فيروز وفيلم «ياسمين»..نجاح رغم سخرية «عبد الوهاب» ورفض «فاتن حمامة»

طفلة معجزة، هكذا لقبت، بعد أن دخلت عالم التمثيل وعمرها لم يتجاور الـ7 سنوات، ورغم أنها لم تقدم سوى 10 أفلام إلا أنها أبهرت الجمهور وأصبح اسمها عالقًا في الأذهان، إنها الفنانة فيروز الصغيرة، التي تحل اليوم الإثنين الذكرى الأولى لوفاتها، والتي ولدت في 15 مارس عام 1943، ورحلت في 30 يناير 2016.

الفنان اللبناني إلياس مؤدب اكتشف موهبتها فكانت تجمعه بعائلتها علاقة صداقة، وفاجأته الصغيرة بإحدى الجلسات العائلية بقدرتها على الرقص والغناء، فاستأذنهم فى اصطحابها معه للغناء فى مسابقة لمواهب الأطفال بملهى «الأوبرج» فى حضور الملك فاروق، الذي أعجب بها فمنحها أول مكافأة كبيرة قدرها خمسون جنيهًا.

بعد تكريم الملك فاروق لها التف حولها المنتجون السينمائيون، إلا أن «مؤدب» اختار الفنان أنور وجدي من بينهم، ليوقع معه والدها عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته 1000 جنيه عن كل فيلم.

الطفلة الصغيرة اسمها الحقيقي «بيروز أرتين كالفايان»، فقام أنور وجدي بتغييره إلى «فيروز» واستقدم مدربين أجانب لتدريبها عدة أسابيع وتهيئتها لأول بطولة سينمائية عام 1950 من خلال فيلم «ياسمين».

أحداث الفيلم دارت حول رب أسرة لا يحب إنجاب البنات، فتنجب زوجته ابنة أخرى يطلق عليها «ياسمين»، فيأخذها ويتركها على باب أحد الملاجئ، وبعد فترة يموت الأب وتكبر الطفلة وتهرب من الملجأ وتنضم إلى عصابة من الأطفال محترفى النشل.

تستكمل أحداث الفيلم بمقابلة عازف سكسفون صدفة بياسمين، وكان عاطلاً عن العمل، وطلب منها أن تعاونه في مهنته وأن تترك طريق الجريمة وتتوب وتعيش معه فترة ثم تضيق بحياة الشرف وتهرب وتعود مرة أخرى للعصابة، ويكتشف العازف أن ياسمين ما هى إلا حفيدة رجل ثري يسعى لمقابلته، ويبحث جدها وأمها عنها لكنهم يفشلون في العثور عليها، وتتفق مع الأطفال الآخرين للسطو على إحدى الفيلات، وتكون هى فيلا الجد، ويتم القبض على العصابة وتعود «ياسمين» إلى أمها وتتزوج الأم من العازف.

كان من المفترض أن يكون «ياسمين» عملاً مشتركًا بين «أنور» والموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، إلا أن الأخير لم يقتنع بفيروز وخاف أن يغامر بأمواله في فيلم تقوم ببطولته طفلة لا تجيد سوى غناء «المونولوج»  معاتبًا أنور وجدي «ازاي تغامر بفلوسك في فيلم البطلة فيه طفلة تصلح لأن تغني مونولوج فقط؟»، لكن وجدي أصر عليها وخاض المخاطرة وحده.

لم يكن «عبد الوهاب» وحده الذي رفض المشاركة في «ياسمين»، ولكن الراحلة فاتن حمامة هي الأخرى لم توافق أن تشارك في الفيلم أيضًا، نظرًا لأنها لن تكون نجمته الأولى، بينما طفلة عمرها 7 سنوات هي البطلة.

ورغم كل هذه المعوقات إلا أن أنور وجدي لم يتراجع، وأكمل الفيلم وليضمن نجاحه نشر في صباح العرض إعلان في الصحف المصرية يدعو كل أطفال مصر لحضور حفله العاشرة صباحًا التي سيعرض فيها «ياسمين»، وأن البطلة الصغيرة ستوزع عليهم الهدايا، وملأ مداخل دار سينما الكورسال بالهدايا المنوعة والبالونات كنوع من الدعاية التى ابتكرها.