المحتوى الرئيسى

علي زهير الفراتي يكتب: ابن تيمية والمشعوذ بائع سندات الجنة! | ساسة بوست

02/03 13:19

منذ 3 دقائق، 3 فبراير,2017

عندما يُستغل الدين وجهل الناس من قبل المشعوذين أو أنصاف المتعلمين، فحتما سيتحول إلى ضرر وسيفهم ويطبق بشكل مغلوط. ولمعالجة ذلك لا بد من تحقق ثلاثة أمور: الأول: الفهم الصحيح. الثاني: الإيمان بما فهمنا. الثالث: العمل، والتطبيق. عبر عنه بما شئت. هذه الركائز الأساسية في التقدم وبناء المجتمع تتحقق لو تحرك أصحاب الشأن وأدوا ما عليهم. ولم يتركوا المجتمع بيد المشعوذين وأصحاب الجهل المركب ممن خرب الدين وحوله إلى مصنع مفخخات وقودها الفكر المنحرف. كفكر ابن تيمية وأمثاله. وفي هذا الصدد أنقل لكم قصة افتراضية تبين أهمية دور العالم الحقيقي في القضاء على الشعوذة والجهل.

يقال إن رجلًا حكيمًا مر بمدينة فشاهد جمع غفير ملتف حول رجل. تقدم الحكيم وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل. فأخبروه أن هذا الرجل يحمل توكيلًا من الله! وهو يقوم الآن ببيع قطع من أراضي الجنة ويمنح بذلك سندات. ومن مات ومعه هذا السند دخل الجنة وسكن الأرض التي اشتراها هناك. احتار الرجل في كيفية إقناع هذا الكم الهائل من الناس بعدم مصداقية هذا الرجل وأن من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه. ولأنه لم يجد من يزجره ويمنعه وبساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم إلى التصديق المطلق بهذا الدجال. وفي النهاية اهتدى الرجل الحصيف إلى حل عبقري. حيث تقدم إلى الرجل الذي يبيع قطعًا في الجنة. فقال له كم سعر القطعة في الجنة؟ فأخبره أن القطعة بـ(100) دينار، فقال له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في جهنم بكم؟ أتبيعها لي؟ فاستغرب الرجل ثم قال خذها بدون مقابل فقال الرجل الحصيف كلا لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك وتعطيني سندًا بذلك فقال له سأعطيك ربع جهنم بـ(100) دينار سعر قطعة واحدة في الجنة. فقال له الرجل الحصيف: فإن أردت شراءها كلها فقال الدجال عليك أن تعطيني (400) دينار وفي الحال قام الرجل الحصيف بدفع الـ (400) دينار إلى الدجال وطلب منه تحرير سند بذلك، وأشهد عددًا كبيرًا من الناس على السند، وبعد اكتمال السند قام الرجل الحصيف بالصراخ بأعلى صوته: أيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها، ولن أسمح لأي شخص منكم بالدخول إليها لأنها صارت ملكي بموجب هذا السند، أما أنتم فلم يتبق لكم إلا الجنة وليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعًا أم لم تشتروا، عند ذاك تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول إلى النار بسند الرجل الحصيف، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به. انتهت القصة.

لاحظ رمزية هذه القصة. وكيف أن الناس خسرت أموالها مقابل قطعة أرض في الجنة، بتصريح وسند زائف أصدره مشعوذ. وهذا المشهد يماثله تمامًا كل من خسر نفسه وفجرها في هذا البلد أو ذاك ابتغاء الحصول على الجنة! استنادًا لفكر منحرف ومزور مثل فكر ابن تيمية وأمثاله. وهذا الفكر يتطلب منا أن نعمل عمل الحكيم في إبطال أصله وتجفيف منبعه. ونقدم حجة ودليلًا مشابهًا لحجة ودليل الحكيم مشتري النار! حتى نتمكن من إقناع الأتباع. إن ما تقومون به لا صحة له ومخالف للدين الذي تدعون نصرته. وفي هذا السياق أجد من الإنصاف أن أشير إلى رجل بذل جهدًا كبيرًا. مثل دور ذاك الرجل الحكيم في التصدي لأفكار ابن تيمية المكفرة. وناقشها بالدليل والبرهان. من خلال سلسلة محاضرات قيمة تتخذ جانب التبسيط والبيان من أجل إيصال الفكرة إلى أكبر عدد ممكن. إنه المرجع الديني الصرخي الحسني. فهذا الرجل له محاضرات أاسبوعية واحدة بعنوان: (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول) يقصد دول الدواعش المزعومة. ومحاضرة أخرى بعنوان (وَقَفات مع تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري) تتناول أصل الفكر الداعشي التكفيري وتبين أنه زائف ومتناقض من خلال تقديم شواهد ونماذج من فكر ابن تيمية في التوحيد والعقائد وجوانب أخرى ومناقشتها وتقييمها وفق الشرع والعقل.

هذه المحاضرات يمكن الاستماع لها من خلال الرابط أدناه:

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل