما تزال في طور الاستعدادات ولم تتحرك لاقتحام تلك الأحياء، بينما منع داعش الأهالي من الخروج وقتل بعض المدنيين المحاولين للتسلل خارج الأحياء تحت سيطرته.

وأوضح أن داعش قام أيضاً بجلد عددٍ من تجار المدينة لتقديمهم مساعدات غذائية للفقراء وذلك بحجة عدم أخذ موافقة من ديوان الصدقات والزكاة الخاصة به.

وأكّد أنَّ الأهالي هناك يعانون بشكل مخيف، بين انقطاع الماء والكهرباء وعدم وجود مواد تدفئة في طقس بارد إضافة لشحة الأغذية وغلاء الأسعار وعدم وجود أي مصدر من مصادر الرزق، كل هذا يعززه وضع أمني تحت القصف والاعتقالات، وغياب الأدوية.

وأشار إلى أنه رغم هذا الحجم الكبير من المعاناة هناك شبه تجاهل إعلامي لهذه المأساة التي تفوق ما حدث في مدن سابقة قائلاً " نحن نتحدث عن ثلاث أرباع المليون محاصرون بشكل مخيف دون بادرة أمل قريبة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل