المحتوى الرئيسى

وكيل «المخابرات الأسبق»: هذا دور عمر سليمان في يناير.. و«تيران وصنافير» سعودية

01/31 14:57

اللواء حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، ومسؤول ملف حوض النيل لمدة 17 عاما بجهاز المخابرات الحربية، وعضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، والقيادي بحزب المصريين الأحرار، قال إن جهاز المخابرات المصري، الأقوى في الشرق الأوسط، مؤكدا، سعودية «تيران وصنافير».

وكشف باشات، في حواره لـ «مصر العربية»، عن دور عمر سليمان، مدير جهاز المخابرات العامة، ونائب الرئيس مبارك في 25 يناير وحقيقة دعمه أو تخليه عن مبارك في تلك الفترة، ودوره في جهاز المخابرات، موضحا تفاصيل أزمة سد النهضة ودور أمريكا فيه،وما يحدث داخل حزب المصريين الأحرار.

عصام خليل يمول المصريين الأحرار

البنك الدولي توقف عن دعم «سد النهضة» وعاد بعد توقيع السيسي على الاتفاق الثلاثي في السودان

توجه المصريين الأحرار مع القيادة السياسية

المخابرات المصرية الأقوى في الشرق الأوسط

أمريكا أول من هدد مصر ببناء سد النهضة

لجنة الشؤون الإفريقية بلا موازنة ونطالب بوزارة لها

نواب يستخدمون البرلمان لتصفية حسابات مع الوزراء

ما علاقتك باللواء الراحل عمر سليمان مدير المخابرات العامة؟

اللواء عمر سليمان كان شخصية نادرة جدا، أتمنى أن تتكرر رغم أن هذا الأمر غير وارد، وقائد لديه سرعة بديهة ورؤية عالية جدا، تعلمنا منه في مجالنا كثيرا، وكنت في حالة اندهاش حينما كنا نقدم تقارير للوفود الأجنبية أنه دائما ما يأتي بمعلومات جديدة لا نعرفها، لدرجة أنه في بعض الأحيان قيادات أجهزة مخابراتية لدول أخرى كانت تجلس أمامه مثل التلاميذ، ونادرا ما كان يتعثر في أية أرقام أو أسماء أو مواقف.

هل اشترك عمر سليمان في الإطاحة بمبارك؟

هذا أمر غير صحيح، اللواء الراحل عمر سليمان، مصلحته الأولى والأخيرة مصلحة الدولة المصرية، وكان دوره نقل وجهات النظر بشكل مُحايد بعيدا عن أية توجهات نحو الرئيس مبارك أو أي أطراف أخرى، وفي النهاية مبارك كان صاحب القرار، وكانت هناك مطالبات بأن يتولى «عمر سليمان» منصب نائب رئيس الجمهورية وحينما تم تعيينه رفض الناس، وللأسف قوة الإخوان وقوى الشر أقوى من صوت الشعب، والقوات المسلحة لم يكن يمكنها القيام بدور ضد الشعب.

هل تعتبر 25 يناير ثورة أم مؤامرة؟

يناير ثورة حقيقية بدرجة امتياز، لكن ما حدث يوم 28 يناير دليل على وجود تخطيط مسبق مرتب جيدا، فكيف يتم تهريب المساجين في 3 أيام، ووضع خطة لفتح السجون ومقار الدولة، والدليل أنه في 24 ساعة فقط تم تهريب عناصر من ًحماس، ولا أريد تحميل الإخوان كافة الفضل ووجود مخطط عالمي.

الإخوان وشباب الثورة كانوا أدوات تم استخدامها لإشعال الأمر، وهناك عناصر مندسة من الشباب وضعوا أنفسهم بين الشباب المصري الثائر.

ما ردك.. يوجد صراع بين المخابرات الحربية والعامة، خاصة وأن الرئيس السيسي كان ضمن المخابرات الحربية؟

لا يوجد صراع أجهزة في مصر، وأقول لك إن نجاح ثورة 30 يونيو كان حصاد لتوحد وترابط قوي جدا وتطابق في وجهات النظر بين الأجهزة السيادية لحماية مصر من هذا المخطط الذي تعلمه أكثر من غيرها، ونحن رصدنا محادثات لاسلكية تتم بين مختلف الجهات وبعض العناصر الإخوانية وغير الإخوانية من المتآمرين.

جهاز المخابرات المصري.. هل هو الأقوى في الشرق الأوسط؟

بالفعل جهاز المخابرات المصري هو الأقوى في الشرق الأوسط، والدليل أنه أحبط أكبر مخطط في القرن الحالي، ومصر قاومت هذا المخطط وتساند باقي دول المنطقة بالكامل في مقاومته، وهذا يؤكد وجود جهاز قوي يعلم ما يحدث جيدا، وقوة الجهاز في الخبرات المتراكمة التي ورثها، كما أنه ليس منحازا لأي جهة أو طرف.

حينما كنت في الجهاز كنا نرفع تقارير خالية من أي تحيز، وظللت 3 سنوات وكيلا له، وقبل تركه ببضعة أشهر أخذنا كورسات لكيفية تحقيق الحيادية في التقارير والقرارات، وليس لدينا أية انتماءات سياسية أو دينية أو حتى رياضية.

الجهاز استطاع الحفاظ على نفسه، وهو عبارة عن صندوق أسود به تاريخ مصر منذ عام 1955، وإذا توافرت المزيد من الإمكانات المادية سيحتل مركزا أعلى مما هو عليه الأن.

تحدثت من قبل عن جاسوس يهودي سوري، ما قصته؟

كان هذا الشخص وأنا غير متذكر لاسمه عضوا في البرلمان السوري، ومن خلال المتابعة الدقيقة لتحركاته، ومن الصور الفوتوغرافية تم رصد صورته في أكثر من قضية مصرية إسرائيلية، وبعد البحث تأكدنا من وجوده داخل البرلمان السوري، وتم إيفاد مبعوث على رأس خبراء من الجهاز وبحث الموضوع مع الجانب السوري، انتهى إلى اعتقاله.

نذهب إلى حزب المصريين الأحرار.. من يموله؟

الممول الرئيسي للحزب، الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب وأخرين، لن أفصح عنهم، ولا أعلم عن قصة تمويل أحمد أبو هشيمة للحزب، والتصريح الذي أدليت به لأحد الصحف حول أن المهندس رؤوف غبور هو ممول الحزب بعد نجيب ساويرس غير صحيح، فغبور توقف عن دعم الحزب ماديا منذ فترة كبيرة.

وما ردك على وصف مجلس الأمناء ما حدث خلال المؤتمر العام بأنه انقلاب؟

ما حدث خلال المؤتمر العام الأخير الذي عُقد في 30 ديسمبر الماضي ليس انقلابا، لكن الحزب وجد أنه يريد الاستقلال بذاته بعد أن توقف تمويل نجيب ساويرس للحزب، حتى أنه قام بسحب المقر الرئيسي للحزب، والذي كان ملكا لساويرس ما جعل الحزب يتخذ موقفا أظهره المؤتمر العام، وإذا كان كلامهم حول وصف الأمر بأنه انقلاب لكان ظهر خلال المؤتمر ورأينا انقساما حول قرار حل مجلس الأمناء.

كيف ترد على مقولة «هل ده رد الجميل لنجيب ساويرس بعد ما فعله مع النواب»؟

ساويرس بالفعل وقف بجانب النواب خلال الانتخابات، وأنا لا أريد أن أجعل الأمور شخصية، وأقول إن قيادة المصريين الأحرار وقفت مع النواب ونحن لا نريد خلط الأمور وتوريط أعضاء الحزب في مشكلات ليست موجودة أساسا في الحقيقة، والإعلام يضخم الأزمة.

الحزب قال إن ساويرس كان يريد توجيهه لمعارضة الدولة؟

أنا شخصيا لم ألمس هذا الكلام، ونحن كنواب داخل المصريين الأحرار لا نقبل أي شيء يؤثر على التوجه المصري أو الخطة المصرية الموضوعة والتي شملها برنامج الحكومة، خاصة فيما يتعلق بإجراءات مواجهة الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها حاليا، ونحن نتضامن جميعا مع توجيهات الدولة بهذا الشأن.

في المرحلة الحالية نحن لدينا توجه مُوحد مع القيادة السياسية في كافة التغيرات لكي نعبر من الأزمة ونقف أمام أي شيء ضد المصلحة العامة للدولة.

بالحديث عن الحكومة، كيف ترى أدائها وهل تؤيد تغييرها؟

الحكومة لا يمكن محاسبتها لأنها لم تتجاوز العام، والفترة التي تواجدت فيها فترة صعبة جدا، كما أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، محتار في الشخصيات التي يختارها، الكل يرفض تولي الوزارات، «هيعمل أيه القماشة اللي قدامه بيختار منها».

الحكومة الحالية تزامنت مع وجود مجلس نواب ولذلك فهي تختلف عن سابقيها، الحكومات السابقة كانت تعمل بدون رقيب أو محاسب، وكذلك الأمر بالنسبة للمحافظين، هناك بعض الوزراء بحاجة إلى إعادة نظر، الناس في الدائرة غير متقبلة للحكومة ولن تتقبلها.

هناك أيضا تصفية حسابات مع الوزراء والمحافظين، ويوجد نواب داخل البرلمان لديهم مشكلات مع الوزراء يحاولون تصفيتها مع الوزراء والمسؤولين، بعضهم من لا يتقبل وزير الزراعة، وبعضهم معترض على التعليم العالي، والصحة، والتربية والتعليم، والتنمية المحلية، ووزراء المجموعة الاقتصادية، هل نُقيل الحكومة كلها؟، لابد من إيجاد مصدر الخلل ومعالجته.

ما ردك على إتهام إثيوبيا لمصر بدعم المعارضة المسلحة «الأورومو»؟

هذا الكلام عار من الصحة، وهناك موقفين يفسران هذه الاتهامات، أولهما أن أحد الصحفيين في شهر أكتوبر الماضي نشر بعض التصريحات من جانب جبهة الأورومو، وإثيوبيا اتخذت هذا الأمر ذريعة لمهاجمة مصر، وتواصلت مع الصحفي الذي نشر هذا الكلام، فأخبرني أنهم كانوا يتحدثون عن الواقع ولم تصدر أي إساءة لمصر، كما أن وزارة الخارجية المصرية ومجلس النواب وعلى رأسه الدكتور علي عبد العال تواصلوا مع الجانب الإثيوبي بهذا الشأن.

الأمر الثاني ـ الـ 12 مصريا المعتقلين في إثيوبيا وثبت عدم تورطهم في أي شيء، واعتقالهم موقف غريب من السلطات الإثيوبية، والأغرب أن الإثيوبيين لعبوا دورا هاما في البرلمان الأفريقي للإفراج عنهم.

هل قانون الإعلام المُوحد سيقضي على نشر الأخبار الكاذبة؟

إلى حد كبير سيساهم قانون الإعلام الموحد في القضاء على الفوضى الإعلامية الموجودة، وسيضمن عدم نشر أخبار ومعلومات كاذبة بسبب العقوبات التي وضعها القانون لهذا الأمر.

انتقدت الإعلام غير الرسمي، هل ترى أن الإعلام الرسمي قائم بدوره في نشر الحقيقة؟

هناك تقصير من جانب الإعلام الرسمي للدولة، والرئيس السيسي قال في حديث سابق حول أزمة سد النهضة «من يريد أن يعلم شيء يسألني أنا»، و«أنا» هنا ليست قاصرة على شخص الرئيس ولكنها تشمل كافة مؤسسات الدولة الرسمية.

سد النهضة، هل بات أمرا واقعيا؟

سد النهضة «هيتبني هيتبني»، عبارة عن كتلة خرسانية في دولة لها سيادة، وبدأ العمل فيه عام 2000 وكان حينها يسمى سد «إكس»، ثم تغير، من حق الدولة بناء ما تريده على أرضها، مشكلة سد النهضة في الفنيات المتعلقة بعمليات البناء، ومنها درجة ملء الخزان، ودرجة أمان السد، وإدارة السد، فمصر مصرة على الاشتراك مع السودان وإثيوبيا في إدارة السد.

الأزمة الكبرى في احتمالية انهيار السد بعد البناء، والذي سيؤثر بشدة على دول المصب، السودان يمكن أن تغرق كاملة خلال 20 دقيقة فقط، أو يتغير مجرى النيل من الأساس فالمياه ستجد لنفسها طرقا أخرى تشقها.

الملف الفني للسد تدرسه الدول الثلاث وشركتين محايدتين، الجانب المصري لديه فنيين على درجة عالية من الكفاءة والخبرة، وتمتعوا بالولاء والانتماء للدولة، كما أن الملف مدته حتى الانتهاء 11 شهرا، مضى منهم شهرين، وأطالب الخبراء والفنيين الذين يتحدثون عن هذا الأمر أن ينتظروا انتهاء تلك الفترة بعيدا عن حالة الاحباط أو التفاؤل.

ما تاريخ سد النهضة.. ومن أين بدأ.. مرورا بالرؤساء السابقين؟

قصة سد النهضة تعود إلى عام 1964 حينما تم بناء السد العالي، فعلاقة أمريكا في تلك الفترة توترت مع مصر، وأمريكا هددت مصر بإقامة سد في إثيوبيا يؤثر على السد العالي، لكن التكنولوجيا حينها لم تكن تسمح ببناء هذا السد خاصة مع طبيعة الأرض الإثيوبية، ومؤخرا قامت شركة إيطالية بتطوير تقنيات تمكن من بناء هذا السد، لكن تصميمه ما يزال موضع بحث، ونحن نرصد كل التحركات وعمليات البناء.

ما الحلول المتاحة أمام مصر؟

مصر أمامها 4 حلول لأزمة سد النهضة، الأول دبلوماسي، والثاني قضائي، ثم تعاوني، وأخيرا حل عسكري، لكن الحل العسكري مرفوض تماما، لأن ضرب طلقة واحدة على السد سيحول إفريقيا كلها ضد الدولة المصرية، ونحن لا نريد أن نستعدي «نملة»، لأننا بحاجة إلى 54 صوتا في إفريقيا للوقوف ضد قوى الشر.

الحل الدبلوماسي ناجح، والحل القضائي ناجح حتى أن البنك الدولي توقف عن الدعم المالي لكنه عاد بعد توقيع الرئيس السيسي على الاتفاق الثلاثي في السودان، وبالنسبة للحل التعاوني نحن مازالت أيدينا ممتدة للاشتراك في كل ما يخص التعاون بشأن هذا السد، يجب التأكيد على أن نهر النيل يُمثل هبة من الله للمنطقة، وحصة مصر تم تحديدها بـ 55.5 مليار متر مكعب من المياه وفقا لاتفاقية النيل عام 1929، وكان حينها تعداد سكان مصر 20 مليون نسمة، بينما ارتفع، إلى نحو 92 مليون، ونحن نعتمد على نهر النيل بنسبة 98%، في حين أن دول مثل أوغندا تعتمد على مياه النيل بنسبة 3%، والسودان بنسبة 14%، فمن باب أولى أن نحافظ على حصة مصر، على أن نحسن الاستفادة منها.

علاقتنا بأفريقيا كانت في أفضل حالاتها في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه لم يوجد فاصل بينهما، وتم فتح الجامعات المصرية أمام الأفارقة، ودعم كافة الدول وبالتالي لم يكن هناك مشكلة.

خلال فترة الرئيس السادات ومبارك، حدث تراجع للدور المصري في القارة الأفريقية، وكان هذا التراجع غير مقصود، بسبب تورط مصر في القضية الفلسطينية.

«الأفارقة للأسف مش زي الأول وينطبق عليهم مثل العروسة مهرها غالي»، وتتهافت عليها الدول لتأخذ أكبر خير موجود في القارة السمراء.

ما حدث في اتفاقية عنتيبي تمرد من دول حوض النيل ضد مصر، وكانت تمهيد لما سيحدث في ثورة 25 يناير، بوضع مصر تحت ضغط إلى جانب أنهم أصبحوا ينظرون إلى العرب على أنهم دول مُمزقة ومتصارعة.

لكن في ظل وجود الرئيس السيسي الأمر اختلف، وأسوأ فترة في تاريخ مصر وعلاقتها بإفريقيا كانت خلال فترة حكم جماعة الإخوان، لكن السيسي ومنذ اليوم الأول وجه اهتمامات عالية جدا بالشأن الإفريقي وكان رد فعله بعد الانسحاب من المؤتمر العربي الإفريقي رد اعتبار للعرب في إفريقيا، وهناك دول عربية لم تنسحب، بخلاف دول الخليج وتحديدا 8 دول.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل