المحتوى الرئيسى

رامي يحيى يكتب: كلمة الرئيس في أسوان.. تلٌ من السلبيات واحتمالية طوق نجاة

02/01 10:24

عشان أكتب الموضوع ده، اضطريت أسمع كلمة ال href="/tags/120679-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A">الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حوالي 3 مرات، وإنه أمر -كما تدركون- رهيب، الرئيس اتكلم حوالي ساعة إلا رُبع.. ويمكن بسهولة تقسيم كامل كلمته لعدة أجزاء:

افتتح الرئيس كلمته بـ”أوفرتير” بالتأكيد على نهج الدولة المصرية في التعامل مع المشكلات، وهو السكوت عنها، حيث ماخلصش سيادته إن هناك شاب علق على مصيبة صرف مخلفات مصنع “كيما أسوان” في قلب النيل، فانبرى الرئيس في تعليمنا والشاب درس مفاده.. مايصحش نعلن عن المشاكل، عشان شكلنا مايبقاش وحش قدام الكوكب.

فاصل من الفوضى المتفق عليها، وهي فقرة محفوظة عبر التاريخ.. عبارة عن كومبارسات بيقوموا يقولوا كلام فارغ مفاده إن السيد المسئول ده جامد جدًا وإنهم بيحبوه بشكل رهيب وإن الحياة مستحيلة بدون نفس سيادته.. وإنهم -عليهم الطلاق- ما كانوا مرتبين الكلمتين دول ولا ليهم مصلحة إلا حب الوطن، وسمعني سلام “يعيش سيادته وإحنا مش مهم”

دي فقرة سابقة التجهيز، والحمد لله منزوعة الارتجال، كلام باللغة العربية مفيش فيه أي حاجة مفيدة أو مضرة.. وأساسًا موجه للخارج، تحديدًا دول حوض النيل وعلى رأسها أثيوبيا اللي سيادته هينطلق من أسوان لزيارتها، والرسالة مفادها أن الرؤية المصرية لأزمة مياه النيل مصدرها ميتافيزيقي، وهو إن النيل ده هبة الله لمصر وشعبها.. وإن مجرى النيل أبدي بناء على الإرادة الإلهية.

هنا بدأ الرئيس في رد التحية للصعيد وناس الصعيد والحبايب وأنا وأنت، ومنه انتقل لعالم الوعود المحفوظة من أيام ما وعينا على الدنيا، واختتم الفقرة بالإشارة إلى إنجازات الدولة في مجال تنمية الصعيد وتوفير فرص العمل لأهله، حيث وفرت الدولة قروضا بنكية ووجبات مدرسية وشققا سكنية، وعند الآخرانية دي أعلن سيادته عن محاولة الحكومة كروتة أبناء الصعيد بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.. وإن سيادته رفض عملية الكروتة دي بشدة وأصر على أن يتم بناء الشقق للصعايدة زي اخواتهم البحاروة حتى ولو الدولة كملت من جيبها، كأن للدولة ذمة مالية خاصة.. وهو المنطق المغلوط اللي بتتعامل به الدولة مع الشعب، وده أكده الرئيس في مناسبة تانية لما أعلن عن تبرع صندوق تحيا مصر بعدد 20 حضانة أطفال، فكان أداؤه في الإعلان وأداء الحضور في استقبال الخبر كأن الأمر هبة أو منة، وكأن الجمع ناسي أن الصندوق المذكور مصدر أمواله هو تبرعات المواطنين المصريين.

واختتم سيادته الفقرة بالتعليم على اللجنة المنظمة للمؤتمر، وبصراحة معاه حق، حيث علق على عدم ضرورة توفير عرض presentation قبل كلمة أي مسئول يقدم من خلاله كشف حساب قبل بداية كلمته، وده بصراحة “أ.. ب” الشغلانة أساسًا.

1- إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر.

2- إتمام المشروعات التنموية المخطط تنفيذها في قرى تهجير النوبة ومنطقة وادي كركر.

3- تحويل أسوان لعاصمة الاقتصاد والثقافة الإفريقية.

4- استبعاد منطقة خور قوندي، يقصد فورقوندي، من مشروع المليون ونصف فدان، مع وضع تصور كامل لمستقبل هذه المنطقة في خلال 3 شهور على الأكثر.

5- مراجعة موقف من لم يتم تعويضهم في الفترات السابقة لبناء السد العالي، من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهي اللجنة عملها خلال 6 شهور.

سادسًا: الارتجال.. أو فقرة ما بعد الختام:

وزي ما عودنا سيادة الرئيس وبعد ختام كلمته بثلاثية تحيا مصر.. دايًما سيادته بيكلمنا شوية تانيين بس من القلب بقى، من غير ورق ولا تحضير مسبق.

في الفقرة دي طلب الرئيس مننا نشتغل مرشدين على بعض، اللي يعرف مختلس ولا مرتشي ضروري يشتكيه.. وطبعًا اللي يعرف حد من أهل الشر أو من مشجعينهم ولا شكله مَأّيَّر من الحكومة، فورًا يضرب فيه بلاغ.

كمان أخيرًا استعنى النوبيين وقرر يكلمهم مباشرة، وأكد في كلامه ده على حق النوبيين إنهم “يتراضوا” وهو كلام يبدو لطيفا، بس قال تصور غريب جدًا عن عدد النوبيين، حوالي 100 ولا 200 ألف!

ملاحظات سلبية على كلام الرئيس:

حوار الرئيس حمل سلبيات كتير للنوبيين، حتى استثناء فورقوندي من الأراضي المعروضة للبيع لم يخل من السلبيات، مش بس النطق الخاطئ لاسم المنطقة.. كمان سحب الأراضي نفسه مكسب سلبي، طبعًا سحب الأراضي من المشروع مكسب يتحسب لقافلة  العودة النوبية، بس خلوني أقولكم إزاي المكسب بقى سلبي..

بعد كل الحراك اللي حصل على الأرض.. والتحرك الإعلامي والسياسي والمقابلات والمفاوضات، كلها خرجت بوعود شفاهية بالنظر في الأمر، وفي النهاية يتحرك الرئيس شخصيًا إلى أقصى الجنوب في زيارة محددة الموعد من مدة طويلة، وخلالها يعلن عن رفع منطقة فورقوندي من مشروع المليون ونص فدان، في إشارة واضحة أن المكسب الوحيد ده هو سقف ما يمكن أن يحلم النوبيون بالحصول عليه.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل