المحتوى الرئيسى

"تمثيلنا".. إبداع أبطاله أطفال فلسطينيون

02/06 01:05

يتابع سند عمله داخل ورشة الحدادة وكأنه يريد أن يعيش الدور الموكل إليه بعمق.. أثقله حجم المطرقة التي يضرب بها فوق اللوح الحديدي لتقويمه، لكنه استمر.

يقول سند إن فكرتهم تزامنت والعطلة المدرسية بين الفصلين، وكيف يمكن للتلاميذ استغلالها في شيء مفيد، فاكتساب المهارة والخبرة في شيء مهني لا يعني التقصير في الجانب الأكاديمي.

كما التفت الأطفال إلى مشكلات باتت تؤرق المجتمع الفلسطيني كالفتنة وانتشار الجريمة، أو تلك التي تتعلق بشؤونهم المدرسية كمحو الأمية والغش في الاختبارات والنظافة المدرسية.

وخاضوا غمار تجربتهم الفنية بواسطة هاتف خلوي يملكه أحدهم، ليقوموا من وقت قريب بتجميع مصروفهم الشخصي لشراء الحامل الخاص للتصوير بالهاتف.

يحمل الفتى باسل الحاج -الذي توكل إليه مهمة الإخراج عادة- بين يديه نصوصا أعدت للتمثيل، ثم يبدأ بتوزيعها على الأطفال ليقرؤوها ويدخلوا عليها التعديلات المطلوبة، قبل أن يشرع كل منهم في حفظ دوره وتمثيله.

وبعد شراء حامل الكاميرا، تقلصت فترة التصوير التي كانت تمتد لساعات نتيجة الاعتماد في التصوير على أحدهم.

ويقول باسل "نحن لا نشترك في التمثيل فقط، وإنما في كل شيء نطور به فريقنا وأداءنا، وسنسعى جاهدين لتوفير الإمكانيات اللازمة لعمل أكبر".

يشير جودت -الطفل الرابع- إلى الحارة التي يقطنونها في الحي الغربي من قريتهم، ويقول "هنا نعد معظم الأعمال، نستعين بالهدوء وبمنازلنا القريبة وأطفال الحي.. إنها بمثابة مدينة هوليود لنا".

وحرص الأطفال على تعلم برامج المونتاج بمساعدة من أساتذتهم في المدرسة ووسائل التواصل الاجتماعي التي سخروها للترويج لأعمالهم التي بدأت تشق طريقها وبقوة بين الجمهور.

يقول أستاذ الإعلام بالجامعة العربية الأميركية بمدينة جنين سعيد أبو معلا إن هذه المواهب مؤشر على أمرين: أولهما سيطرة التكنولوجيا وأدواتها على حياة الأطفال، وامتلاك هؤلاء لمواهب وأحلام كبيرة مكنتهم هذه التقنيات من اكتشافها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل