المحتوى الرئيسى

شاهد| كيف صاغ فتحي رضوان مشهد النهاية المأساوي للمهاتما غاندي؟

01/30 15:33

بفلسفة في غاية البساطة قاد المهاتما غاندي بلاده نحو الاستقلال، حيث أرسى ثلاثة مبادي، هي المقاومة السلبية، العمل، والنضال، وسرعان ما التف حوله الهنود داعمين إياه، مما ساهم في ذيوع اسمه في الهند وخارجها كرمز للمقاومة المستنيرة للاستعمار.

فالرجل صاحب الفسلفة الخاصة في التعامل مع تطورات العصر، التي ينتجها الغرب ممثلا في الامبراطورية الانجليزية، التي جثمت على بلاده سنوات عدّة، لم يأخذ منها سوى دراسة الحقوق، أما ما تنتجه من معدات وأسلحة كان يمقتها.. وكأن ما كرهه كان يبادله نفس الشعور، حيث بثلاثة رصاصات غادرة، صوّبها نحوه ناثورام فنياك جودس، محرر جريدة «هندور اشترا»، ذات التوجه المتطرف والمعارض لمساعي غاندي للتآخي بين الهندوس والمسلمين.

مشهد قتل غاندي، الذي تحل ذكراه الأليمة اليوم، أثار فضول الكاتب والمفكّر المصري فتحي رضوان، كى يدونه في كتابه «عظماء الشرق».

«في الساعة الرابعة والنصف من مساء ذات ليلة، أو بعد ذلك بدقائق، كان غاندي في قصر بيلا، يتحدث مع السردار باتل نائب رئيس وزراء الهند، ولكنه قطع حديثه ونظر إلى ساعته المُدلاة من الشملة القطنية التي يلتحف بها وقال لمحدثه: دعني أذهب.. ثم أردف ــ إنها ساعة الصلاة ــ

ثم قام ونهض معتمدًا على كتفى حفيدتِى أخته، الآنستين آفا ومانو، وسار الي المنصة التي اختارها ليشرف منها على جموع المصلين الذي ألفوا أن يشاركوه الصلاة ثم صعد في بطء الدرجات الثلاثة المؤدية الي المنصة، فتقدم اليه شاب قصير ممتليء يرتدي سراويل رمادية، وصدارة صوفية (بلوفر) زرقاء وسترة صفراء، ثم ركع عند قدمى غاندي، ووجه إليه الخطاب قائلا: لقد تأخرت اليوم عن موعد الصلاة، فأجاب المهاتما: "نعم قد تأخرت".

ولم يكن هذا الشاب سوى ناثورام فنياك جودس، محرر جريدة (هندور اشترا) المتطرفة، التي لم تكف عن اتهام غاندي بخيانة قضية الهندوكيين بتسامحه مع المسلمين، ولم يكد يُتم المهاتما هذه الجملة القصيرة حتى انطلقت ثلاث رصاصات، لا أربعة، من مسدس برتا صغيرة، أصابت اثنتان منهما بطنه، والثالثة صدره، وهتف غاندي: "أى رام، أى رام" ثم سكت ولم يتكلم.. ولم يكن رام هذا الذي كان اسمه اخر ماجرى علي شفتى هذا الإنسان الخالد، سوى بطل من أبطال القصص الدينية تقص سيرته كنموذج رفيع للتضحية وبذل النفس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل