المحتوى الرئيسى

Farouk Atlas يكتب: دراسة ناشيونال جيوغرافيك: علامة استفهام على الحضارة العربية بالأندلس (؟) | ساسة بوست

02/05 18:02

منذ 1 دقيقة، 5 فبراير,2017

     دائمًا في نطاق الأبحاث العلمية الجديدة المبنية على التحليل الجيني لسكان العالم أكدت الدراسة الجينية التي قامت بها مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك، والتي نشرتها على موقع خاص بالدراسة.

    أنه فيما يخص الجزيرة الإيبرية، لا يوجد على الإطلاق في التركيبة السكانية لكل من سكان إسبانيا والبرتغال أيّ أصول لجينات عربية. وهو معطى علمي جديد سيطرح عدة أسئلة صعبة.

    في حين أثبتت الدراسة أن الأصول الأمازيغية لسكَّان الجزيرة الإيبرية، أو ما يعرف بالأندلس، هي الأولى بعد الأصول الأوربية الجنوبية، وتفوق بكثير الأصول القادمة من خارج أوروبا الجنوبية. حيث أكّدت أن التركيبة السكانية لكل من إسبانيا والبرتغال هي كما يلي:

1. المرتبة الأولى : 74% من السكان من أصول جنوب أوروبا

2. المرتبة الثانية : 9% من السكان من أصول أمازيغية

3. المرتبة الثالثة : 5% من السكان من أصول أوروبا الغربية والوسطى

4. المرتبة الرابعة : 5% من السكان من أصول يهود الشّتات

5. المرتبة الخامسة: 4% من السكان من أصول آسيا الصغرى

   ومن الملاحظ عدم وجود أية نسبة من السُّكان الإيبريين من أصول عربية، بالرغم من وجود نسبة 6% من آسيا مقسَّمة بين نسبة 4% من أصول آسيا الصّغرى، و2% من أصول يهود الشتات؛ ممَّا يطرح عدة تساؤلات صعبة:

   السُّؤال الأول: هل اقتصر الوجود العربي في الأندلس (الّذي جاء على الأقل في التاريخ) فقط على مستوى الأمير أو الخليفة ولهذا لم يكن له أثر يذكر؟ أم أنّ هذا التواجد اقتصر فقط على فترة الأمويين القصيرة؛ مما جعل أثرهم الجيني منعدمًا بالأندلس بخلاف الشعوب الأخرى؟ وما سرّ وجود نسبة 6% من آسيا (مقسّمة بين نسبة 4% من أصول آسيا الصغرى و2% من أصول يهود الشتات) وانعدام الأصول العربية، ولو بنسبة صغيرة جدًا؟ هل هذا يفرض على العرب إعادة كتابة تاريخ الأندلس بموضوعية علمية؟

   السُّؤال الثاني: ما سِرّ وجود الأمازيغ بهده النسبة الكبيرة في التركيبة السكانية للأندلس، بالرغم من أن تاريخ الأندلس الّذي كتبه العرب لم يتكلم عنهم إلا نادرًا؟ وما سرّ كثرة نسبتهم، أكثر حتى من المناطق الأوربية الأخرى بعد سكان جنوب أوروبا؟ هل لعرق الحضارة الأمازيغية ببحر الأبيض المتوسط؟ أم لاستمرارها بقوة في العهد الإسلامي؟ وهل يجب الآن الحديث عن الحضارة الأمازيغية الإسلامية بالأندلس، خصوصًا الظاهرة منها بقيادة المملكتين الموحدية والمرابطية؟

      تتواجد بالمغرب بالخصوص، وبكلّ شمال إفريقيا، نسبة هامة من المورسكيين الّذين فرّوا من الملكة إيزابيل الكاثوليكية الّتي طردت المسلمين واليهود، وأعلنت نهاية الحكم الإسلامي بالأندلس بمرسوم ملكي ليوم 14 فبراير (شباط) 1502م بالضبط كما أقرّ مرسوم الرئيس الأمريكي ترامب اليوم ضد بعض الدول الإسلامية.

   السُّؤال الثّالث: للخروج من هذا المأزق العلمي، هناك إمكانية افتراض أنّ كل العرب بالأندلس رحلوا بعد سقوط الخلافة الإسلامية، ولهذا لم توجد اليوم جينات عربية، وكل هؤلاء العرب هم الموريسكيون الّذين حلّوا على شمال إفريقيا،إضافةً إلى احتمالية استيطان الأمازيغ بالأراضي الإيبيرية قبل مجيء العرب. والسؤال التالي، لماذا بقي عدد كبير من الأمازيغ بخلاف العرب؟ هل ارتدَّ الأمازيغ عن الإسلام، ودانوا بدين أسيادهم الجدد، بينما فضّل العرب الرحيل؛ فدية لدينهم؟

نتمنى من هذا المقال أن يعيد فتح صفحة تاريخ الأندلس، وأن ينكبّ المحلّلون على هذه الدِّراسة في الموقع المذكور أعلاه؛ لأنها لا تزال تحتاج إجابات لأسئلة صعبة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل