المحتوى الرئيسى

اللاجئون السوريون بتركيا.. هموم المخيم والمدينة

02/01 12:12

تختلف ظروف اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات اللجوء في تركيا عن ظروف أقرانهم ممن دخلوا إلى قلب المدن والتجمعات المحلية وانخرطوا بين سكانها.

فبينما يعاني الفريق الأول من قلة الدخل وندرة فرص العمل والاعتماد المطلق على المساعدات الإغاثية، يواجه الآخرون مشاكل الاستغلال في الأجور وانتشار البطالة وانخفاض الدخل وتحديات الاندماج وتعليم الأبناء.

وقدر تقرير صادر عن المفوضية العليا للاجئين في أواسط العام 2016 تعداد المقيمين في مخيمات اللجوء بتركيا بنحو 217 ألف لاجئ، يتوزعون على 22 مخيما أنشأتها الحكومة التركية في المحافظات الجنوبية والجنوب شرقية.

ويمثل هذا العدد نسبة تقل عن 10% من التعداد العام للسوريين الذين دخلوا البلاد بصفة "لاجئ"، والذين قدر رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني السورية بتركيا خضر السوطري عددهم بنحو 2.9 مليون سوري، يشكلون نحو نصف تعداد السوريين الذين فروا من رحى الحرب الدائرة في بلادهم منذ ست سنوات.

ومن أهم المخيمات التي تؤوي اللاجئين السوريين مخيم أونجو بينار على الحدود السورية التركية في ولاية كليس، الذي تأسس عام 2012 ويضم نحو 14 ألف لاجئ، ومخيم الإصلاحية في غازي عنتاب الذي تأسس في العام ذاته أيضا.

أما مخيم عثمانية فتجري حاليا عملية استبدال الخيام فيه ووضع منازل خشبية جاهزة مكانها لإيواء أكثر من 16 ألف لاجئ.

وقد افتتح مخيم نصيبين في ولاية ماردين عام 2014 للاجئين من الأكراد الإزيديين، في حين يقيم لاجئون آخرون بمخيمات جيلان بينار في ولاية شانلي أورفا وكاركاميس وفي قرية اكجاكاليه وفي مخيم قهرمان مرعش.

يحصل اللاجئون في تلك المخيمات على معونات غذائية من خلال أنظمة توزيع "كوبونات" تتراوح قيمتها بين 40 و50 دولارا شهريا للفرد الواحد، كما يتلقى أطفالهم تعليما إلزاميا صارما وهم مؤمّنون صحيا لتلقي العلاج في المستشفيات والمراكز الطبية التركية.

لكن ذلك لا يغني لاجئا مثل سامر حليمة عن حاجته الطبيعية للعمل وكسب المال للإنفاق على أسرته المكونة من أربعة أطفال إضافة إليه وإلى زوجته.

نزح حليمة في العام 2012 عن مسقط رأسه في دوما بريف دمشق، وتنقل من قرية ومدينة سورية إلى أخرى، حتى استقر به الحال في إعزاز قرب حلب، وهناك عمل في بيع خبز كانت تعده زوجته في البيت.

لكنه اضطر للهجرة مجددا، كما يقول للجزيرة نت، أمام موجة من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة من قبل طائرات النظام في العام 2014.

يقيم حليمة حاليا في مخيم أونجو بينار، ويقول إن هناك ما هو أكثر أهمية للسوري من الحصول على قوت يومه من طعام وشراب، فهو بحاجة للعمل ولتأمين مستقبل أطفاله، لكنه أكد للجزيرة نت أنه لم يفكر البتة في السفر أو مغادرة البلاد "لا تهريبا ولا هجرة".

أما خارج مخيمات اللجوء حيث تقيم الغالبية العظمى من السوريين، فيبدو الوضع مختلفا، ففي مدن الولايات التركية الــ81 وبلداتها تمكن السوريون إلى حد كبير من بناء نشاطهم الإنساني الخاص وأصبحوا جزءا من المشهد الطبيعي للحياة اليومية في تركيا.

ووفقا لتقرير المفوضية العليا للاجئين، فإن العدد الأكبر من السوريين (أكثر من 385 ألفا) يقيمون في ولاية هاتاي بالجنوب، في حين يسكن أكثر من 377 ألفا في إسطنبول كبرى مدن البلاد، ويقيم 325 ألفا آخرين في غازي عنتاب جنوبي شرقي تركيا.

عندما تتجول في مدينة كإسطنبول، تسمع اللغة العربية بلكنتها السورية حاضرة في كل مكان إلى الحد الذي لا تثير فيه حتى انتباه الأتراك من أهل البلد الذين أصبح الحرف العربي جزءا من مزيج الأصوات التي تطرق آذانهم في كل مكان.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل