المحتوى الرئيسى

مثقفون : "وداعًا نيومينسو" تزيح الستار عن أمريكا المزيفة

02/03 15:34

قال الكاتب والباحث محمد التداوي، إن رواية “وداعًا نيومينسو”، للكاتبة فاطمة المرسي، عملًا إبداعيًا مقتدرًا كُتب بلغة عربية فصحة سلسلة، يغوص في عمق التساؤلات الفلسفية، والوجود والأنانية، من خلال قصة طبيب نفسي أمريكي شهير، تبنته أسرة غنية، حيث تركه أبيه البرازيلي وهو في بطن أمه الأرجنتينية، ملّ هذا الطبيب من حياته الرتيبة، التي لم تقدم له جديد، أو تجيب على تساؤلاته الفلسفية العميقة، فقرر أن يخوض مغامرة حياتية جديدة وسط الأدغال مع سيدة التقاها على إحدى المقاهي في المكسيك، ليبدأو تجربتهم متخففين من كل مظاهر المدنية والحضارة، حتى من ملابسهم وأحذيتهم، وتتوالى الأحداث حتى يعودوا إلى حياتهم المدنية جبرًا.

ورأى “التداوي”، خلال مناقشة رواية “وداعًا نيومينسو”، مساء أمس الخميس، بالمقهى الثقافي، بمعرض الكتاب، أن الرواية عملًا معلوماتي معرفي ممتع، تُصنف ضمن الروايات التي يبحث القارئ بعدها عن المعرفة، نتيجة غزارة المعلومات، حيث الأسماء الأرجنتينية والمكسيكية والقبائل الإفريقية، وأسماء الأماكن والمدن الأجنبية الغير مستساغة على آذان القارىء المصري، معتبرًا أن الرواية، من الأعمال الإبداعية الهادفة، بخلاف الأعمال الرواية دون المستوى المنتشرة على الساحة الأدبية.

ولا يؤيد - مؤلف “الواحات المصرية.. جنان مصر البعيدة” – القوالب الإبداعية للكتابة، فالإبداع في رأيه هو الإبداع، وخيال الكاتب هو الأساس،  نافيًا وجود أيّة إزدواجية في لغة الكاتبة، وكل ما في الأمر أن النص الروائي تضمّن أسماء مدن وأماكن وأشخاص أجنبية.

وحول اسم الرواية، أوضح  صاحب “وادي الريان المشبع بالماء”، أن الأبطال (الطبيب والسيدة)، اختاروا لغة خاصة بهم، لتسمية المدينة الجديدة التي يعيشوا فيها، وهي خليط بين الاسبانية والإنجليزية، حيث اقترحت البطلة تسمية المدينة بـ”كومينسو” وتعني  بالإسبانية (البداية الجديدة)، لكن الطبيب اقترح “نيومينسو” نسبة إلى الشطر الأول من اسم  ولاية “نيويورك”.

ويُحسب للكاتبة – كما يُضيف “التداوي” – أنها التقت فكرة ومسألة مهمة في عمق الرواية، قد يتناسها البعض، وهي أهمية الأنثى في المجتمع، مشيرًا إلى أن الأنثى ليست نصف المجتمع، بل المجتمع كله، وإهمال حق الأنثى التربوي والذهني ينعكس سلبًا على الأسرة في مجملها، ونوه “التداوي” إلى إشارة الكاتبة في الرواية لهذه المسألة.

وفي كلمتها، قالت الروائية فاطمة المرسي، مؤلفة “نيومينسو”، إن الرواية انطلقت من مبدأ التمرد، والتمرد هنا على المدنية، مشيرةً إلى أنها أرادت من خلال الرواية، بعث رسالة للعالم، فحواها أن المجتمع الأمريكي ليس بهذه الصورة التي نعتقدها، حيث تمتعه بالحرية والرخاء الاقتصادي وانعدام نسبة الفقر وغيرها، موضحة أن الواقع الأمريكي على النقيض مما نعرفه أو نتصوره، وقالت: “إذا قارنا الحرية في مصر بالحرية في أمريكا، يتضح أننا نعيش في قمة.

واعتبرت الدكتورة عفاف عبدالمعطي، أن الكاتبة أبدعت في رسم شخوصها وصياغة لغتها الرصينة الفصيحة، وأزاحت الستار عن المجتمع الأمريكي الزائف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل