المحتوى الرئيسى

مخطوط "سليم خان" يكشف أسرار زيارته للأماكن المقدسة

02/05 12:27

كشفت دراسة أثرية حديثة للدكتور ماهر عبدالسميع عن احتفاظ باريس بنسخة هامة من مخطوط تاريخ سلطان سليم خان ، تتعلق بزيارته للأماكن المقدسة. وقد نشرت الدراسة فى كتاب المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام للآثاريين العرب، الندوة العلمية السابعة عشر “دراسات في آثار الوطن العربي” التى انعقدت في الفترة من14-15نوفمبر2015م/ 1436هـ

يشير الدكتور ماهر سمير عبد السميع إلى أن المكتبة الوطنية في باريس تحتفظ بنسخة هامة غير مؤرخة من مخطوط تاريخ سلطان سليم خان، تحت رقم Supplément-Turc 524 وهذا المخطوط  مكتوب باللغة التركية العثمانية بخط النستعليق، وتسجل الصفحة الأولي من هذا المخطوط اسم المؤلف واسم الناسخ وأسماء مالكي المخطوط وعشرة أسطر جاءت مكتوبة أيضا باللغة التركية تتحدث عن فضائل يوم الجمعة حيث جاء مكتوبا في أعلى هذه الصفحة باللغة التركية ” تاريخ سلطان سليم خان تأليف ابن حسن جان أوتوز دورت تصويره مشتمل بر تاريخ مرغوبدر ” وترجمة هذا النص إلى اللغة العربية تعني “تاريخ السلطان سليم خان تاريخ مرغوب يشتمل على أربعة وثلاثين صورة  تأليف ابن حسن جان”

وجاء اسم الناسخ في أسفل هذه الصفحة مكتوبا باللغة العربية بهذه الصيغة ” كتبه يحيى الفقير غفر عنه من خط منقول عن خطه ” وورد توقيعه مختصرًا تحت هذه العبارة بصيغة “يحي” أما عن الكتابات الخاصة بمن امتلكوا هذا المخطوط، فقد كتبت في أعلى الصفحة من جهة اليمين عبارة ” الله حسبي - من كتب بنت رستم راغب الشروانى ” ومن اليسار بالترتيب من أعلى لأسفل عبارة ” من كتب الفقير عبدى ” وأسفلها مباشرة ختم بيضاوي كتبت في منتصفه كلمة “عبدى” وهو أحد مشاهير الخطاطين في العصر العثماني، ثم ثلاثة  أسطر كالتالي “من كتب الفقير السيد أحمد عبدوى - من كتب الفقير السيد أحمد الچنوى - استصحبه العبد الفقير لله تعالى أحمد عبدوى”، ويوجد أسفل هذه الكتابات أربعة أختام بيضاوية تحمل نفس الكتابات السابقة، ويقع هذا المخطوط في 258 ورقة مقاساتها20.5 x 15سم، كما يشتمل على أربعة وثلاثين تصويرة(منمنمة)، جاءت جميعها صورًا مفردة أي لم ترد أي منها على صفحتين متقابلتين.

وعن موضوع التصاوير بالمخطوط يوضح الدكتور ماهر سمير عبد السميع أن الدراسة  تتناول ثلاثة تصاوير فقط من هذا المخطوط التصويرةرقم20 وتقع في الورقة173وجه وموضوعها السلطان سليم الأول في الجامع الأموي جالسًا مع شيخ محمد بدخشي والتصويرة رقم21 وتقع في الورقة183ظهر وموضوعها السلطان سليم الأول جالسًا علي سجادة صلاة أثناء زيارته للقدس الشريف والتصويرة رقم31 وتقع في الورقة232وجه وموضوعها السلطان سليم الأول يصلي في مدرسة أدرنه وتعتبر هذه التصاوير الثلاثة في المخطوط هي التي تمثل زيارة السلطان سليم الأول إلي الأماكن المقدسة (الجامع الأموي – القدس الشريف - مدرسة أدرنه)

يؤكد الدكتور ماهر سمير عبد السميع أنه لم يرد بهذا المخطوط نصًا محددًا يوضح تاريخ الانتهاء من كتابته وتزويقه بالصور ولكن يمكن الوقوف على بعض الملحوظات التي نستطيع من خلالها محاولة تأريخ مثل هذا المخطوط الهام الذي يُجسّد مرحلة تاريخية هامة من حياة الدولة العثمانية وتعتبر أولها اشتمال الصفحة الأخيرة من هذا المخطوط على عبارة باللغة التركية مكتوبة بخط النستعليق باللون الأسود معناها باللغة العربية ” يا الله ارحم الملك السلطان سليم” ومن خلال هذه العبارة يمكن جزم القول من أن المخطوط قد تم إنتاجه بعد عام926هـ/1520م، وهو تاريخ وفاة السلطان سليم الأول

ثانيا: قامت الدكتورة TülünDeǧirmenciحين تعرضها لتناول ودراسة ثمانية تصاوير من هذا المخطوط بتأريخه بالقرن11هـ/17م بناءً على ورود إسم الخطاط الشهير”عبدي” المتوفي سنة1647م على الصفحة الأولي من المخطوط ويختلف معها الدكتور ماهر سمير  ويتوقع أن “عبدي” الوارد اسمه هنا ربما ليس الخطاط عبدي الذي تقصده TülünDeǧirmenci، والدليل على ذلك ورود عبارة “كتبه يحيى الفقير غفر عنه من خط منقول عن خطه” أسفل الصفحة الأولى من المخطوط

ويرجح الدكتور ماهر سمير عبد السميع  بقوة أن هذا هو الناسخ الفعلي لهذا المخطوط، فضلا عن أن ورود اسم عبدي جــاء بـهـذه الصيغة “من كتب الفقير عبدى” وهى عبارة تدل على ملكية المخطوط إلى جانب أنها وردت في الجهة اليسرى بجوار أسماء مالكي المخطوط الآخرين وبنفس الطريقة وبالتالي فالاحتمال الذي عليه قامت بتأريخ المخطوط  بالقرن11هـ/17م قد جانبه الصواب وأن عبدي هذا ربما كان أحد من امتلكوا المخطوط وليس الناسخ

ثالثا نَسبت الدكتورة TülünDeǧirmenci كغيرها من المصادر والكتب التركية هذا المخطوط إلى أنه يعتبر الجزء الأخير من سلسلة تاج التواريخ التي كتبها وقام على إنجازها أستاذ حاج سعد الدين أفندي والمتوفي سنة 1599م أي مع نهاية القرن10هـ/16م

وبناءً على ذلك يؤكد الدكتور ماهر سمير عبد السميع  وقوع هذا المخطوط بين أعوام (1520 - 1599م) أي في الفترة الواقعة ما بين وفاة السلطان سليم الأول وحتى وفاة أستاذ سعد الدين أفندي وليس كما أرختهTülün   بالقرن11هـ/17م، وبذلك أرّخ مخطوط تاريخ سلطان سليم خان بحوالي نهاية القرن10هـ/16م بداية القرن 11هـ17م.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل