كوستا يحلم مع زميله كومان بسد الفراغ الذي سيتركه روبين وريبيري

على مدار ثماني سنوات والجناحان أرين روبن (33 عاما) وفرانك ريبيري (33 عاما) يمثلان ضمانا لنجاح بايرن ميونيخ في حصد اللقب تلو الآخر. لكن اللاعبيّن قد اقتربا من ختام مشوارهما مع بايرن، طبقا لعقديهما على الأقل، اللذين ينتهيان في يونيو/ حزيران 2018.

ولا شك أن غيابهما عن بايرن سيترك فراغا كبيرا يحتاج إلى من يسده. وكان النجم لوتار ماتيوس قائد بايرن وألمانيا السابق قد قال إن قيام بايرن بالتعاقد مع البرازيلي داغلاس كوستا والفرنسي كينغسلي كومان يعتبر إعداداً لجيل جديد يخلف النجمين وأضاف "لكن الاثنين يفتقدان إلى ثبات المستوى، فأداؤهما متذبذب"، حسب ماتيوس.

رغم حداثة عهد دوغلاس كوستا بالدوري الألماني إلا أن لاعبي البوندسليغا اختاروه كأفضل لاعب في دور الذهاب. فمنذ أول ظهور له يقدم كوستا مستوى رائعا. لكن نسبة من اختاروه تقل كثيرا عمن اختاروا من سبقه في الاستفتاءات الماضية. (04.01.2016)

أعرب اللاعب الفرنسي الشاب كينغسلي كومان عن أمله في أن يتعاقد نادي بايرن ميونيخ معه بشكل نهائي بعد انتهاء فترة الإعارة من يوفنتوس الإيطالي في عام 2017، لأنه يتمنى مواصلة المشوار مع بطل ألمانيا. (28.12.2015)

واقترح ماتيوس على بايرن بديلين ألمانيين لروبن وريبيري هما يوليان برانت لاعب بايرليفركوزن وسيرغي غنابري لاعب فيردر بريمن. حيث يرى ماتيوس أن لديهما الأدوات الممكنة لوراثة "روبيري"، وهو المصطلح الذي يطلق في ألمانيا على الثنائي أرين روبن وفرانك ريبيري.

غير أن داغلاس كوستا (26 عاما) تحدث عن أن لديه طموحا في المستقبل أن يحل هو وزميله كومان (20 عاما) محل الثنائي "روبيري"، وقال لصحيفة بيلد الألمانية: "إنهما (روبين وريبيري) في غاية الأهمية لبايرن، لكن أيضا كينغسلي كومان وأنا يمكننا أن نصبح مهمين أيضا." وتابع النجم البرازيلي، الذي يلعب جناحا أيسر مكان ريبيري، بينما يلعب زميله كومان جناحا أيمن مكان روبين "نحن هنا من أجل القيام بنفس الأشياء، التي يفعلها أرين وريبيري. وبمزيد من الوقت ربما نصل أيضا إلى مكانة مماثلة."

وانتقل كوستا إلى بايرن ميونيخ في صيف عام 2015 بعقد لمدة خمسة أعوام، قادما من شاختيار دونيتسك الأوكراني. وهو نفس التوقيت الذي استعار فيه بايرن ميونيخ كينغسلي كومان من يوفنتوس الإيطالي، لمدة عامين، مع وجود بند أحقية الشراء.

رغم أنهما يلعبان في نفس المركز وتوجد منافسة من أجل ضمان المشاركة؛ إلا أن العلاقة بين كوستا وريبري ممتازة حسبما ما صرح كوستا لموقع "أومنيسبورت": "إنه صديقي ويعطيني الكثير من النصائح. نحن نتحدث كثيرا (سوية) والتبادل بيننا ممتاز." وينظر كوستا إلى ريبيري على أنه قدوة له ويقول: "أنا أحاول أن أحقق كل ما فعله ريبيري لبايرن. إنه شخص أحب وجوده كثيرا."

بسبب إصابة ربييري في التدريب الثلاثاء الماضي نزل داغلاس كوستا أساسيا بدلا منه في مباراة بايرن أمام شالكه اليوم السبت في الجولة التاسعة عشرة، بينما بقى كومان على مقاعد البدلاء حتى نزل بدلا من روبين في الدقيقة 72 من المباراة، علما بأن المباراة انتهت بالتعادل بهدف لهدف.

كومان ينتظر أن يكون بديل المستقبل لأرين روبن

ويبدو أن الفرصة جاءت الآن لكوستا؛ فإصابة ريبيري قد تسبب غياب النجم الفرنسي لمدة أسبوعين، حسب ما ذكر بايرن ميونيخ نفسه. وقال كوستا في حديث نشره موقع "تي زد": "الآن لدى بعض الأسابيع لكي أقدم فيها الأفضل من أجل فرانك في هذا المركز." وأضاف النجم البرازيلي: "كنت أحب كثيرا ألا يصاب فرانك، لكن كل ما يمكنني قوله هو إنني مستعد لمساعدة الفريق بأفضل ما يمكن."

أما كومان الذي تنتهي إعارته هذا الموسم فتوجد أمام بايرن فرصة حتى شهر أبريل/ نيسان للتعاقد معه بشكل نهائي. وقال كارل هاينز رومينغه رئيس مجلس إدارة بايرن "مبدئيا نحن مقتنعون بهذا اللاعب، لكني يجب ملاحظة أن مستواه في الموسم الماضي كان أفضل، علما بأنه تعرض لإصابات متكررة (في الموسم الحالي).

ومن يدري ربما يتعاقد بايرن مع الموهبة الفرنسية الشابة بشكل نهائي ويأتي يوم على كومان وكوستا يشكلان فيه ثنائيَ الأحلام في بايرن ويُطْلَق عليهما مثلاً لقب "كومستا"، كما أُطلق لقب "روبيري" على الثنائي روبين وريبيري.

الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.

الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.

ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.

وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.

ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.

ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.

ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.

وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.