«مولانا» يثير الجدل.. وترقب وحذر بسبب «الشيخ جاكسون»

على مدار سنوات طويلة لم يتجرأ صناع السينما أو الدراما التليفزيونية على شخصية رجل الدين فلم يستطع أى شخص انتقاده وكان يظهر دائمًا فى كل الأعمال الفنية فى شكل ملاك لا يخطىء أبدًا.. من أهم الأعمال التى ظهر فيها رجل الدين كان فيلم «جعلونى مجرمًا» انتاج عام 1954 بطولة فريد شوقى وهدى سلطان، وجسد خلاله الفنان يحيى شاهين شخصية الشيخ المثالى الذى يحاول طوال الوقت هداية صاحبه إلى الطريق الصحيح.. على هذا المنوال استمر الحال كثيرًا وظل الشيخ  أو رجل الدين  محصنًا من النقد.

ولكن بعد صعود الإخوان إلى الحكم فى مصر وفشل تجربتهم السياسية، حدثت حالة من الاختلاف وكثرت الأعمال التى تنتقد رجل الدين خاصة الذى يرتدى ثوب الداعية أمام الناس فى الفضائيات.. كانت المحاولة الأولى فى مسلسل «الداعية» بطولة هانى سلامة وبسمة، ولكن فيلم «مولانا» الذى طرح فى دور العرض قريبًا يظل الأجرأ والأفضل.. فيلم مولانا طرح فى دور العرض مؤخرًا وقام ببطولته عمرو سعد ودرة والفيلم من اخراج مجدى أحمد على وتأليف إبراهيم عيسى.. يكشف الفيلم ان الداعية مجرد لعبة فى يد الأجهزة السياسية وفى أحيان كثيرة يكون مجبرًا على فعل أشياء وإصدار فتاوى دون سند أو دليل.. الفيلم أثار الجدل لدرجة أن عددًا من نواب البرلمان طالبوا بوقف عرضه بحجة أنه يسىء لرجال الدين.

فى الموضوع تحدث المخرج خالد يوسف: رجال الدين ليسوا ملائكة والنقد شىء ايجابى، رجل الدين انسان قد يرتكب ممارسات خاطئة وقد يقوم بأعمال تستحث الثناء والتقدير.. فقد آن الأوان لكسر كل التابوهات الجامدة والمقدسات.. وأرى ان الرقابة تستحق الشكر على تمرير هذا الفيلم بدون حذف أو إضافة.

وقالت الفنانة سوسن بدر: لا خلاف أننا فى الفترة الأخيرة عشنا أيامًا وأحداثًا صعبة بسبب الإرهاب و ظهور جماعة داعش فى المنطقة العربية.. وعلى صناع الفن كشف الفرق بين الاسلام الحقيقى وبين الجماعات السياسية التى تتخذ من الدين ستارا لتحقيق مكاسب وامتيازات.. وأكبر دليل ما ارتكبته جماعة الإخوان فى مصر.

وترى الفنانة لقاء الخميسى أن الأعمال القديمة كانت تخاف من الاقتراب من شخصية رجل الدين لكن بعد الثورة على الإخوان أصبحت هناك جرأة فى الطرح، ومولانا لن يكون الفيلم الأخير الذى يتعرض لرجل الدين بالنقد ولكن خلال الأيام القادمة سنرى أعمالًا أكثر جراءة  وأتمنى ان تتوقف الأوقاف والأزهر عن الاعتراض وتترك مساحة للمبدعين.. فكما يوجد شيوخ أشرار يوجد شيوخ طيبون ويلتف الناس حولهم والفن يقدم الفريقين.