المحتوى الرئيسى

جدل الجنسية المزدوجة يتجدد داخل حزب ميركل

02/03 13:22

تجري نقاشات متباينة داخل الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني الحاكم حول اللاجئين والهجرة، وازدواج جنسية الأطفال المولودين بالبلاد لوالدين من الأجانب.

وتسعى أجنحة مختلفة بالحزب الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل لحسم الموقف تجاه هذه القضايا تمهيدا لإدراجها ببرنامج حملة انتخابات البرلمان الألماني (البوندستاغ) المقررة نهاية سبتمبر/أيلول القادم أو التركيز على موضوعات أخرى يمكنها جذب الناخبين.

قضية الجنسية المزدوجة هيمنت على النقاش بالمؤتمر العام للحزب المسيحي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ونجح الجناح اليميني في حشد أغلبية أعضاء المؤتمر للتصويت على إلغاء قرار الحكومة الألمانية عام 2014 بالتخلي عن تخيير الأطفال الأجانب بين 18 و23 عاما بين الجنسية الألمانية وجنسية أوطان أهليهم.

وتجدد الجدل حول الموضوع نفسه بتأييد قيادات بالحزب المسيحي لموقف ميركل المعارض لقرار مؤتمر الحزب المطالب بإبعاد الجنسية المزدوجة عن الحملة الانتخابية القادمة. ويعارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي -المشارك بالحكومة الألمانية الحالية- وحزبا الخضر واليسار المعارضان إلغاء التخيير بين جنسيتين، ويرون في تطبيقه تمييزا خاصة تجاه الأجيال التركية الجديدة المولودة بألمانيا.

وسعى وزير الداخلية توماس ديميزير لحل توافقي ينهي الجدل الدائر بصفوف الحزب المسيحي بين جناحه اليميني وميركل ومؤيديها، واقترح الوزير -القريب من المستشارة الألمانية- إبقاء الجنسية المزدوجة لبضعة أجيال وإلغاءها بوقت محدد لم يذكره.

وتوقع كبير محرري صحيفة دير تاغس، دانيال باكس، إنهاء مقترح ديميزير لجدل حزبه حول الجنسية المزدوجة، وصدور برنامج الحملة الانتخابية للحزب بمواضيع توافقية ومهمة للناخبين مثل الأمن الداخلي واندماج اللاجئين.

ويتفق المحاضر بجامعة كولونيا لؤي المدهون مع هذا الرأي، ويعتبر أن الجنسية المزدوجة مثلت فقاعة إعلامية لقيادات شابة بالحزب المسيحي أرادت الظهور كمحافظين معارضين لميركل.

وقال المدهون للجزيرة نت إن ميركل أدركت بخبرتها أن إلغاء الاختيار بين جنسيتين لن يطبق عمليا، وأوضح أن رفض جميع الأحزاب لهذا الإلغاء لن يمكن الحزب المسيحي إن فاز بالانتخابات القادمة من العثور على شريك يشكل معه الحكومة الجديدة إلا حزب "بديل لألمانيا" المؤيد للإلغاء، لكن حزب ميركل يرفض الائتلاف معه.

وتجدد الجدل حول الجنسية المزدوجة للأطفال الأجانب بالتزامن مع استقالة القيادية المخضرمة بالحزب المسيحي إيريكا شتاينباخ من صفوفه لمعارضة الجناح المحافظ بالحزب لتوجهات رئيسته ميركل بمجال الهجرة، والاختلاف الموجود بين الحزب وشقيقه الأصغر المسيحي الاجتماعي الحاكم بولاية بافاريا الجنوبية بشأن اللاجئين ووضع حد أدنى لمن تستقبلهم ألمانيا منهم سنويا.

ورأى المحلل باكس في تصريح للجزيرة نت أن استقالة شتاينباخ لن تؤثر على واقع ترسخ داخل الحزب المسيحي الديمقراطي، وهو فقدان جناحه المحافظ لتأثيره وقبول قاعدة للحزب بتوجهات تتمسك بها ميركل بمجالي الهجرة واللجوء.

ورغم اعتبار الباحث المدهون أن المحافظين يعبرون بمواقفهم المتعلقة بالهجرة واللجوء عن عيشهم بواقع وهمي لألمانيا الستينيات والسبعينيات البعيدة عن واقع التعدد الحالي، لم يستبعد تغيير الحزب المسيحي جزئيا لاستراتيجيته للتذكير بهويته المحافظة، واستعادة شرائح ناخبين تركوه من خلال مساع جديدة لتشديد قوانين اللجوء والأمن الداخلي.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل