المحتوى الرئيسى

الاستيطان الإيراني | المصري اليوم

02/04 01:08

ثمة خطر أشد فتكا على الدول العربية من خطر «ترامب». الرئيس الأمريكي الجديد دخل في صراعات على كافة الجبهات الداخلية والخارجية. الصراعات هذه قد تدفع منطقة الشرق الأوسط إلى تذيل ترتيب الأولويات لدى خليفة أوباما.

إذا سلمنا أن إسرائيل ستعيش عصرها الذهبي مع الإدارة الأمريكية الحالية، فإنه لن يكون هناك خسائر أخرى للعرب في عهدها. على النقيض مما يراه الكثيرون أرى أن الأجواء في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة مواتية للدول العربية نحو إعادة ترتيب التحديات التي تجابهها.

ترامب مثلما ذكرت دخل في صراعات كثيرة ومتشعبة مع قوى خارجية وداخلية. التحدي الآخر يتمثل في تمدد «داعش» في أراضي عدد من الدول العربية. التنظيم الإرهابي ينتشر مثل السرطان في أنحاء الجسد العربي. سيطر على نحو ثلث الأراضي السورية رغم الضربات الموجهة إليه من دول التحالف. في قبضته أراض شاسعة لا يستهان بها في ليبيا. يقاتل بشراسة للسيطرة على محافظات عدة في العراق. الوجود الاستعمارى لـ«داعش» في اعتقادي لا يمثل خطرا على الأمة العربية. التنظيم الإرهابي يمثل امتداد نظام طالبان والقاعدة. ولد من رحم أجهزة استخباراتية عالمية. الهدف من ولادته ورعايته إعادة رسم جغرافية المنطقة بصورة تخدم مصالح القوى الكبرى. مع صعود الإدارة الأمريكية الجديدة تغيرت قواعد اللعبة إذ أصيب الشريان الرئيسي المغذي للتنظيم بـ«جلطة» وبات بقاؤه على قيد الحياة مسألة وقت. وصلنا إلى بيت القصيد في بقاء أم أفول الدول العربية. إيران استغلت الزلزال العنيف الذي ضرب دول الربيع العربي. منذ اللحظات الأولى سخرت إمكانياتها لملء الفراغ الحكومى الذي ضرب هذه الدول.

طمع إيران في الدول العربية تاريخي. خاضت إيران حروباً وصراعات عديدة ضد الدولة العثمانية التي كانت تُمثِّل آنذاك دولة الخلافة الإسلامية «السُّنِّية». خاضت حروبها تلك مدعومة من قِبَل الصليبيين الذين وجدوا في الدولة الفارسية ضالتهم المنشودة لإضعاف الدولة العثمانية ووَقْفِ زحفها نحو أوروبا. حديثا لا توجد دولة عربية تخلو من موطئ قدم لإيران. لها نفوذ تاريخي في لبنان عن طريق حزب الله. تحتل الجزر الإماراتية الثلاثة طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى، ويتواجدوا في إمارة دبي والشارقة وأبوظبي، ولهم وجود محدود في بقية الإمارات الأخرى. في البحرين يمثل الشيعة ما نسبته 70%، ويقطن معظمهم القرى والمناطق الريفية، ويتبعون مرجعيات في الخارج، وبالتالي فهم يشكلون الأغلبية في كثير من الأماكن الحساسة، في القطاعين العام والخاص. في اليمن تمددت عبر بوابة الحوثيين. سقطت في قبضتها سوريا بعد استعانة بشار الأسد بالحرس الثوري لإخماد الثورة. تتوغل في المنطقة الشرقية بالسعودية الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة، ولا سيما في القطيف والأحساء، إضافة إلى أقلية أخرى في مناطق أخرى؛ مثل المدينة المنورة، وعسير، وجيزان، ونجران، والطائف، والخبر. وغيرها من باقي البلدن العربية. من أسف أن المطامع الإيرانية تعاظمت عقب الغزو الأمريكي للعراق وسقوط صدام حسين. الرئيس العراقي الراحل كان يمثل حائط الصد أمام هذا التوغل الإيراني، ليس أدل على ذلك مما قاله العميد باقر زادة، رئيس دائرة المفقودين في الحرب العراقية الإيرانية بالقوات المسلحة الإيرانية: «خيارات الدول الخليجية أصبحت تتقلص في مواجهتها للمشروع الإيراني، ولم يعد في العراق اليوم لا صدام حسين، ولا بن لادن في أفغانستان، وتستطيع إيران أن تصل إلى أماكن لا يتصورها زعماء العرب». أمة لا تستوعب دروس التاريخ لا تبكي على مستقبلها. الماضي البعيد العرب في الأندلس تفرقوا وتقاتلوا فيما بينهم وأفسحوا المجال لأعدائهم الحقيقيين بالتمدد على الأرض وبناء قوتهم بل تحالفوا معهم ضد بعضهم البعض. الأمس القريب تحالف العرب مع الإنجليز للقضاء على الخلافة العثمانية، ما أفضى إلى التقسيم والاحتلال. اليوم انكفأ البيت العربي على الداخل، تاركا الساحة أمام أعداء الأمة يتقاسمون مغانمها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل