المحتوى الرئيسى

في ذكرى وفاتها.. «الليل وسماه ونجومه وقمره» يذوبون في عشق «الست»

02/03 18:45

هذه ليلتي، ألف ليلة وليلة، ليلة حب، يا مسهرني، كلها أسماء أغانٍ للسيدة أم كلثوم، طالما ارتبطت كلماتها بالليل والسهر والنجوم والقمر، وغيرها الكثير من الأغاني التي اقتحم الليل كلماتها.

تحل اليوم ذكرى وفاة الست أم كلثوم، وثمة علاقة بين صوتها الاستثنائي والليل، فغالبًا ما يُفضل مستمعوها أن  ينصتون لها وسط هدوء الليل في حين تمر عليهم نسمة هواء خفيفة تُشعل عواطفهم، فتشعر وكأن كل العوامل البيئية قد خضعت لصوتها، حالها كحال المستمع العاشق، أسير صوت الست، ألحان بليغ والموجي، كلمات بيرم وأحمد رامي.

يعود ارتباط عشاق أم كلثوم بصوتها والليل إلى سنواتٍ عدة مضت، تحديدًا في الفترة بين الخمسينيات والستينيات، حين كان يحضر عشرات الرجال والسيدات حفلات أم كلثوم الأسبوعية التي تقام في المساء، في مشهد برّاق، الرجال يرتدون السترات الفخمة بينما تتنأق السيدات في فساتينهن «السواريه»، وتتعالى الصيحات مع كل آهة من آهات الست.

وبهذا خلقت أم كلثوم ارتباطًا وثيقًا بين صوتها والليل وسط جمهورها، ارتباطًا توارثته الأجيال واحدًا تلو الآخر.

في الليل، وبعد يوم طويل تخلله إرهاق العمل وضغوطات الحياة، يجد المواطن نفسه في مرمى أم كلثوم، المليونير والعامل والطبيب والعسكري، كلهم يتفقون في نهاية اليوم على الاستماع لأم كلثوم، ليذهبون في رحلةٍ من راحة البال وصفاء الذهن لن يوفرهما سوى صوت الست فقط لا غيره، حتى أنك تجد أن المقاهي في الأوقات المتأخرة من الليل تُفضل أن تعمل أغاني أم كلثوم دونًا عن غيرها من الأغاني، كذلك تجد أن فضائية «روتانا كلاسيك» مثلًا تعرض حفلًا يوميًا لأم كلثوم في الساعة واحدة صباحًا، نفس الحال بالنسبة لإذاعة «صوت القاهرة» على الراديو فتعرض أغنية لأم كلثوم يوميًا في وقتٍ متأخر من الليل.

يقولون أيضًا إن من لم يُحب على صوت أم كلثوم فكأنه لم يحب قط، وهي حقيقة ملموسة بنسبةٍ كبيرة بين الكبار والصغار، وتُعد من الأسباب الرئيسية لتفضيل الاستماع لأم كلثوم ليلًا، فلك أن تضع نفسك في مطرح حبيب يستمع لمقطع "خد من عمري، عمري كله، إلا ثواني أشوفك فيها"، ويذوب عشقًا في صوت أم كلثوم من ناحية وفي صوت حبيبته من ناحية أخرى، أو حبيبٌ فارق ويدندن معها "وعايزنا نرجع زي زمان. قول للزمان إرجع يا زمان".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل