المحتوى الرئيسى

هل ينجح الغنوشي في مصالحة السيسي والإخوان؟

02/02 20:28

كشف رئيس "حركة النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، مطلع الأسبوع الجاري، عن طلب قدمه للسعودية، من أجل التوسط لحلحلة الأزمة القائمة في مصر بين نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي وجماعة الإخوان المسلمين.

جاء ذلك وفق ما أدلى به الغنوشي، في حوار لصحيفة الخبر الجزائرية، مشيراً إلى أن ذلك تم خلال لقاء جمعه بالأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي.

تصريحات الغنوشي لم يقابلها تعقيب من النظام المصري، الذي يسعى جاهداً منذ الإطاحة بحكم الإخوان في صيف 2013، إلى حصارها دولياً ووصمها بـ"الإرهاب".

فيما عقبت جماعة الإخوان المسلمين على حديث الغنوشي، رسمياً عبر متحدثها طلعت فهمي، والذي أبدى ترحيباً مشروطاً به.

وقال فهمي في تصريحات متلفزة نقلتها صفحته الرسمية عبر "فيسبوك"، إن طلب راشد الغنوشي، بتوسط السعودية بين الجيش والإخوان لحلحلة الأزمة الراهنة في مصر، "لم يعرض بعد عليهم".

وأضاف: "أؤكد أن كل عقلاء الأمة يريدون الخروج من هذه المشكلة الكبيرة التي تمر بها مصر، لكن مشكلة مصر مشكلة النظام وليس الإخوان".

وقال الغنوشي، في حوار مع صحيفة "الخبر" الجزائرية: "طلبت من السعودية أن تتوسط انطلاقا من استبعاد منطق الإقصاء، واعتبار أنه لا سلم ولا استقرار في مصر إلا باحترام  كامل المكونات الأساسية واحترام مكانة الجيش، لأنه لا سياسة في مصر بعيدا عن الجيش، واحترام المكون الإسلامي والمكون الإخواني، باعتباره مكونا عريق لا يمكن استبعاده إلى جانب المكونات الأخرى".

وأضاف، أنَّه التقى الأمير محمد بن سلمان، وطلب منه بشكل مباشر التدخل لدى السلطة في مصر لتهدئة الأجواء.

وتابع: "مصر قلب المنطقة العربية، وإذا أصيب هذا القلب أصيبت المنطقة كلها بالعطب، ومعالجة الوضع المصري والحالة المصرية ستساعد في معالجة أوضاع العالم العربي".

ولم يوضح الغنوشي موقف ولي ولي العهد السعودي من طلبه، سواء بالرفض أو بالإيجاب.

من جهته، رأى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، كمال حبيب، أن حديث الغنوشي، للتوسط بين الإخوان والنظام، يأتي في توقيت تشهد فيه الجماعة حصارا دولياً، في الولايات المتحدة التي يسعى نظامها الجديد ممثلا في دونالد ترامب تصنيفها إرهابية، بجانب تبرؤ منظمات إسلامية منها في أوروبا، والمشاكل التي يتعرض لها فرع التنظيم  في السودان.

وفي تصريحات لـ"المصريون"، أوضح حبيب، أن الظروف ليست مهيأة لسعودية للقيام بدور الوسيط بين الإخوان ونظام الرئيس السيسي، لأنها هي ذاتها تدرج الإخوان في بلادها على قوائم الإرهاب.

ورأى حبيب أن وساطة الغنوشي لحلحلة الأزمة السياسية الراهنة في مصر ليست الأولى من نوعها، ولا مستقبل لها.

حبيب، أشار أيضاً إلى أن التقارب المصري السعودي، يعد سلبياً في أية محاولة لتقريب وجهات النظر بين الإخوان ونظام السيسي، بجانب تخوف المملكة من ملاحقتها من نظام الرئيس الأمريكي الجديد ترامب.

وتوقع حبيب أن تقبل الجماعة بمثل هذه المبادرات، مستشهداً بأحاديث سابقة لقياداتها ومن بينهم إبراهيم منير نائب المرشد، الذي دعا في وقت سابق، حكماء لم يسمهم للقيام بدور الوسيط وحل الأزمة في مصر، دون أن يذكر اسم السيسي وقتها.

كما أشار إلى تصريحات منسوبة لوزير الدولة للشؤون القانونية ومجلس النواب، مجدي العجاتي، كشفت رغبة الحكومة في مصالحة مع الإخوان.

ففي يونيو الماضي، قال العجاتي في تصريحات صحفية: "لا مانع من التصالح مع الإخواني إذا لم تُلوث يده بالدم، لأنه مواطن في النهاية"، أثارت جدلاً على الأرض ولم يتم تنفيذ ذلك التصالح حتى اليوم.

ودعا حبيب، الإخوان، إلى إعلان مبادرة من طرف واحد، لا ينتظرون فيها حكماء أو نظام، يقدمون من خلالها طرحًا لموقفهم من العنف ومن الدولة المصرية، واعتذارًا للشعب المصري عما بدر منهم خلال السنوات الأخيرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل