المحتوى الرئيسى

بالفيديو| خبير بالشؤون العربية: «جنيف سوريا» مماطلة غربية.. وترامب سينقل السفارة للقدس سرا

02/02 10:48

انطوى ملف مباحثات الأستانة التي عول عليها الكثيرون لوقف نزيف الدماء دون أن توقفها، وانتقلت الآمال لمباحثات جنيف التي أرجئت لنهاية الشهر الجاري بدلا من يوم الثامن ولم يعد معروف هل تسير الأمور في سبيل الحل السياسي أم كسب الوقت لتصفية المعارضة.

الغموض نفسه يحيط الملف الليبي الذي يشهد محاولات عربية للتأليف بين الفرقاء في الوقت الذي يزداد التصعيد العسكري فيما بينهم على الأرض، فما جدوى هذه المحاولات وكيف ينظر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لليبيا، وماهي رؤيته للمناطق الآمنة بسوريا، وهل ينقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس؟.

جميعها تساؤلات باتت تشغل ذهن المواطن العربي، لذلك أجرت "مصر العربية" حوارا مع زكريا عبدالرحمن المحلل السياسي السوري والخبير في الشؤون العربية لاستبيان آخر المستجدات على الساحة العربية وإلى أين تسير الأمور؟.

مباحثات الأستانة حققت الغاية الروسية المرجوة منها، وهي دفع الفصائل المسلحة المعارضة للاقتتال فيما بينها، مثل هجوم فتح الشام على جيش المجاهدين والجبهة الشامية.

روسيا استدعت فصائل وتجاهلت أخرى حتى تجعلهم يتقاتلون فيما بينهم على المصالح والنفوذ والتواجد في الخريطة السياسية، فهناك مؤامرة  على  الفصائل لتقسيمها، وهو ما يحدث في محافظة إدلب وريف حماه وريف حلب بدفع الفصائل للاقتتال للإبقاء على معارضة ترضي روسيا وأمريكا وتسميها معتدلة.

ومن استدعوا لمباحثات الأستانة سيزجون في مسار مفاوضات سياسية تفضي لحكومة مؤقتة متعددة الأطراف.

وعلى كل حال سوريا تتعرض لمؤامرة كبرى على ثلاث مراحل تحويل الانتفاضة الشعبية إلى مسلحة وحرب أهلية، والثانية احتواء المعارضة السياسية وتهميشها وشلها إعلاميا، والثالثة احتواء الفصائل العسكرية وتغليب أطراف على أخرى لتفني بعضها بعضا.

 هناك حركة دؤوبة الآن لتقسيم الفصائل لفريقين متصارعين، التشكيل الأول ضم فتح الشام وفصائل أخرى تحت اسم  هيئة تحرير الشام، وردت الفصائل الأخرى مبدئيا بتشكيل جيش تحرير الشام الذي سيضم الجيش السوري الحر والفصائل المتبقية من أحرار الشام حيث أن جزءا كبير انشق وانضم لهيئة تحرير الشام.

الخطة الأمريكية الروسية منذ أمد بعيد هي تقسيم المعارضة لفصائل متساوية متحاربة لتفني بعضها بعضا والخطة تسير للأسف بنجاح وستستمر شهور طويلة.

للأسف دي ميستورا لا حول له ولا قوة، هو عبارة عن مهرج الذي يظهر في  المسرحيات بين الفصول لتسلية المشاهدين، فعندما يعلن الروس تأجيل المؤتمر فإنه قد تأجل بالفعل.

لأهداف سياسية فهم ينتظرون النتائج على الأرض في الحرب بين الفصائل لتحديد الفصيل الذي سيحضر، ولمعرفة لمن ستكون الغلبة عسكريا، وكل شيء يحدث في إطار الخطة الروسية بحذافيرها.

مباحثات جنيف وجه آخر لمؤتمر الأستانة فجميعهم مماطلات سياسية لكسب الوقت من أجل تصفية الفصائل المعارضة السورية، روسيا تحاول أن تكسب الوقت لترتيب الصفوف والقضاء على الفصائل عسكريا واحدة تلو الأخرى في عدة مناطق، وفي الوقت نفسه تقدم فصائل في المباحثات على حساب أطراف أخرى داخل المعارضة لإحداث فتنة وشرخ بينهم.

ما يراد لسوريا هي التقسيم لثلاث دويلات وهو أمر متفق عليه بين واشنطن وموسكو، وكل ما يعلن عن مفاوضات هي مراوغات سياسية.

حكومة بشار الأسد لديها خطة قديمة تقطيع الوطن جزءا جزءا وتطهير كل جزء من سكانه بالحصار والتجويع والإجبار على الاستسلام أو النزوح وهذا ما حدث في وادي بردى، فبعد شهر ونصف من القصف وجميع أنواع الانتهاكات الإنسانية أجبروا بقية المقاتلين على الخروج من المنطقة واستسلام أهلها من أجل الحفاظ على حياتهم.

 هذا السيناريو حدث في الزبداني ومضايا من قبل والمصالحة الوطنية تعني حشد مجموعة معينة وحصارها والاستفراد بها وإجبارها على الاستسلام، وللأسف الأطراف المعارضة المتصارعة فيما بينها في سوريا لا تمد يدها لبعضها البعض.

إعادة طرح الموضوع الآن هدفه تأمين الدويلة الكردية في الشمال السوري بادعاء توفير الملجأ للاجئين، ولكن الحقيقة لتوفير الملاذ للفصائل الكردية الانفصالية التي تهجر العرب ولإعطائهم حرية التحرك بسكوت الدول العربية وموافقة تركيا.

أردوغان ترك 70% من أراضي الشمال السوري بيد الأكراد بينما يعكف على قتال تنظيم داعش فقط، فهو لا يقاتل الأكراد حقيقة ولا  يسعى لمنع تشكيل دويلة كردية في الشمال السوري.

و سمح أردوغان للأكراد في 2014 باستقدام جيش كبير من إقليم كردستان العراق في معركة عين العرب، فقد مرت قافلة طويلة  من المسلحين الأكراد من كردستان لكوباني عبر تركيا.

بالتأكيد هو المسؤول الأول، وسقوط حلب في رقبة أردوغان وسيحاسبه المجتمع العربي في يوم من الأيام عن هذه الجريمة، لأنه من أعلن أنها خط أحمر وتعهد بتقديم كل أنواع المساعدات للصمود ثم انقلب واتجه للطرف الآخر وهي روسيا، وضغط على فصائل المعارضة للانسحاب وأوقف الدعم وأغلق الحدود وشتت شملهم بعدة ضغوط سياسية ومالية وعسكرية.

أردوغان بجانب الطرف السعودي والقطري من منعوا فصائل محافظة إدلب من التحرك لإنقاذ حلب، جميعهم يتحمل مسؤولية إخلاء حلب وتسليمها على طبق من فضة للنظام برغبة أمريكا وروسيا.

هناك تخطيط لليبيا أكبر منهم، فما يجري الآن تحضير لحرب جديدة على ليبيا وإعادة خلط الأوراق، فالمخطط الجديد يريد توريط الدول المجاورة تونس ومصر والجزائر في ليبيا وتأجيج المنطقة، وهدف أمريكا إخراج فرنسا من اللعبة في ليبيا لأنها من كانت تحرك الأمور في ليبيا في الفترة الأخيرة،  وتأخذ كثير من الغنائم.

أمريكا الآن تريد استعادة الإدارة الكاملة في ليبيا بعدما كانت إدارة أوباما تؤمن بالحكم من الخلف فدفعت حلفائها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا للهجوم على ليبيا وقصفها، الآن خطة ترامب تصدير حرب لليبيا والعراق والهدف واضح البترول.

 ليس صدفة أن يعين ترامب رجل البترول في وزارة الخارجية وليس صدفة أن يعين الجنرال جيمس ماتيس وزيرا للدفاع و مايكل فلاين مستشارا للأمن القومي  هؤلاء أباطرة الحروب، الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى لاستكمال الأربع حروب التي شنتها إدارة أوباما على الدول العربية.

في النهاية السيناريو السوري قد يتكرر في ليبيا باختلاف الأطراف سيكون هناك طرف روسي وجزائري وأمريكي وتشتعل الأوضاع على الأرض.

لا توجد ضغوط عربية على ترامب كما يروج ولا تجرؤ الحكومات العربية حتى على الاعتراض، كلهم منصاعون لأمريكا وإسرائيل، ويمكن نقل ويمر الموضوع دون عوائق؛ فالحكومات العربية مستسلمة، والتأجيل تكتيكي وعمليا سيتم نقل منزل السفير والمكاتب دون الإعلان.

ترامب رجل حاسم وأعلن عداءه للمسلمين والعرب وسيخسر ولايته لتدمير العرب والمسلمين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل