المحتوى الرئيسى

وول ستريت جورنال: حظر ترامب “فخ” لمسيحي الشرق الأوسط

02/03 17:26

يرى زعماء مسيحيون، أن الأمر  بمساعدة المسيحيين الفارين من الإضطهاد، يحمل خطر إبعادهم عن جيرانهم المسلمين.

يشعر القليل من الأفراد بالكثير من القلق بسبب أمر ترامب التنفيذي الذي يوصي بمنع مواطني سبعة دول من الشرق الأوسط والدول الأفريقية ذات أغلبية مسلمة من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من قادة الجالية الذي قال ترامب أنه سيسعى إلى مساعدتهم: وهم مسيحي الشرق الأوسط.

أصدر ترامب الأمر التنفيذي الجمعة الماضية، الذي يهدف إلى منع وقوع هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية، وأوقف السفر من هذه الدول السبعة، ذات الأغلبية المسلمة من الدخول للبلاد على الأقل لتسعين يومًا. كما يوصي القرار بـ إعادة تجديد عملية قبول اللاجئين للولايات المتحدة بمنح الأولوية لهؤلاء من يتعرضون لإضطهاد ديني، لكن فقط إذا كان المتقدمين بالطلب يتبعون “أقلية دينية” في بلادهم.

مع ذلك، معظم أعمال العنف في الشرق الأوسط قائمة بين المسلمين الشيعة والسنة، الذي يتبع كلاهما نفس الدين (السنة أقلية في العراق وأغلبية في سوريا). وقال ترامب، متحدثا إلى شبكة البث المسيحية، الأسبوع الماضي. أنه تعمد تميز المسيحين عن غيرهم، الجالية التابعة لأضخم أقلية دينية في الشرق الأوسط، قائلًا:” لطالما تعرضوا لمعاملة مُريعة، ولذلك سنساعدهم”.

ربما كانت هذه أخبار سارة لـ آلاف المسحيين في الشرق الأوسط الراغبين في الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها أيضًا رسالة مثيرة للقلق لما يقرب من 13 مليون آخرين لن يذهبوا لأميركا. وبينما رفض البيت الأبيض توصيف الأمر التنفيذي لترامب بأنه ” حظر للمسلمين”، إلا أنه تم رؤيته على نطاق واسع في المنطقة،  بأنه متسق مع خطاباته خلال حملته الإنتخابية  بشأن دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

قال باسم شهاب، العضو البروستانتي الوحيد في البرلمان اللبناني:” يرى الجميع الأمر التنفيذي بأنه استهداف لهجرة المسلمين”. وأضاف:”عرض ترامب بمساعدتنا بمثابة “كأس السم”، وذلك لأنه جاء على حساب إبعاد مسيحي المنطقة عن جيرانهم المسلمين”.

ويتفاوت وضع المسيحيين في الشرق الأوسط بصورة كبيرة. في لبنان، حيث الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلّحة مسيحيين على حد سواء، ويمثلون جزءًا كبيرًا من السكان ويمتعتون بأمان نسبي. بينما في مصر، تعرضت أكبر جالية مسيحية في المنطقة لسلسلة هجمات إرهابية،  لكنها تظل حصن الدعم للرئيس عبدالفتاح السيسي.

لم يشمل الأمر التنفيذي الأمريكي أي من البلدين.

ومن بين دول السبعة المشمولة بحظر ترامب، والذي يمنع دخول المسلمين والمسيحين على حد سواء، هما سوريا والعراق، الذي يوجد بكلاهما جاليات مسيحية كبيرة. تعرض المسيحيين في هاذين البلدين للإضطهاد والطرد من منازلهم على يد تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات السنية المتطرفة. لكنهم عادة ما يلقون معاملة أفضل قليلًا من المسلمين الشيعة، الذين يواجهون مصيرين، إما التحوّل عن الشيعية أو الموت.

وعبر الشرق الأوسط، لطالما نظر جزء كبير من الرأي العام الإسلامي للمواطنين المسيحين بعين الريبة، وذلك بسبب صلاتهم التاريخية بالغرب. ويحذر مايكل وحيد يوحنا، خبير في المنطقة لدى مؤسسة القرن، مؤسسة بحثية ينيويورك، من أن أمر ترامب التنفيذي سيؤجج على الأرجح هذه المشاعر.

” إنه يصوّر بوضوح المسيحيين وغيرها من الأقليات الدينية بأنهم جزء من الغرب، جاليات ليس لها بالضرورة مستقبل في العالم العربي”.

وهذا أحد الأسباب وراء استنكار قادة مسيحيين في المنطقة لخطوة ترامب.  يقول الأب رفعت بدر، رئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن:” المسيحيون جزء من الشرق لأوسط ولا يقبلون أن تتم معاملتهم بصورة منفصلة عن شركائهم المواطنين المسلمين”.

وفي العراق، القادة المسيحيين غاضبين بشكل خاص. في الأشهر الأخيرة، طردت القوات العراقية، التي تم تشكيلها حديثًا،  بمساعدة الميليشات المسيحية والولايات المتحدة الأمريكية،  تنظيم الدولة الإسلامية من معظم المناطق المسيحية التاريخية في محافظة نينوى الموجودة حول الموصل. وأذاع التليفزون العراقي بفخر القوات وهي تسترد الصلبان فوق الكنائس القديمة.

لكن قد تسمح هذه التطورات لمئات الآلاف من الأشخاص بالعودة إلى المدن ذات الأغلبية المسيحية التي لاتزال تحت سيطرة متطرفين منذ منتصف 2014.

قال يوندام كنا، نائب مسيحي يتزعم كتلة الأقليات في البرلمان العراقي أن أمر ترامب التنفيذي سيؤدي على الأرجح إلى نتائج عكسية في مجتمع المسيحيين في بلاده.

“سيؤدي الأمر التنفيذي إلى تمييز جديد. وسينعكس بصورة سلبية على الأقليات”. وأضاف:” نقدّر مشاعر الدعم المقدمة للجاليات الضعيفة، لكن ما نريده هو مساعدتنا على البقاء، وليس الهجرة”.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل