المحتوى الرئيسى

بعد موسكو.. عاهل الأردن إلى واشنطن حاملا ملفات ملتهبة

01/30 10:54

يبدأ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، اليوم الإثنين، زيارة لواشنطن يلتقي خلالها "أركان الإدارة الأمريكية الجديدة والكونجرس"، بحسب الوكالة الأردنية الرسمية للأنباء (بيترا)، التي لم توضح إن كان سيلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أم لا.

وخلال زيارته، وهي الأولى لزعيم عربي منذ تنصيب ترامب رئيسا في العشرين من الشهر الجاري، يحمل عاهل الأردن ملفات ملتهبة، أبرزها الوضع في جارات المملكة الثلاث العراق وسوريا وفلسطين، والدعم الاقتصادي لعمان، فضلا عن رسائل محتملة من موسكو إلى واشنطن، وفق خبيرين سياسيين ونائب أردنيين.

وأثناء زيارته لموسكو، الأربعاء الماضي، التقى العاهل الأردني مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وشكر الأخير الملك عبد الله على موقفه من عملية السلام السورية، التي شهدت، هذا الشهر، مفاوضات في العاصمة الكازخية أستانا.

زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة الأمريكية بعد زيارة القطب الآخر في العالم، وهو روسيا، اعتبر الخبير السياسي، عامر السبايلة، أنها "تأتي في وقت يحتاج فيه الأردن الى إيجاد حالة من التوازنات الدولية في مسألة مكافحة الإرهاب ومواجهة تداعياته القادمة من سوريا والعراق وانعكاساتها على الأردن".

كما أضاف السبايلة، أن "القضية الفلسطينية، وخطر التطورات الأخيرة فيما يتعلق بتبدد حل الدولتين ومسألة القدس، على الأردن، ستكون حاضرة في لقاء الملك بواشنطن.

ويوما بعد آخر تتصاعد التحذيرات الغربية، وأبرزها على لسان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في آخر مؤتمر صحفي له، من أن استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يقوض فرص حل الصراع على أساس قيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل.

الأردن يخشى أيضا من تداعيات أن يقدم ترامب على تنفيذ وعده الانتخابي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس الفلسطينية المحتملة؛ ما سيعني اعترافا أمريكيا بـ"بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل"، بينما ترفض الأمم المتحدة الاعتراف باحتلال إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، ثم ضمها إليها.

ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية بالأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وبقية أوقاف القدس الشرقية، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلال إسرائيل للمدينة. كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس، بموجب اتفاقية اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1994.

ولا تخلو زيارة العاهل الأردني لواشنطن من هدف اقتصادي، فالمملكة، ووفق الخبير الأردني "تحتاج إلى اهتمام اقتصادي أكبر من قبل الحلفاء".

وموضحا، تابع أن "هذا يعني ضرورة العمل على تحقيق استفادة اقتصادية، واستثمار الأهمية الجغرافية للمملكة في تحقيق مكاسب اقتصادية مستقبلية عبر تدعيم الاقتصاد الأردني، والحصول على ضمانات بمساعدات تمنع خطر الانهيار الاقتصادي". وبشكل أساسي، يعتمد اقتصاد الأردن على المساعدات الخارجية.

وعامة، فإن الأردن، بحسب السبايلة، "معني برؤية الطرفين (الأمريكي والروسي) في هذه المرحلة، ورمزية الذهاب إلى واشنطن تأتي من أن ملفات المنطقة التي تمس الأردن باتت مشتركة بين الطرفين، فإدارة ترامب تملك تقاطعات مع الإدارة الروسية في بعض الملفات التي تهم الأردن، ولاسيما مكافحة الإرهاب".

معتبرا أنه "كان هناك موضوعين رئيسين (للعاهل الأردني) مع بوتين، هما القضية السورية والعلاقات بين البلدين"، رأى محمد كنوش الشرعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك (حكومية) أن "زيارة الملك عبد الله لواشنطن تستهدف بحث القضية الفلسطينية وإيجاد حل للملف السوري".

الشرعة رجح، "أن يكون في جعبة الملك رسائل من الروس لواشنطن حول القضية السورية على وجه الخصوص، وحول منطقة الشرق الأوسط عامة؛ لإيجاد حل متفق عليه مع الإدارة (الأمريكية) السابقة بخصوص المرحلة الانتقالية التي تهدف إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا عبر حكومة ائتلافية".

متفقا مع الشرعة، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) رائد الخزاعلة، إن "القضية الفلسطينية هي أولوية دائمة للملك عبد الله وللشعب الأردني أيضا".

ومنذ أبريل 2014 والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض، والإفراج عن أسرى فلسطينيين قدماء في سجونها.

وحول مؤشرات زيارة واشنطن عقب زيارة موسكو، اعتبر الخزاعلة، أن "القضية السورية هي محور الحديث.. لكن من المستبعد وجود رسائل من موسكو إلى واشنطن؛ فالخطوط مفتوحة بينهما مع وجود تفاهمات سياسية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل