بـ8 كلمات.. خادم الحرمين يصالح مصر بـ"رسالة تاريخية"

"مصر قامت مرة أخرى.. مصر عادت من جديد"، ثماني كلمات قالها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيدًا بمشاركة القاهرة بمهرجان الثقافة والتراث السعودي "الجنادرية".

الرسالة، ورغم كلماتها المقتضبة، إلا أنه يمكن وصفها بالتاريخية، وأنها بمثابة خطوة جادة تؤكد اقتراب الصلح القاهرة والرياض، بعد شهور عدة من وجود اختلافات في وجهات النظر بين البلدين، حول بعض القضايا العربية، وعلى رأسها الأزمة السورية.

وتحل مصر، هذا العام، ضيف شرف على "الجنادرية".

وخلال تفقده أروقة الجناح المصري بالمهرجان في دورته 31، بصحبة وزير الثقافة، حلمي النمنم، أمس الأربعاء، أبدى العاهل السعودي إعجابه بمحتويات الجناح المصري قائلا: "مصر قامت مرة آخرى…مصر عادت من جديد".

وقالت وزارة الثقافة، في بيان لها، إن الملك سلمان تفقد الجناح المصري، بصحبة كبار المسؤولين السعوديين، وسفير مصر في الرياض، ناصر حمدي، وعدد من قيادات وزارة الثقافة ومصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة والوفود الإعلامية والصحفية.

وأبدى خادم الحرمين سعادته بما شاهده في الأجنحة المصرية، التي اشتملت على كل قطاعات وزارة الثقافة المشاركة في السرايا المصرية التي بلغت مساحتها ما يقرب من 2500 متر مربع، ضمت 20 جناح بالإضافة إلى خيمة بدوية ومسرح لإقامة الاحتفالات الفنية والموسيقية.

وكانت العلاقات المصرية السعودية شهدت تراجعًا الأشهر الماضية، أرجعها البعض إلى تصويت القاهرة على قرار "أممي" بشأن سوريا، واعتبرته المملكة أنه لا يتفق مع توجهها، إضافة إلى مخاوف الرياض من تقارب العلاقات بين القاهرة وطهران، الأمر الذي نفاه وزير الخارجية، سامح شكري، خلال كلمته في الجلسة العامة لحوار المنامة في 9 ديسمبر الماضي.

ثم حدث تراشق بين إعلامي البلدين الشقيقين، أعقبه توقف شركة أرامكو السعودية، في أكتوبر الماضي، عن إمداد القاهرة بشحنات النفط المتفق عليها، دون تقديم مبررات.

وعلى الرغم من تجديد تأكيد وزير الخارجية، سامح شكري، على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والسعودية، وأن التباين في الرؤى "أمر طبيعي"، إلا أن البعض حاول تصوير الخلاف المصري السعودي على أنه انفصام العلاقة بين البلدين.

لكن في الأسبوع الأول من يناير الماضي، بدأت مؤشرات تحرك المياه الراكدة في بحيرة العلاقات الأخوية بين البلدين في الظهور، من خلال القرار رقم "2831 لسنة 2016، لمجلس الوزراء بتخصيص 25 فدانًا بشرم الشيخ؛ لإقامة جامعة تحمل اسم الملك سلمان، بتمويل سعودي.