المحتوى الرئيسى

الناجون من حادث نويبع يرون لحظات الصدمة والرعب | ولاد البلد

02/06 08:24

الرئيسيه » تقرير صحفي » الناجون من حادث نويبع يرون لحظات الصدمة والرعب

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

بعض اللحظات فارقة، وتظل ذكراها حاضرة لا يمحوها الزمن مهما طال، خاصة مواقف الموت المفاجئ، وأن تكون أحد الناجين أو الشاهدين على موت غيرك، حيث يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام عينيك، فتظل مشاهد الصدمة والرعب تلاصقك للأبد.

ولاد البلد” ترصد روايات الناجين من حادث انقلاب أتوبيس رحلات الإسكندرية في طريق نويبع، الذي راح ضحيته 12، وأصيب 45 آخرين، بعضهم في حالات حرجة والبعض الآخر تحت الملاحظة الطبية ضمانا لاستقرار أوضاعهم الصحية، في حين استقرت حالات البعض الأخر وخرجوا إلي أهاليهم سالمين.

“شوفت الموت بعيني.. ومن الصدمة فقدت الوعي.. وقمت لقيت صحبتي جثة جنبي والناس بتخرجني من الأتوبيس” بتلك الكلمات عبرت غادة حامد، إحدى مصابات الحادث، التي استقرت حالتها  وخرجت من المستشفى، مضيفة أن صعوبة الموقف لن تعبر عنها الكلمات، خاصة لحظة انقلاب الأتوبيس من أعلي منحدر جبلي لعدة مرات، وهي اللحظة التي فقدنا جميعا فيها الوعي.

وتروي غادة تفاصيل الحادث قائلة إنه “بعد ما وصلونا دهب، اتحركنا في أوتوبيس لزيارة رأس شيطان، ولما وصلنا منطقة رأس الصاعدة بنويبع، سمعنا صوت حركة جامدة في الأوتوبيس، فسألنا السائق: إيه ده؟ ماجوبش علينا وفضل يتكلم في التليفون، ويسأل حد عن الفرامل والكاوتش.. وفجأة قعد يزعق “أنتوا عاطيني أتوبيس بايظ”.. وبعدها انقلب الأوتوبيس عدة مرات فلم نشعر سوي بحركات التصادم.. فأمسكت بالكرسي الأمامي لي ولم أفق إلا على أصوات المنقذين يحاولون إخراجي”.

“كنا بنلعب ونغني عشان نتسلي خلال فترة وصولنا لمكان الزيارة.. وفجأة السواق قالنا اتشاهدوا الأوتوبيس مافيهوش فرامل.. وماحستش إلا وأنا في المستشفى، وسألت على صاحبي اللي كان معايا قالولي مات.. حسيت إني خنته وسبته يموت لوحده، هكذا روي عصام الدين محمد، طالب بكلية الصيدلية، أحد الناجين من الحادث، مطالبا بمحاسبة شركة السياحة المسؤولة عن الحادث، التي خاطرت بحياة أبرياء بسفرهم في أتوبيس غير مؤهل مما تسبب في الحادث.

وأضاف عصام الدين “مشهد انقلابنا داخل الأوتوبيس لما سقط من على الجبل كان أصعب لحظة رعب عشتها في حياتي.. ماعرفتش أشوف حد.. الصراخ والاستغاثات صوتها كان عالي جدا.. هايفضل المشهد ده محفور في ذاكرتي للأبد”.

“كل حاجة في الدنيا صغرت في عيني فجأة قصاد فجعة الموت” قالتها الطالبة هبة علي، مضيفة أنها لم تفكر في شيء لحظة انقلاب الأتوبيس سوي في احتضان شقيقتها “هدير” قائلة “كنت خايفة عليها من الموت ومافكرتش في نفسي” لافتى إلى أن الحادث لم يستغرق ثوان معدودة، دخلت فيها في غيبوبة ولم تفق إلا على أصوات الصراخ من المنقذين لهم.

وتضيف هبه “أول ما فوقت دورت علي هدير أختي ملقتهاش.. ورغم إني كنت مصابة لكن انهرت تماما وفضلت أسأل عليها.. ولما لقيت الجثث حوليا قلت أختي ماتت، وفقدت الوعي وماحستش إلا في المستشفى، وعرفت إن هدير عايشة بس معانا ناس ماتت” واستكملت هبة قائلة “مافيش إحساس في الدنيا أصعب من أنك تشوف الموت قصاد عينك”.

فيما تقول الطالبة هبة أبو اليزيد، صديقة حسناء خالد الماس، التي لقيت مصرعها في الحادث “طول وقت الرحلة كنت قاعدة أنا وحسناء مع بعض نضحك ونهزر أننا حققنا حلم السفر لدهب، ورؤية المناظر الطبيعية الخلابة وصعود جبل سانت كاترين، إلا أن الحادث خطف صديقتي وحول الحلم إلى كابوس لن ينته حزنه طوال حياتي” لافتة إلى إنها فقدت الوعي أثناء اصطدام الأوتوبيس بعد انقلابه، ولم تفق إلا في المستشفى وعلمت بخبر وفاة صديقتها حسناء وشقيقتها أسماء.

وأضاف الطالب معاذ حمدي، أحد الناجين، أنه أثناء رحلة الذهاب إلى دهب تعطل الأوتوبيس في الطريق وقام السائق بإصلاح الكاوتش، فسأله الطلاب إذا كان السير به يعرضهم لمشكلة خلال الطريق مرة أخرى أجابهم بالنفي قائلاً “ماتقلقوش علي ضمانتي”، مضيفا أن ما أنقذه من الحادث وجوده بجانب الشباك فاستطاع الخروج بسهولة بعد انقلاب الأتوبيس وقبل احتراقه.

وكذلك رصدت “ولاد البلد” معاناة أهالي الضحايا من أمام مستشفى سموحة، الذي تم نقل المصابين إليه مساء أمس بطائرة مجهزة طبيا، حيث وقف العشرات بحثا عن أولادهم بين صفوف المصابين.

يقول أشرف معروف والد “لميس” إحدى ضحايا الحادث، إن ابنته أصيبت بنزيف داخلي وكسور في الفخذ، وحسب روايتها للحادث بعد أن استعادت الوعي جزئيا من الغيبوبة، أنها كانت تجلس في المقعد المجاور للسائق، وعندما اكتشف وجود مشكلة في الفرامل طالبها بالرجوع للخلف قائلاً “أرجوكي أرجعي أقعدي ورا” فاستجابت وجلست على أرجل زميله لها، وهو ما تسبب في سقوطها خارج الأوتوبيس أثناء انقلابه فأصيبت، ولكن العناية الإلهية أنقذتها من موت محقق لكونها في مقدمة الأتوبيس، وهو المكان الذي توفى أغلب الجالسين فيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل