المحتوى الرئيسى

الفقراء يصرخون:الرحمة يا حكومة

02/01 20:24

عندما قامت ثورة 25 يناير، كان حلم الفقراء أن يخرجوا من الدائرة المفرغة التى يعيشون فيها منذ سنوات طويلة، لكن الغريب أن الأرقام تكشف أن أوضاعهم ازدادت بؤساً ولم تتحسن رغم أهداف الثورة.. وهم الآن يطالبون بحكومة «تحس بمشاكلهم وتجد حلاً جذرياً لمعاناتهم».

والمؤسف أن العديد من الفقراء وجدوا التسول هو الوسيلة للحصول على أموال تساعدهم ولو قليلاً على سد جوعهم، فلا يكاد شارع من شوارع مصر يخلو من متسول سواء كان رجلاً أو امرأة أو حتى طفلاً يمسك بيده «فوطة» صغيرة يمسح بها السيارات، ليجود عليه أصحابها بجنيه أو أكثر.

كما تعودنا أن نجد حالياً فى شوارعنا رجالاً طاعنين فى السن يقفون بين السيارات فى إشارات المرور غير عابئين بالبرد القارس، يمدون أيديهم طالبين إحساناً، وربما يكون الواقف أو المتسول سيدة تحمل صغيرها بينما تتسول بيع المناديل وغيرهم كثيرون.

التقطت «الوفد» صوراً ونماذج متعددة للتعرف على أوجاع الفقراء.

بداية نشير إلى أن الفئة الوحيدة التى ظلمت ظلماً شديداً من ثورات مصر، هم الفقراء الذين ازدادوا فقراً وأضيفت لهم شرائح جديدة من الطبقات الأخرى خاصة من الطبقة المتوسطة التى دائماً ما تكون ضحية أى تقلبات فى مصر، فهم ضحايا الانفتاح الاقتصادى فى عهد السادات، وهم ضحايا مليارديرات عهد نظام مبارك الفاسد، ثم ضحايا كل التطورات التى جرت فى البلاد منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن.. التقينا عدداً من البسطاء الذين وصفوا لنا حالهم.. فماذا قالوا؟

جمال مرسى: مافيش لا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية

جمال مرسى، صاحب محل نجارة، يقول إن أحواله تدهورت بعد الثورة، موضحاً أنه كان سعيداً بثورة 25 يناير وشارك فيها على أمل أن تقضى على الفساد، وتتحسن الحالة الاقتصادية ولكن كل أحلامه تبخرت ولم يتحقق منها شىء...

ويطالب جمال المسئولين فى الحكومة ونواب البرلمان بالنزول إلى الشارع قائلاً: «هم عايشين وإحنا مش عايشين» هم بياكلوا وإحنا جعانين...

وأوضح أن الحكومات المتتالية تسير على مبدأ تنظيم النسل إجبارىاً وذلك بتجويع الشعب...فكل السلع أسعارها زادت وهناك تخبط فى القرارات الاقتصادية وكلها تأتى ضد مصلحة المواطنين..

وينفعل عم «جمال» وهو يقول: أنا عايش على معاشى البالغ 1100 جنيه فى الشهر لأننى كنت موظفاً فى الحكومة، فهل يكفى هذا المبلغ أكل وشرب ودفع فواتير الكهرباء وإيجار السكن؟!

لم أكن أتوقف عن العمل فى الورشة قبل الثورة ولكن الحال قد تغير الآن، فالأخشاب ارتفع ثمنها وأصبحت عاجزاً عن شراء البضاعة فضلاً عن امتناع الزبائن عن الشراء.

حسام الدين: أطالب بضبط الأسعار

حسام الدين، حلوانى متزوج ولديه طفلان، يملك عربة حلويات صغيرة، وجاء من الفيوم منذ أكثر من 12 سنة للعمل فى القاهرة، يقول: نكتوى بنار الأسعار فقد ارتفع ثمن كل الخامات التى أستخدمها فى صناعة الحلويات ومنها السكر والمسلى (السمنة) والدقيق.. ويا ليتها متوافرة، حتى كيلو الأكياس البلاستيك ارتفع سعره إلى 29 جنيهاً بعد أن كان 17 جنيهاً.. باختصار فإن مشروعاً صغيراً مثل هذا يكلفنى الكثير من أجل تأجير المخزن بألف جنيه شهرياً ودفع رواتب العمال.. كل هذا جعلنى عاجزاً عن تحقيق الربح الذى كنت أحققه منذ زمن.. وبالتالى أصبحت بالكاد أدفع الالتزامات المتراكمة كل شهر ولا يتبقى لى شيء.. فهل هذا يرضى الحكومة والمسئولين؟ إننا نريد حكومة تشعر بمعاناة الناس الغلابة وتوفر لهم احتياجاتهم بأسعار معقولة.

«أم على»: لا أطلب إلا«الرحمة» بالغلابة

«أم على» سيدة وصفت لنا حالها وهى منفعلة وقالت: «أنا مش عايزة من الحكومة غير الرحمة فقط بالمواطنين، فأنا موظفة فى مترو الأنفاق ولدى 3 أطفال واحد منهم مريض بالسكر ويحتاج إلى أنواع معينة من الطعام. ودائماً ما أبحث عن العروض فى أى سوبر ماركت من أجل شراء ما يلزمنى...وارتفاع الأسعار جعلنى غير قادرة على شراء كل احتياجاتنا، فمرتباتنا ضعيفة ولا تكفى الغلاء الذى نعيشه الآن.. ثم اختتمت أم على حديثها قائلة: و«إذا كانت الحكومة لم ترحمنا فربنا هو الرحمن الرحيم».

مجدى المكوجى: الحال واقف.. وأقساط الجمعيات لا تنتهى

ومما يلفت النظر أن معظم الأسر تلجأ إلى عدة أساليب لسد الفجوة بين دخلها واحتياجاتها، وجاء السلف من الغير سواء نقوداً أو غذاء أو الاعتماد على مساعدات الأهل والأصدقاء، كأكثر الأساليب انتشاراً، وهذا ما تأكدنا منه عندما التقينا الحاج مجدى الذى يعمل مكوجى ولديه 3 أطفال منهم اثنان فى المدارس، فقال: الحال واقف والدخل لا يكفى لسد احتياجات العيال، مصاريف المدارس زادت واضطرت زوجتى إلى المشاركة فى جمعيات من أجل تزويج ابنتى الكبرى وعلينا أقساط لم يتم تسديدها بعد حتى يومنا هذا.. وكل ما أطلبه من الحكومة هو مراعاة الناس فى أية قرارات يتخذونها.. فالأسعار زادت على الحد وطلبات العيال لا تنتهى فكيف يمكن تلبية احتياجاتهم فى ظل هذه الظروف؟! واختتم حديثه قائلاً بأسف: كل شىء زاد ثمنه ما عدا البنى آدم هو الذى أصبح بلا ثمن.

سحر البرى: الدروس الخصوصية دمرتنا

سحر البرى - موظفة - تطالب الحكومة بإصلاح نظام التعليم الفاشل لأنه إذا تحسن فإن كل شىء سيتحسن بالتبعية.. وهى تعانى من الدروس الخصوصية التى تتلقاها ابنتها الصغيرة رغم كونها فى مدرسة خاصة، فقد بدأت تأخذ دروساً من الصف الأول الابتدائى وحتى المرحلة  الإعدادية، بسبب عدم خبرة المدرسين وانعدام الضمير لديهم.

وتقول سحر: نظراً لارتفاع الأسعار لم أعد أشترى كميات السلع التى كنت معتادة على شرائها من قبل، وجعلت ابنتى الصغيرة تتوقف عن تناول السلع الاستفزازية ومنها «الكاجو».

«جمعة»: تشديد الرقابة على التجار الكبار

قال الحاج جمعة بائع الخضار لـ«الوفد» إنه يعانى من ارتفاع الأسعار أو جنونها المتواصل، وأضاف: عندى ابنتان، إحداهما فى ثانوى والثانية فى الجامعة ومصاريفهما كثيرة.. فالدروس الخصوصية تقصم ظهرى، فضلاً عن مصاريفهما العادية، وأصبحت اللحوم لا تدخل بيوتنا إلا فى الأعياد ونشترى نصف كيلو لا أكثر.

وأشار إلى ارتفاع أسعار الخضار لأنه يشتريها من التجار الكبار بأسعار مرتفعة وبالتالى يضطر إلى بيعها بـ«الغالى» مطالباً الحكومة بفرض الرقابة على التجار الكبار لأنهم السبب فى تلك الأمة.. وكل ما فى استطاعته أن يشتريه نصف كيلو من الكوسا والطماطم من أجل إطعام أسرته.

محمد عبدالهادى: المواطن يدفع الثمن

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل