المحتوى الرئيسى

Yomna Awad تكتب: أرقام مقدسة وأخرى ملعونة!  | ساسة بوست

02/05 19:20

منذ 6 دقائق، 5 فبراير,2017

تعامل الإنسان مع الأرقام منذ القدم باعتبارها ألغاز ًا ورسائل، يتوجب عليه فهمها وتفسيرها، وكثيرًا ما أضفى عليها القداسة، أو اعتبرها نذير شؤم وشر، نستعرض بعضها فيما يلي:

يعد أحد الأرقام المقدسة في كثير من الديانات، وكثيرًا ما ارتبط في الديانات القديمة بالخلق والأوجه المتعددة للإله، ما دفع بالزاك للقول بـ«إنّ العدد ثلاثة علامة الخلق، وهو عدد يعجب الله».

فنجد في الميثولوجيا الإسكندنافية، برز الرقم 3 في قصة الخلق؛ حيث انقسم العالم بداية إلى ثلاثة أجزاء: أرض الضباب- أرض النار- أرض ثالثة تفصل بينهما، وفيها خُلق الإله الأول «بوري» في ثلاثة أيام، و«بوري» هو الجد الأكبر للإخوة الثلاثة «أودين، فيلي، في»، الذين خلقوا أول البشر.

وفي حضارة المايا خُلق الإنسان من خلال ثلاث محاولات: في المرة الأولى خُلق من طين فدمره الفيضان، وفي الثانية خُلق من خشب ودُمر في العاصفة، وفي الثالثة خُلق من الذرة ومنه انحدرنا نحن جميعًا .

أما في سومطرة فقد وضعت دجاجة الإله الأعظم ثلاث بيضات، تفقس ليخرج منها ثلاثة آلهة جدد، يخلقون الأجزاء الثلاثة للكون: السماء، والأرض، والعالم السفلي .

وبالطبع نعرف الثالوث المقدس في المسيحية، الناتج عن اتّحاد الثلاثة أقانيم الإلهية؛ لتكون في النهاية إلهًا واحدًا، لكنه ليس الثالوث الوحيد، فهناك الثالوث البابلي «آنو، بيل، أيا» وآلهة الهندوس الثلاثة «براهما، فيشنو، فيشا»، التي تتّحد لتكوّن إلهًا واحدًا يُدعى «براهمان».

أربعة فصول في السنة، وأربعة اتجاهات جغرافية، وأربعة أوجه للقمر، وأربعة عناصر أساسية للحياة، واُعتبر هذا الرقم مقدسًا بالنسبة للبعض، كالمصريين القدماء الذين وضعوا أربع جرار بجانب المتوفى تُمثل أبناء حورس الأربعة.

لكنه يظل أقل حظًا من الرقم 3، على الأقل بالنسبة لسكان شرق آسيا؛ فمن الملاحظ في دول شرق آسيا انتشار رُهاب الرقم أربعة «تترافوبيا»، حيث يتجنب السكان ذكر رقم 4 لأنه يُنطق بطريقة مشابهة لنطق «الموت»، ويُستبعد الرقم «4، 14، 24،… إلخ» من ترقيم طوابق الأبنية، وغرف المستشفيات، والمباني المشابهة، فلا تتعجب إذا لم تجد الطابق 4 أثناء إقامتك في أحد الفنادق.

في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يشتهر الرقم باعتباره تميمةً لدرء عين الحسود، يسميها المسلمون يد فاطمة نسبةً إلى فاطمة الزهراء، ويسميها اليهود يد مريم نسبة إلى مريم أخت موسى وهارون .وللرقم أهمية خاصة في الإسلام تظهر في أركانه الخمسة، والصلوات المفروضة الخمس، وفي اليهودية تظهر في كتب التوراة الخمسة.

نأتي الآن للرقم المفعم بالأسرار، والذي يتميز بمكانة خاصة عند أصحاب الحضارات القديمة، وآمنت كثير من الشعوب القديمة به بوصفه رقمًا مقدسًا، واعتبروه رمزًا للكمال، وهو أيضًا حاضر بشكل لافت في الديانات الإبراهيمية.

يعد الشمعدان أو ما يعرف بـ«المينوراه» رمزًا من الرموز القومية والدينية المقدسة لدى شعب إسرائيل، وهو عبارة عن درع مجزأ إلى سبعة فروع حاملة للشموع، وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة، وبالسنة السابعة، وكانت أعياد الفطير والمظال سبعة أيام، وكانت الذبائح فيها سبعة, وكان الدم يرش على المذبح في يوم الكفارة سبع مرات.

كما ذُكر في العهد القديم أنه قد حَذر الله نوح قبل الطوفان، ثم أنزل المطر بعد سبعة أيام، وبعد سبعة أيام من الطوفان أرسل نوح الغراب والحمامة، وفى حلم فرعون الذى فسره يوسف كان عدد البقرات سبع، وعدد السنابل سبعة.

وفي العهد الجديد سؤال القديس بطرس الرسول للسيد المسيح عن مدى الغفران للآخرين قال: «هل إلى سبع مرات»، فكان رد السيد المسيح له المجد «لا أقول لكَ إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات». (متى 18: 22).

وكذلك نجد الأسرار السبعة المقدسة «سر المعمودية، سر الميرون، سر الأفخارستيا، سر التوبة والاعتراف، سر مسحة المرضى، سر الزيجة، سر الكهنوت»، والخطايا السبع المميتة «الشراهة، الكسل، الغرور، الشهوة، الغضب، الانتقام، الحسد».

هو عدد آيات سورة الفاتحة، وفي الحج يطوف المسلم حول الكعبة سبع مرات، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضًا، وعندما يرمي الجمرات فإنه يرمي سبع جمرات.

وكان للرقم سبعة حظ وافر في الأحاديث النبوية: «اجتنبوا السبع الموبقات…»، «سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه»، «أُمرت أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم».

وتكرر ذكره في القرآن :

{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً}، {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}، { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}.

على الرغم من هذه السمعة الجيدة للرقم في معظم الحضارات، إلا أنه في بعض الدول الأوروبية يمثل رمزًا للمستذئبين؛ لذلك يعتبر جالبًا للحظ السيئ.

كان يعتبر رقمًا مشؤومًا عند الأوروبيين بشكل خاص، لكن سمعته السيئة امتدت لتشمل غالبية دول العالم، وخاصةً التي غالبية سكانها من المسيحيين، ويرجع البعض مصدر التشاؤم من رقم 13 إلى السريان؛ فقد كانوا في بداية المسيحية يستعملون القوى العددية للأرقام، وبما أن يوم الأحد هو يوم راحة وعطلة لا يجوز العمل فيه بل يكرس للعبادة، فكان السريان يعتقدون أن من يعمل يوم الأحد سيصيبه الشؤم والحزن، ولن يوفق في عمله يوم الأحد؛ لأن غضب الله سوف يحل عليه، والقوة العددية ليوم الأحد هي 13. وفي روما القديمة كانت تجتمع الساحرات في مجموعات تضم 12، أمّا الرقم 13 فهو الشيطان. وتشير بعض النصوص أن يهوذا الإسخريوطي هو الشخص رقم 13 الجالس خلال العشاء الأخير.

والغريب أن هذا الرقم يعتبر رقمًا سعيدًا، ويجلب الحظ في إيطاليا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل