المحتوى الرئيسى

بالصور.. سوق ''المعمار'' ليس بخير.. عمال ''المسلح'' يهجرون ''الخلاطة العطلانة''

02/02 14:39

السويس - حسام الدين أحمد

"حاسب هتشيل صباعك مع صباع الموز".. صرخة أنقذت محمود عبد الموجود، بائع فاكهة من عاهة مستديمة.. بعد الشكر وعبارات الامتنان، دار حديث ودي بين محمود ومنقذه، بما آل إليه حاله وكيف ترك "طائفة المعمار" وعمل في مهنة لا يتقنها وكاد أن يصيب نفسه عن جهل بها.

"محمود" واحد من كثيرين يعملون في مجال المعمار في السويس، لكن بسبب الأسعار والكساد الذى ساد المجال، وقلة أيام العمل في "الخرسانة"، أضطر إلى البحث عن لقمة عيش في مجال آخر، فاستأجر عربة صغيرة، ليحملها بالموز واليوسفي لبيعه أمام منطقة أبو الحسن بشارع الجيش.

يحكي "محمود" رحلته مع العمل المهني قائلًا: "بدأت العمل على (خلاطة خرسانة) في السويس قبل عامين، بعدما أقنعني ماهر ابن عمي، مقاول الأنفار، بتلك المهنة والعائد المجزي منها، خاصة في المدن الجديدة كالسلام، فحضر من أسيوط بحثًا عن رزقه وزرق إخوته الأصغر سنًا في المدن الجديدة بالمحافظة".

"كنت بأخد في اليوم من 70 لـ 100 جنيه حسب الحتة اللي بنشدها خرسانه، وكان الُبنا بالحجز.. ندى ميعاد لصاحب البيت أو الأرض من 3 أيام لأسبوع، علشان نأسس قواعد أو نرمى سقف وعمدان، لكن دلوقتي الخلاطة صدت من قلة الشغل".. بتلك الكلمات عبّر محمود عن التغييرات التي طرأت على العمل في مجال المقاولات، ويضيف: "تركت المجال بعد أن اصبح العمل يتوفر مرة كل 3 أسابيع واضطررت لبيع الفاكهة لتوفير نفقاتي اليومية، وإرسال ما أقتصده من المال لأسرتي في أسيوط".

وتحتضن السويس عدة مدن جديدة، تتبع جمعيات الإسكان التعاوني، والتي يشترى فيها المواطن قطعة أرض، ويتولى إنشاءها بنفسه على مساحة محددة، وكان تلك المدن خاصة مدينة السلام "1. 2" سوقا مفتوحا للعاملين في مجال المعمار من بداية من المقاول وحتى عامل الخرسانة، والنجار المسلح، والبناءين ومبيض المحارة.

في أحد شوارع مدينة السلام 2 كان أربعة شباب قد بدأوا قبل ستة أشهر أعمال الإنشاء على قطعة أرض اشتركوا في شرائها، بعدما باعوا شققهم واستدانوا لإقامة عمارة تجمعهم والاستفادة من بيع باقي وحداتها، لكن أعمال الإنشاء توقفت بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.

ويروى محمود منصور، كيميائي، أنه وزملائه الثلاثة سعوا لاتخاذ خطوة في الاستثمار العقاري، في ظل ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في السويس، فضلًا عن البحث عن منزل كبير في مساحته، فباع كل منهم "شقته" التي كان يملكها وبعد الاقتراض من البنوك بضمان الوظيفة، استطاعوا جمع قيمة الأرض التي بلغت 800 ألف جنيه، واستأجر كل منهم وحدة سكنية بعقد مدته سنه، على أن تنتهى أعمال الإنشاءات و"التشطيب" خلال عام.

لكن ما تبقى من المال لم يكف إلا رفع قواعد وأساسات العمارة، والدور الأول وأعمدة الثاني، وبات الشباب الأربعة محاصرين بين سداد أقساط القروض، وإيجار الوحدات التي يقيموا فيها، في انتظار انخفاض أسعار الحديد والأسمنت.

أما الشيخ محمد الشرقاوي، تاجر حديد تسليح ومواد بناء، فقد استغنى عن نصف حجم العمالة، بسبب الركود الذي ضرب السوق، ويقول في هذا الصدد: "عدد محدود من شركات المقاولات يقبلون في الوقت الحالي على شراء مواد البناء، للوفاء بالتزاماتهم وإنهاء العقارات التي تعاقدوا عليها حتى لا يُوقع عليهم شرط جزائي إذا ما تأخروا في التسليم بسبب ارتفاع الأسعار".

ويوضح ممدوح أبو شريدة مقاول إنشاءات بالأرقام ارتفاع الأسعار والتكلفة للإنشاء بعد الزيادة، قائلًا: "سعر طن الحديد يتراوح ما بين 9250 و9500 جنيه، أما سعر الأسمنت فقفز إلى 750 جنيهًا". ويضيف أبو شريدة، أن شاحنة الرمال 12 متر وصل ثمنها 550 جنيهًا بعدما كانت قبل شهر ونصف بـ 250 جنيهًا فقط، بينما ارتفعت قيمة شاحنة "الزلط السن"، إلى 750 جنيهًا، بعدما كانت بـ 400 جنيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل