المحتوى الرئيسى

أسماء ماهر تكتب: أفخاخ الحداثـــة | ساسة بوست

02/01 14:15

منذ 1 دقيقة، 1 فبراير,2017

لا أُبرئ بمقالي هذا العلماء الأجلاء، ولكن يجب أن يعلم الشباب أن هؤلاء ليسوا معصومين كـالرسل والأنبياء. وتكمن المشكلة في غلق باب الاجتهاد منذ عشرات الأعوام. فـنجد في العلوم التجريبية، أن اكتشاف حديث يلغي اكتشافًا يسبقه بمئات الأعوام. وقد ظن العلماء الأجلاء أن باب الاجتهاد في علوم الدين مفتوح إلى ما شاء الرحمن.

ولكن، الإهمال الذي طال كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية وغيرها، لم يسلم منه حتى القرآن!

فـنال النباشون من العقيدة بحوافرهم التي أشبه بمخالب أسد جوعان. فـنرى دعوات فجة بـخلع الحجاب، ودعوات بحرق التراث، ولا أرى في هؤلاء غير التنطع في غير ما أمر به الله. وإذا أمعنا النظر، سوف نجد أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التطرف والتراث ولكن، أو هل يكون هناك عداء سافر بين كل ما له علاقة بدين الإسلام؟

وهناك مثال حي أمامنا حدث منذ أيام بظهور أحد النباشين بحوافر أشبه بحافر ذئب لئيم، يريد أن يلقي بكتب التراث الإسلامي في محرقة بدلًا من شخص هذا العالم الجليل. وحمدًا لله أن العالم توفاه الله قبل أن يرى ما يحاك ضده في هذا الزمن اللعين!

ومنذ القدم، نعلم أن العدو يبحث في نقاط ضعفك كي ينال منك، أما الآن نرى أن الأعداء أشد ضراوة وأكثر حنكة من ذي قبل. وأن دينك الذي تعتصم بتعاليمه، وتنأى بنفسك وعقلك وجسدك عن نواهيه هو السلاح الأكثر فتكًا لدى مريدي الهدم من الباحثين الجدد. وذلك في ظل غياب دور الأزهر الشريف «منارة» العلم، واستسلامه التام لكل ما يروج من مغالطات من الجميع، دون محاولة جادة لتصحيح الكثير من المفاهيم.

ففي السابق، كان المتطرفون يلبسون رداء القداسة والتدين لـيصلوا إلى ما يريدون. وبعد أن انكشفت الحيل القديمة، وبات التدين الشكلي غير ذي قيمة. ارتدوا رداء التوحش، بل واستشهدوا بروايات مغلوطة لـتشكيك الشباب في دينهم، ثم جاء الباحثون لـيضعوا البهارات على تلك الخلطة الجبارة الجاهزة، لـتكون وجبة دسمة لشباب الوطن العربي خاصة، وشباب العالم أجمعين.

وأصبح التراث الإسلامي هو المرتع لكليهما، كي يعبثوا بعقول شباب هذا الجيل، ونجد اليوم شبابنا حائرًا بين أفخاخ الجمود، وفخ الحداثة، أما الإسلام الوسطي فلم يعد له وزن عند كثيرين. فداعش تجتذب الشباب بالطعن في الصحابة والتابعين، وتلفيق روايات كاذبة إلى سيدنا أبي بكر الصديق.

وباحث يروج أن التراث الإسلامي «قمامة» ويجب حرقها، لأنه نبش بحافر وليس بـعقل رصين، وأصبح الشباب بلا «بوصلة» تنير لهم الطريق، وتبصرهم بكل ما يحاك من حيل شيطانية لهدم الدين من كلا الطرفين. وما زال الأزهر لا يعبأ بما يحدث، ولا يشعر ما به من تقصير حيال جيل وراء جيل.

فإذا كان ظن العلماء القدامى أن باب الاجتهاد في علوم الدين لن يُغلق حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فلماذا تم إغلاق هذا الباب منذ عشرات السنين؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل