المحتوى الرئيسى

حسابات السلطة والمجتمع

01/31 21:29

يوم 18 يناير أقيم فى القاهرة حل استقبال بمركز الإبداع الفنى فى الأوبرا بمناسبة عرض فيلم أولمغرول 1890، وهو إنتاج مشترك بين اليابان وتركيا. كان الداعى إلى الحفل المركز الثقافى اليابانى بالقاهرة ومركز يونس أمره للثقافة التركية، وطبقا للطقوس المتبعة فى مثل هذه المناسبات فقد حضر السفير اليابانى ليلقى كلمة رمزية فى افتتاح الحفل وقبل عرض الفيلم، وكذلك القائم بالأعمال التركى نظرا لعدم وجود سفير بالقاهرة فى الوقت الراهن، وكان الجمهور خليطا من المهتمين بالزمر من المصريين نقلا عن أعضاء السفارة اليابانية والجالية التركية فى مصر. وحيث بدأ الحفل فقد السفير اليابانى وألقى كلمة، ثم فوجئ الجميع بأن إدارة مركز الإبداع قررت عرض الفيلم بدأ مباشرة بعد ذلك، بعدما تم تجاهل كلمة القائم بالأعمال التركى. فما كان من الرجل إلا أن أحضى حرجه والتزم الصمت، فى حين خيمت الدهشة على الجميع.

بعد ذلك بعشرة أيام عقد فى القاهرة اجتماع منتدى الأعمال المصرى التركى، حضره ممثلون عن الغرف التجارية من الجانبين. إذ ضم الوفد التركى عشرة من أكبر رجال الأعمال والصناعيين الأتراك. وقد أبرزت الصحف المصرية التى صدرت أمس (31/1) وقائع ما جرى فى جلسة الافتتاح التى تحدث فيها ممثلا الجانبين. ومما قاله السيد أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية أن الغرف محظور عليها الاشتعال بالسياسة، ولذلك فهى تقيم فاصلا بين المصالح التجارية والعلاقات السياسية. أضاف ان استثمارات تركيا فى مصر تجاوزت 5 مليارات دولار وإن صادرات مصر إلى تركيا فى العام الأخير قدرت بـ١.٢ مليار دولار فىحين أن واردات مصر فى تركيا ٢.٧ مليار، ثم أشار إلى أن مصر كانت وستظل بوابة تركيا للتصدير إلى أفريقيا، كما أن تركيا هى بوابة مصر للدخول إلى أسواق شرق أوروبا وآسيا الوسطى.

رفعت هيسار أوغلو رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية شدد على ضرورة الفصل بين الاقتصاد والسياسة. وفيه إلى عمق الروابط التى تربط بين البلدين مضيفا «إن الصداقة الجافة لا تكفى». ثم ذكر أن بلاده تتجه إلى إقامة شراكة حقيقة مع مصر، التى تتوفر لها إمكانيات واعدة تمكنها من النهوض فى المستقبل، منوعا إلى أن الإمكانيات المصرية لو وجهت على نحو صحيح فإن اقتصاد مصر يمكن أن يصبح من أقوى اقتصاديات العالم، وأشار فى هذا الصدد إلى أن مصر تعد الشريك التجارى الرابع لتركيا، وإن الشركات التركية العاملة فى مصر وفرت ٦٠ ألف فرصة عمل.

المقارنة مستحقة بين المشهد المفتقد إلى اللياقة الذى حدث فى مركز الإبداع الفنى وبين اللقاء الحميم الذى تم فى منتدى رجال الأعمال فى هذا الصدد فإن المرء لا تفوته يلاحظ أن جهازه مركز الإبداع اشتغلوا بالسياسة وتصوروا أنهم يخدمون الأمن والنظام، أما رجال الأعمال فقد ابتعدوا عن السياسة. وحرصوا على خدمة الوطن والدولة. الأولون كانت أعينهم على السلعة وحسابات اللحظة، أما الآخرون فكانت أعينهم على المجتمع وطموحات المستقبل.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل