المحتوى الرئيسى

زيارة ميركل إلى تركيا ـ مهمة صعبة في توقيت حساس

02/01 22:23

تقوم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس بزيارة رسمية إلى أنقرة وذلك لإجراء مفاوضات مع الجانب التركي بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة تلك المتعلقة باتفاقية اللاجئين الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. لكن يبدو أن هذه الزيارة ستشكل تحديا جديدا لميركل، خاصة في ظل الوضع الذي تمر به تركيا والذي ترتب عن الانقلاب الفاشل صيف 2016، بالإضافة إلى سعي أردوغان إلى تعديل دستور البلاد الأمر الذي سيمنحه صلاحيات أوسع في إدارة سدة الحكم في تركيا.

ومن خلال هذه الزيارة،  تعتزم المستشارة ميركل تحقيق تقدم لصالح اتفاق اللجوء المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتطرق في الوقت ذاته للأوضاع السيئة هناك. وأوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن أهم الموضوعات التي تأتي على قائمة جدول أعمال المستشارة خلال زيارتها غدا في أنقرة هي مواصلة تنفيذ اتفاق اللجوء، إذ ترى ميركل أن ذلك يسري على نحو بطيء للغاية، وكذلك موضوع تقديم المساعدات للمدنيين في سوريا والتعاون في حلف شمال الأطلسي "ناتو".

لاجئون سوريون وصلوا إلى ألمانيا بموجب الاتفاق مع تركيا، أرشيف.

وقبيل توجهها إلى أنقرة،  ناشد زعيم حزب الخضر الألماني جيم أوزديمير المستشارة ميركل القيام بلفتات واضحة وعلنية تجاه قوى المعارضة في تركيا. وقال في تصريحات لصحيفتي "هايلبرونر شتيمه" و"مانهايمر مورغن" إنه يتعين على ميركل دعم الأطراف المدنية الفاعلة في تركيا خلال زيارتها في تركيا.

وبهذا الشأن أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية زايبرت أن ميركل سوف تتناول خلال لقائها مع الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم موضوع الحريات وتقييدها مجددا. وأضاف أن حرية الصحافة تعد من منظور الحكومة الاتحادية ركيزة أساسية لدولة قانون ديمقراطية، مشددا على ضرورة أن تتم الإجراءات الضرورية بشأن الانقلاب العسكري في إطار مبدأ سيادة دولة القانون ومبدأ التناسبية. ولكن فيما يتعلق بالسؤال عما إذا كانت ميركل سوف تلتقي مع أشخاص من المعارضة أيضا إلى جانب قادة الدولة في تركيا أم لا، لم يجب زايبرت على الصحفيين في هذا الشأن اليوم.

زعيم الخضر الألماني: أردوغان سوف يدعي أن زيارة ميركل بمثابة دعم له

من ناحية أخرى رفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية الاتهام الموجهة من ساسة واتحادات تركية بأنه من الممكن تقييم زيارة ميركل في أنقرة بأنها مساعدة لحشد الدعم للرئيس التركي في الاستفتاء الشعبي القادم على تعزيز صلاحيات أردوغان.

يشار إلى أن تركيا ستنظم خلال الأشهر القادمة استفتاء شعبيا على التعديلات الدستورية التي تبناها برلمان البلاد لإقرار نظام رئاسي من شأنه منح أردوغان المزيد من السلطات. وقال زايبرت اليوم: "إن الاستفتاء على الدستور يعد أمرا يتعلق بالناخبين الأتراك"، مؤكدا أن الاستفتاء ليس له أي علاقة بأهداف زيارة ميركل لأنقرة.

وكان زعيم حزب الخضر الألماني جيم أوزديمير قد قال في تصريحات صحفية "إنه على الرغم من أن زيارة ميركل لتركيا سيتم وضعها تحت عنوان زيارة عمل هنا (في ألمانيا)، فإنه لابد من التوضيح للجميع أن أردوغان سوف يدعى أن الزيارة بمثابة دعم للاستفتاء الشعبي المنتظر في بلاده". وأشار إلى أن المعارضة في تركيا قلقة من استخدام أردوغان لزيارة ميركل "كمساعدة لحشد الدعم".

وقبل يوم فقط من اللقاء المرتقب بين ميركل وأردوغان، اتهم ويسي كايناك نائب رئيس الوزراء التركي، ألمانيا بدعم الإرهابيين. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء التركية الرسمية (أناضول)، قال كايناك إن ألمانيا بلد "يستقبل بأذرع مفتوحة كل أنواع الإرهابيين الذين يسببون عناء لتركيا"، مضيفا أن من بين هؤلاء "إرهابيي" حزب العمال الكردستاني (PKK) الكردي المحظور، وقال إن ألمانيا تستقبل بالإضافة إلى ذلك "اللاعبين المهمين للانقلابيين".

,كانت وسائل إعلام ألمانية ذكرت أن نحو 40 جنديا تركيا يعملون في مؤسسات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) قدموا طلبات لجوء إلى ألمانيا، وفي أعقاب ذلك هدد وزير الدفاع التركي فكري إشيق "بعواقب وخيمة"، في حال الموافقة على هذه الطلبات. واتهم إشيق هؤلاء الجنود بدعم محاولة الانقلاب العسكري، التي وقعت في تركيا في تموز/يوليو من العام الماضي.

ي.ب/ أ.ح (د ب أ)

أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.

يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.

المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".

وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.

وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل