المحتوى الرئيسى

تفاصيل رحلة الموت على متن "أوتوبيس مرسيدس 500" في حادث نويبع | ولاد البلد

02/06 08:42

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » تفاصيل رحلة الموت على متن “أوتوبيس مرسيدس 500” في حادث نويبع

تفوقت دراسيًا وانتظرت التخرج لتبدأ رحلتها العملية في مجال الصيدلة، حلمت بكأس العالم للكرة الطائرة، ورحلة لنيل قسط من الراحة بعد عام دراسي مرهق، ولكن تبددت أحلامها، وصعدت روحها داخل أوتوبيس انتهت رحلته في منتصف الطريق.

ثلاثة أوتوبيسات انطلقت من الإسكندرية في رحلة لم يكن أحد يدرك أن أحدهم لن يعود مرة أخرى، وبحسب أحمد السطوحي، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة، فإن أحد هذين الأوتوبيسين كان متوجهًا إلى سانت كاثرين، وآخران إلى دهب، ومن ثم العودة مرة أخرى.

وقال “السطوحي” إن الأوتوبيسات انطلقوا سويًا، ثم تفرقوا في نويبع، ليستكمل أحدهم طريقه إلى رأس شيطان، ويتجه الآخرين إلى سانت كاترين، إلا أن الأخير توقف في الطريق بسبب انصهار أحد إطاراته، ولكن الأكثر خطورة هو وجود عطل آخر رجح أنه أصاب الفرامل.

اتصالات متتالية أجراها مستقلو الأوتوبيس الناجي مع زملائهم حتى اطمأنوا بوصولهم إلى دهب بأمان، ولكن لم يمر صباح الجمعة إلا وفوجؤوا بانقلاب الأوتوبيس نفسه، مرسيدس 500، أثناء توجهه إلى رأس شيطان، انكتمت أنفاس الطلاب وحاولوا التأكد من الواقعة التي أكدها المشرف على الرحلة في مكالمة هاتفية أجروها معه، وبالفعل سقطت المركبة من منحدر عالٍ.

وأضاف السطوحي: “أخبرنا المشرف أن المصابين تم نقلهم إلى مستشفيات دهب، نويبع، وشرم الشيخ الدولي، الذي استقبل الحالات الحرجة، ووفاة السائق والمشرف، و5 طلبة لم يكونوا على علم بأسمائهم حينها، إلى أن ارتفعت الحالات إلى 9 وفيات”.

ويجري السطوحي اتصالات دورية مع زملائه اللذين يتلقون العلاج بمستشفيات شرم الشيخ، ويشير إلى أن حالاتهم شديدة الخطورة، وأغلبها تتراوح ما بين كسور وجروح خطرة، وأقلها خطورة تلك المصابة بشبه ارتجاج في المخ، ولذلك فإنه شدد على ضرورة نقلهم إلى الإسكندرية بواسطة طائرة وليس بالطريق البري، محملا مسؤولية تفاقم أوضاعهم على المسؤولين، في حال عدم الاستجابة لمطلبه، مضيفًا: “اللي بيركب منهم الإسعاف بينتفض من مكانه”.

محمد الصعيدي، عضو اتحاد كلية الصيدلة وأحد زملاء شدوى محمد عبد السلام، الطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الصيدلة، إحدى ضحايا الأوتوبيس الذي انقلب في طريقه إلى سانت كاترين، وهو من المقربين منها وكان شاهدا على مواقف عديدة معها، كان آخر ما جمع بينهما صورة تذكارية احتفالا بانتهاء 70% من الدراسة.

وفي كشفه عن الجانب الإنساني لشدوى، يقول الصعيدي إنها كانت أكثر الشخصيات تأثيرًا بين زملائها، وأحاطها الجميع بحبهم كما فعلت، فهي لم تتوانى يوما عن مساعدة أي شخص سواء في دفعتها أو في الكلية بشكل عام.

وأضاف أن شدوى لم تكن فقط ملتزمة بحضور محاضراتها، بل كانت تقوم بتدوين الأسئلة الهامة وتصويرها لزملائها، كما كانت تقدم المساعدات في أمور أخرى.

أما عن رياضة كرة الطائرة، فقال الصعيدي إنها نالت العديد من الجوائز في رياضة الكرة الطائرة، وكانت تفضلها عن أي شئ آخر، ولكن ذلك لم يتعارض مع تفوقها علميًا وأخلاقيًا ورياضيًا أيضًا، مضيفًا: “كانت أكثر الشخصيات خلق واحترامًا.. وكانت اختنا الكبيرة”.

طموحات شدوى اقتنصها الموت، فبحسب الصعيدي كان التأهيل لكأس العالم هو أحد آمالها التي لم تتحقق، أما من الجانب العلمي فكان شغفها في تحقيق مبتغاها غير محدود، وتلهفت نيل شهادة البكالوريوس كي تبدأ في تحقيقها.

ويضيف الصعيدي أنه بالرغم من أن خبر وفاتها بات أمر محقق، إلا أن زملائها لم يصدقوه من هول الصدمة، أما آخر ما جمعه بها كان آخر أيام الامتحانات وكانا يعدان الصورة التذكارية مع طلاب الكلية بمناسبة الانتهاء من 70% من الدراسة، وكانا يتشاركان عدد من الأنشطة، كيوم اليتيم وإعداد شنط رمضان، وغيرها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل