المحتوى الرئيسى

تحليل الكاميرون هل انتظر كوبر مباراة العودة للفوز باللقب؟ - الأهلي.كوم

02/06 15:10

لم أتخيل أن المنتخب المصري في المباراة النهائية وفي ظل المعاناة البدنية للعديد من اللاعبين بسبب الاجهاد لا يجري سوى تبديل وحيد بينما قام الكاميرون المنافس بـ3 تبديلات.

وعلى الرغم أن قائمة المنتخب تعاني من اصابتين وإيقاف وبالتالي غياب 3 لاعبين في الخط الهجومي الا أن الجهاز الفني كان يتحتم عليه دراسة كافة سيناريوهات المباراة ليكون قادر على اتخاذ قراراته سريعاً دون اضاعة الوقت.

اعتقد أن السبب وراء التبديل الوحيد الذي قام به هكتور كوبر هو عدم التحضير الجيد لكافة سيناريوهات المباراة، فبعد هدف الكاميرون التعادل عانت مصر من فقدان توازن واضح على عكس الشكل القوي الذي ظهرنا عليه في الشوط الأول.

فالشوط الأول تمكنا من الالتزام في كافة النواحي التكتيكية لنغلق المساحات أمام الكاميرون فضلاً عن استحواذنا الإيجابي على الكرة عن طريق وجود خطة هجومية نلعب بها ظهر بها عمرو وردة بشكل مميز جداً على عكس المتوقع.

فوردة تمكن من الفوز بالعديد من الكرات الهوائية لينهي اللقاء بنسبة فوز في الكرات الهوائية 46.2% وهي نسبة كبيرة نظراً أنه ليس مهاجم، فمثلاً محمود عبد المنعم كهربا لم يتعدى نسبته الـ17% أمام بوركينا فاسو عندما لعب كمهاجم.

كذلك من أسباب التفوق في الشوط الأول هو عودة محمد النني الذي أعطى اضافة لوسط ملعب مصر الدفاعي لوجود لاعب قادر على التمرير والمشاركة في الأدوار الهجومية وهو ما جعلنا نتقدم عبر توغل رائع من النني في هجمة منظمة ترجمت الخطة الهجومية التي اعتمدت على تحرر الثنائي وردة وصلاح في عملية تبادل المراكز.

ولكن فور دخول الهدف الأول في مرمى المنتخب المصري لم نتمكن من الاستمرار على نفس المنوال، وهو ما يرجعنا لحتمية تدخل المدير الفني لإعادة الأمور لنصابها في مباراة كنا بالفعل قادرين على الفوز بها.

الهدف الأول إن كان يدل على شيء فإنه يدل على بدء فقدان الجانب البدني خاصة في قلب الدفاع الذين بذلوا مجهود خرافي وقاموا بحماية مرمى مصر في العديد من الكرات العرضية منذ بداية البطولة، وبالتالي كان يجب أن يتدخل المدير الفني لمحاولة منع ارسال كرات عرضية أكثر بالإضافة إلى الاتكاء على الحارس.

ولكن الحضري عندما احتجنا إلى مجهوده في المساهمة بمنع الكرات العرضية عبر تقدمه من مرماه لم نشاهده، فالحضري منذ بداية البطولة يخطئ كثيراً في تقديره وخروجه من المرمى على الكرات العرضية، وبالتالي فإنه قد يكون فضل البقاء تحت العارضة حتى لا يساهم في مصيبة!

الهدف الأول كان من الممكن أن يخرج الحضري من مرماه ليمنع العرضية الذي كانت واضحة جداً أنه ستلعب عن طريق موكاندجو الذي لم يخفي نيته في ارسال كرة عرضية، ولكن الحضري بحكم السن لم يكن قادر على تقمص دوره في "سنوات العز".

بعد الهدف الأول كان لابد من اقحام إبراهيم صلاح أو عمر جابر بدلاً من عبد الله السعيد الذي وضح عليه الارهاق البدني الذي تمثل في اضاعة كرات سهلة في وسط الملعب، وحتى مع عدم امتلاكنا للاعبين في الجانب الهجومي على الدكة كان كوبر عليه أن يكون صنع البديل أثناء تحضيره للقاء.

فمثلاً كان بإمكاننا الدفع بعمر جابر أو ابراهيم صلاح بدلاً من السعيد ليعود المختار منهم لوسط الملعب الدفاعي على أن يتحمل النني مهام هجومية أكثر، أو أن يلعب جابر في الجناح الأيمن ليعود وردة كصانع لعب مع تحول صلاح في مركز المهاجم.

كل تلك الأمور كان من الممكن أن يقوم بها كوبر، وحتى إن كان بها تغير مراكز للعديد من اللاعبين الا أنها ستكون أفضل من أن تترك وسط ملعب مصر منهار بدنياً أمام الكاميرون ليقترب هدف الخسارة أكثر.

كذلك كان لابد من وجود رد فعل من مصر تجاه تبادل المراكز بين باسوجوج وموكاندجو في الشوط الثاني، ولكن بدلاً من اظهار أي رد فعل ظل الفراعنة يلعبون بنفس الطريقة دون وجود أي نية في التفكير فيما فكر فيه هوجو بروس المدير الفني للكاميرون.

ما فكر به بروس كان سهل جداً وهو اعطاء جناحيه فرصة أخرى للاختراق بالأخص بعد تمكن فتحي من إيقاف خطورة أخطر لاعب في الكاميرون باسوجوج طوال الشوط الأول، في هذه اللقطة كان لابد من تدخل كوبر لإرسال تدعيم للمحمدي لإيقاف خطورة باسوجوج الذي حصل على أفضل لاعب في البطولة.

كذلك الضغط الكبير الذي تعرض له المنتخب والذي تحمله خط الدفاع بأكمله كان يحتم على كوبر التفكير في تدعيمه وليس التفكير في الهجوم فقط، وبالتالي لم يكن منطقي اخراج تريزيجيه صاحب المجهود الكبير في الجانب الدفاعي لإقحام رمضان صبحي.

فرمضان كان الأولى أن يدخل بدلاً من عبد الله السعيد الذي ظهر متأثراً جداً من الناحية البدنية مثلما ذكرت، ولكن الجهاز الفني لم يكن بيديه حيلة على الرغم من أن إيجاد الحيّل هي مهمته الأولى.

لا يمكن أن يقلل أي متابع للكرة من المجهود الرائع الذي بذل من قبل اللاعبين، ولكن اختيار الحضري الذي شكك فيه الكثيرون أثبت أن كوبر لم يتحلى بوجهة نظر صائبة في اشراك صاحب الـ44 عام، فخبرة الحضري "المخضرم" كان لابد من أن يظهر خاصة في الهدف الثاني.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل