المحتوى الرئيسى

«هآرتس»: ترامب يحتاج إلى حرب مقدسة - ساسة بوست

02/03 20:17

منذ 1 دقيقة، 3 فبراير,2017

ما يزال الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يثير الجدل بعد أن نفذ قسطًا كبيرًا من وعوده الانتخابية التي أثارت فزع العالم. وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًّا منع بموجبه مواطني سبعة دول إسلامية من دخول بلاده، ما أثار موجة من الاحتجاجات داخل الولايات المتحدة، وخارجها. وقد دفع ذلك برادلي برستون، مراسل صحيفة هآرتز الإسرائيلية في أمريكا، إلى القول إن الرئيس الجديد يبحث عن خلق عدو جديد لشن ما أسماه «حربًا مقدسة».

يقول برادلي: «إن من المفزع للغاية التفكير في أن الإدارة الأمريكية تهدم وتدمر وتفجر وتقسم الولايات المتحدة، وكل هذا بدون خطة واضحة. لكن المفزع أكثر هو أنها تفعل ذلك في حقيقة الأمر وفق خطة ممنهجة».

يرى برستون أن ترامب يسعى عبر هذه الخطة إلى توسيع صلاحياته بشكل كبير، وحشد قاعدته الشعبية، وإشعال جذوة العنصرية، لا سيما اتجاه الإسلام، ومعاداة السامية إن لزم الأمر، وكل ذلك لتعليق أي قصور، أو فشل مستقبلي لإدارته على شماعات واهية.

يحتاج ترامب إلى حرب يوفق عبرها بين تناقضات شخصيته الشعبوية، وحملته الانتخابية المثيرة للجدل، التي تعهد فيها بإعادة بناء الجيش الأمريكي، وفي نفس الوقت خفض الإنفاق الحكومي. إنه يحتاج إلى حرب يحقق وعوده عبرها كي يحيي الصناعات الثقيلة، واستخراج «الفحم الجميل».

هي حرب ستطلق يده لمنح الضوء الأخضر للشركات الاحتكارية، وتوفير ذريعة باسم الطوارئ لإلغاء الضمانات الدستورية للحريات الفردية، باستثناء حرية امتلاك سلاح.

يواصل برستون فيقول إنها حرب ستظهر ضعف الانتقادات الموجهة إليه، وأن خصومه يتسمون بقصر النظر، وأن المهاجرين إرهابيون محتملون، وأن اليساريين مثل السرطان، وأن وسائل الإعلام تسعى عن عمد لتخريب وتدمير البلاد، باستثناء شبكة فوكس نيوز، وموقع بريت بارت.

حرب ستؤكد بجلاء أن الأمريكي الأبيض الذي يفتح النار على الناس، ليس هو السبب في عدم أمان الأمريكيين، وإنما هو المسلم داكن البشرة الآتي من الخارج، حتى لو كان ذلك المسلم شخصية مرموقة بين مجتمع الفيزيائيين مثلاً، أو رفيق سلاح سابقًا في الجيش الأمريكي.

ويرى برستون أن ترامب يسعى خلف حرب من نوع خاص. حرب عالمية ضد عدو غير مسيحي، ولا يقبل بالتفاوض. حرب دموية رهيبة تثير ذعر العالم.

وهذه الحرب تحتاج إلى سلاح فتاك، كما يقول برستون. ويمتلك ترامب هذا السلاح بالفعل. إنه ستيف بانون، ذاك المنظر، والمتعهد، وحامل شعلة الجمهوريين، الذي ما انفك منذ سنوات يتحدث عن حرب مقدسة.

ستيف بانون: حامل راية المعركة

ستيف بانون هو موظف سابق في بنك جولدمان ساكس، وترأس موقع بريت بارت الإخباري اليميني المتطرف، والمحسوب على القوميين البيض، وكان منتجًا ومخرجًا للأفلام.

في صيف عام 2014، وفي خطاب له في الفاتيكان، قال بانون: «نحن على شفا صراع وحشي شديد الدموية، وإن لم يتكاتف الحاضرون هنا في الكنيسة، ويشكلون نوعًا من الميليشيا الكنسية، ليس لحماية معتقداتنا فقط، ولكن للقتال باسمها ضد هذه البربرية الصاعدة، فإن ذلك سيقضي على كل ما ورثناه من معتقدات منذ آلاف السنين. أعتقد أننا الآن في المراحل الأولى من حرب عالمية ضد الفاشية الإسلامية».

وتعليقًا على ما قاله بانون، يرى روبرت باير، محلل شؤون الأمن القومي، أن خطاب بانون بدا أشبه «بتبشير بالحملة الصليبية الأولى».

لكن برستون يرى أن تعجل ترامب، وبانون نحو تحقيق وعدهما الانتخابي بحظر دخول المسلمين قد يشكل خطرًا على عمليات الجيش الأمريكي في المستقبل.

وفي إشارة منه إلى الأمر التنفيذي الرئاسي الذي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أمريكا، وهو أمر يقال إن بانون هو من أعده دون استشارة المدعي العام، ووزيري الدفاع، والخارجية، أو وكالة الأمن القومي، يقول باير إن هذا الحظر سيضر بعملية جمع المعلومات الاستخبارية، وبموقف أمريكا في الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي.

صرح باير لشبكة سي إن إن قائلاً: «بتنا أقل أمانًا، وسيتسبب هذا الحظر في مقتل الأمريكيين. إن ما يحدث غير منطقي وسيفقدنا حلفاءنا، وهذا سيضر بجمع المعلومات الاستخبارية، إذ إن 99% من المعلومات الاستخبارية القادمة من الشرق الأوسط مأخوذة من الحلفاء، وهذا المنع قد يدفع العراقيين إلى طرد 5000 من القوات الأمريكية، ما سيضر بالمعركة ضد الإرهابيين».

يشير برستون إلى أنه في قلب الفوضى الناتجة عن قرار الحظر، وكذلك الاستياء الناجم عن خطاب ترامب في يوم الهولوكوست العالمي الذي لم يأتِ فيه أي ذكر لليهود، قام بتسمية بانون كرئيس للجنة التابعة لمجلس الأمن القومي، وفي نفس الوقت أسقط منها عضوية كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير الاستخبارات الوطنية.

يؤكد باير أن إدارة ترامب تعتزم إنشاء جهاز استخبارات موازٍ، ولهذا أُسقطت عضوية كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير الاستخبارات الوطنية.

صرح باير قائلاً: «سيعثرون على حقائق بديلة خاصة بهم. هذا ما يفعلونه منذ التنصيب، ولسوف تزداد الأمور سوءًا. لا أثق ببانون لأنه لا يمتلك خبرة سياسية، أو خبرة في التعامل مع وكالات الاستخبارات. إن الخيال السياسي يعارض المنطق، وهذا ما يمثله بانون».

يرى برستون أن خطاب بانون في الفاتيكان يحمل في طياته نبوءة مشئومة عن حرب حتمية بين المسيحية والإسلام، وأن الغضب المسيحي قد يمتد ليطال اليهود في مرحلة ما.

كان بانون قد قال أيضًا: «بوسعي رؤية أناس في نيويورك يشعرون بأنهم أقرب لسكان لندن، أو برلين عن سكان كنساس في كولورادو، وبهذه العقلية السامية سوف يملون على الجميع طريقة إدارة العالم».

بعد ذلك، رد كانون على سؤال حول هزيمة إريك كانتور، زعيم الأغلبية الجمهورية آنذاك، والجمهوري اليهودي الوحيد في كلا المجلسين، في الانتخابات التمهيدية ضد مرشح حزب الشاي، على الرغم من المبلغ الهائل الذي جرى رصده لحملته، فوصف الأمر بالكارثة، وبأنه أكبر إخفاق انتخابي في تاريخ أمريكا.

وقد علل بانون خسارة كانتور بالقول إن الناس في الطبقة الوسطى والعاملة قد سئموا أشخاصًا مثل كانتور الذين يدعون أنهم محافظون، وكل ما يفعلونه هو البحث عن مصالحهم مع الرأسماليين.

يشير برستون إلى أن لدى بانون عدة أهداف بدأ هو وترامب في السعي لتحقيقها منذ التنصيب. كان ترامب قد قال: «إننا صوت معاداة الإجهاض، وأنصار الزواج التقليدي. وبوسعي القول إننا ننتصر في كافة معاركنا. إن الأمور بدأت تتغير بعد أن بات للناس صوت، ومنصة يعبرون عن رأيهم عبرها».

لا يستبعد برستون قيام ترامب بشن حرب حقيقية إذا ما اعتبرها بديلاً جيدًا؛ لأنه لا يعرف ما معنى الحرب. لعل ذلك مستبعد في الوقت الراهن، لكن قرار حظر المسلمين خطوة تحضيرية للحرب الصليبية. وأول أهداف تلك الحملة الصليبية كان المحكمة الدستورية العليا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل