المحتوى الرئيسى

القمة الأوروبية في مالطا تبحث موضوعي الهجرة وترامب

02/03 11:40

وكانت مالطا الدولة الصغيرة في قلب البحر المتوسط التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حذرت من أن الربيع المقبل قد يشهد أزمة هجرة جديدة. وبعد عشر سنوات على إغلاق طريق الهجرة عبر بحر ايجه بشكل شبه كامل، سجلت أعداد قياسية من المهاجرين تعبر المتوسط. وقد جرت أكثر من 181 ألف محاولة في 2016 انطلقت تسعون بالمائة منها من ليبيا.

كما ارتفع عدد القتلى في البحر إلى أكثر من 4500 شخص العام الماضي، كما ذكرت منظمة الهجرة الدولية. وعشية القمة الأوروبية، أعلن خفر السواحل الايطالي ومنظمتا "اس او اس المتوسط" و"أطباء بلا حدود" إنقاذ أكثر من 1750 شخصا الأربعاء والخميس قبالة سواحل ليبيا. وقال خفر السواحل الايطاليون إن 450 شخصا انتشلوا الخميس في خمس عمليات منفصلة وأكثر من 1300 الأربعاء على 13 مركبا قديما.

وبعد الاتفاق الذي ابرم في آذار/ مارس 2016 مع تركيا، يواصل الاتحاد الأوروبي العمل لتطويق مصدر تدفق اللاجئين قبل وصولهم إلى البلدان الأوروبية. وعشية هذه القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الخميس بينما كان يقف إلى جانبه رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج "حان الوقت لإغلاق الطريق الذي يمتد من ليبيا إلى ايطاليا".

ويفيد مشروع بيان ختامي للقمة أن الأولوية هي لدعم وتأهيل خفر السواحل الليبيين الذين يعملون في مياههم الإقليمية التي لا يمكن أن تدخلها عمليات الإنقاذ والمراقبة التي يشرف عليها الاتحاد الأوروبي، من اجل اعتراض السفن ومكافحة المهربين. وقالت الشرطة الأوروبية (يوروبول) إن المهربين يمكن أن يحققوا أرباحا هائلة على هذا الطريق.

ويؤكد الاتحاد الأوروبي أيضا أن من أهدافه تحسين الوضع الاقتصادي للمجتمعات المحلية في ليبيا والتعاون مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية لضمان استقبال المهاجرين الذين يتم اعتراضهم بشكل مناسب.

نهاية 2014، تُرك 450 شخصا غالبيتهم سوريون على ظهر سفينة شحن معطلة قبالة سواحل كالابريا، وكانوا على وشك الغرق لو لا تدخل البحرية الحربية الإيطالية، التي تمكنت من السيطرة على السفينة التي تركها طاقمها.

قبل ذلك بعشرة أيام، أنقذ الإيطاليون، ضمن بعثة "تريتون" الحدودية البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، 194 مهاجرا سوريا بعد عطب حل بقاربهم الذي انطلق من تركيا إلى إيطاليا، ومن بينهم 23 امرأة: اثنتان حاملتان و38 طفلا.

من الصعب حصر أعداد المفقودين من المهاجرين غير الشرعيين، لكن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتحدث عن غرق 4272 مهاجرا في عام 2014، بينهم 3419 في البحر المتوسط.

من بين أكثر الحوادث مأساوية في العام المنصرم، وفاة أكثر من 220 مهاجرا في آب/أغسطس، إثر غرق 3 سفن قبالة سواحل ليبيا وإيطاليا.

بيد أن أكبر فاجعة كانت في أيلول/سبتمبر، حين لقي زهاء 700 شخص مصرعهم في المتوسط عقب حادثين كبيرين بما في ذلك حادث إغراق متعمد لقارب كان يقل 500 سوري وفلسطيني ومصري وسوداني.

وحتى عند إحياء الذكرى السنوية الأولى في أكتوبر لمأساة قارب المهاجرين في لامبيدوزا، الذي أسفر عن مقتل 366 شخصا، تمّ الإبلاغ عن وفاة 130 مهاجرا في غرق قاربين قبالة الساحل الليبي.

في جيبي سبتة ومليلية الأوروبيين الواقعين في طرف شمال إفريقيا (المغرب)، تسلل نحو 4469 مهاجرا غير شرعي في 2014، مقابل 3 آلاف في العام الذي سبقه حسب وزير الداخلية الإسباني.

في مليلية جدار من الأسلاك الشائكة ارتفاعه ستة أمتار، لا يتسلقه إلا الأشداء كما يقال. ويبقى هؤلاء معلقين حتى يسقطون من فرط التعب أو تحت وطأة عصي قوات الأمن.

المأساة تستمر حتى عند بلوغ أوروبا، فكاليه الفرنسية محطة أخرى لمعاناة المهاجرين الذين لم يجدوا مخرجا سوى متابعة الرحلة نحو الشمال. الكاتبة: وفاق بنكيران

ودعت المنظمتان في بيان مشترك الأوروبيين إلى "الابتعاد عن إدارة تعتمد على الاحتجاز الآلي للمهاجرين واللاجئين في ظروف لا إنسانية في ليبيا والتوجه إلى إنشاء هيئات مناسبة". ويفترض أن يحقق الاتحاد الأوروبي توازنا حساسا في رده، في إطار احترام القواعد الدولية والقيم التي يدافع عنها عندما يعترض مثلا على المرسوم الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الهجرة. وتصطدم الفكرة التي يدعمها عدد من الدول الأوروبية، بإقامة مخيمات داخل ليبيا يمكن للمهاجرين فيها تقيدم طلبات للجوء، بمشكلة غياب الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا. وقال مصدر أوروبي أن هذه الفكرة "لم تنضج بعد للقمة (...) لأنها غير قابلة للتحقق" في الوضع الحالي. ويفيد النص نفسه أن الاتحاد الأوروبي سيطلب مساعدة الدول المجاورة لمنطقة شمال إفريقيا. وصرح مصدر أوروبي "من المستحيل نسخ الاتفاق مع تركيا لكن التصميم والهدف لم يتغيرا".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل