اعتصام في التلفزيون السوري.. هل يشارك المدراء به؟

يعيش موظفو الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا حالة من الترقب والتوتر بانتظار صدور أسماء الموظفين “الفائض” في الهيئة، مع ورود اشاعات أنها ستصدر خلال الساعات القليلة القادمة.

حيث سيتم نقل المئات من عمال الهيئة من مهندسين واعلاميين إلى مؤسسات حكومية أخرى بوصفهم فائضاً عن حاجة التلفزيون السوري، ماأثار امتعاض العاملين به.

الإمتعاض وصل ليشمل بعض المدراء الرئيسيين في الهيئة، حيث وقع كل من وضاح الخاطر مدير إذاعة سوريانا، وهيثم حسن مدير الفضائية السورية، ووسام داوود مدير المركز الإخباري، وقعوا بياناً جريئاً أعلنوا فيه أنهم يعتبرون أنفسهم “فائضاً” مع باقي الزملاء ضمن القوائم التي ستصدر قريباً، ونشروا البيان على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”

وجاء في البيان حرفيا : نحن الموقعين أدناه، هيثم حسن مدير الفضائية السورية، وضاح الخاطر مدير إذاعة سوريانا، وسام داوود مدير المركز الإخباري، نعلن انحيازنا الكامل والمطلق للعاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ممن صنّفوا بشكل اعتباطي على أنهم (فائض) لا حاجة له في الهيئة المحترمة، ونؤكد أننا نربط مصيرنا بمصيرهم، فإما نبقى معاً، أو نمضي معاً، إذ لا يمكننا السكوت على وصم الناس بأنهم بلا فائدة، عبر إجراءات ارتجالية غير مدروسة.

ولا نقبل مطلقاً أن يتم التعامل مع مواطنين سوريين، أياً يكن وضعهم أو مرتبتهم الوظيفية بهذا الاستخفاف بهم وبذويهم وبمستقبلهم قبل حاضرهم. وندعو الجهات التي تحضّر لما يسمى قوائم (الفائض)، للتروي ومراجعة نفسها وجدانيا وأخلاقيا وقانونيا، وأن تسأل نفسها: ماذا ستقول لأبناء موظف ملتزم بعمله لسنوات طويلة، عندما يسألونها: لماذا تهينه وتصفه بأنه بلا فائدة؟ وماذا ستقول لأبناء موظف على نظام البونات، عندما يعود في آخر الشهر إلى أطفاله بلا راتب أو بالأصح بلا خبز؟؟!

كما نسأل هذه الجهات: لماذا تصر على القول بأن المديرين المباشرين هم من وضعوا هذه القوائم!! وتعمل كمن يدبّر مكيدة، أو ينفذ مؤامرة!! وإن كانت مقتنعة بما تفعل، لتقل لنا ممَّ تخاف؟ كما نعتقد أن القول بأن الهدف من هذه العملية مكافحة الفساد لم يعد يقنع أحداً، لأن من يشملهم هذا القرار العتيد، لا يملكون قصورا في العاصمة أو سواها، ولا حسابات في سويسرا.. وأكثر من ذلك،

معظمهم يعيشون في عشوائيات لا يسكنها إلا الفقر، ولذلك إن كان هؤلاء هم الفاسدين في بلدنا، فإننا مع الفساد الذي يمارسه الفقراء ليطعموا أطفالهم. ويهمنا أيضا أن نؤكد لجميع المتسائلين عن ماهية هذا القرار ومن وراءه، أن أيّاً من المديرين المباشرين، لم يكن له يد في هذا الإجراء الذي يتنكّر لجهود الناس وإخلاصهم وصبرهم. وأخيرا فإننا نطلب من إداراتنا المحترمة ومن وزارتنا وحكومتنا أيضاً العودة عن هذا القرار، وإذا كان ذلك صعباً، فليعتبرونا من ضمن الفائض، إذ لا نرى معنى لوجودنا في مكان يظلم فيه الفقير الصابر، وتقدم التشريفات للفاسدين المغامرين.

وأكدت مصادر خاصة للحدث نيوز عن نية موظفي التلفزيون السوري من اعلاميين ومهندسي الاعتصام أمام مبنى التلفزيون الرسمي في العاصمة دمشق دون أن تأكد المصادر أو تنفي مشاركة المدراء الموقعون على البيان والسابق ذكرهم في الاعتصام.