المحتوى الرئيسى

"غاندي".. 79 عامًا من النضال لتحقيق السلام

01/29 20:41

ما بين الكفاح والسياسة والتسامح، عاش الزعيم الهندي "مهاتما غاندي" ما يقرب من 79 عامًا، يدافع عن حقوق المسلمين في بلاده، يحاول جاهدًا أن يُرسخ فكرة السلام في العالم أجمع، بعدما نضج من خلاصة لعلوم كثيرة، وتجارب عدة في الحياه المتنوعة، دفعته لكره الظلم والاستبعاد.

ولد "غاندي" الذي تحل ذكرى وفاته في تلك الآونة عام 1869، لعائلة محافظة لها خبرات طويلة في العمل السياسي، كان جده رئيس وزراء إمارة "بوربندر" الهندية، كما كان للعائلة مشروعاتها التجارية المشهورة، وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الـ13 من عمره ورزق بأربعة أولاد.

سافر "غاندي" إلى بريطانيا، إذ درس القانون، واكتشف دينه المسيحية، وقرأ الانجيل بتمعن شديد مستلهمًا منه دروسًا ومواعظ كثيرة في الأخلاق والسياسة، وعاش الشهور الأولى هناك في حال من عدم التوازن والرغبة في أن يكون مثل النبلاء البريطانيين، لكنه سرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد.

فعاد الزعيم الهندي إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق، فأخذ يتعلم القانون، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويقبل ما يشبع العقل، ويوحد عقله مع دينه، ويطابقه بما يملى عليه ضميره، وهنا بدأت شخصيته تتضح.

وعانى من العنصرية كثيرًا، وكان ذات مرة في قطار ولجهله بالقوانين ركب في الدرجة الأولى، وقد قام أحد الركاب البيض بالتبليغ عنه، وبالرغم من أن غاندى كان قد دفع ثمن تذكرته، وكان يرتدى بدلة ثمينة، فإنه طرد بالقوة من عربة الدرجة الأولى.

وكان ذلك الموقف دافعًا قويًا له للخوض في مسيرة حقوق الهنود، في جنوب إفريقيا، ولكن وقف الاحتلال في وجهه فنصحه كثيرون باللجوء إلى الكفاح المسلح، غير أنه رفض ذلك رفضًا قاطعًا.

كرس "غاندي" حياته عقب عودته من بريطانيا إلى النضال بالطرق السلمية، وأسس حزبًا، وأصدر جريدة حملّت اسم"رأي الهند" وشيئًا فشيئًا أصبح مناضلًا سياسيًا معروفًا، ويرجع ذلك إلى تأثره بأفكار الكاتب الأمريكى "دافيد تورو"،  الذي اعتقد أن المواطنين لهم الحق والواجب في عصيان القوانين اللاأخلاقية.

آمن "غاندى" بإن النضال السلمي هو التكتيك النضالي الوحيد المحتمل ضد الإمبراطورية، فقد كان يعلم أن كل حركة مسلحة في مواجهة القوة العسكرية البريطانية مآلها الفشل، وهو ما دفعه ليكون مؤسس فلسفة "الساتياجراها"، التي تعني باللغة السنسكريتية "الإصرار على الحق" أو "قوة الحق"، والتي تركز على المقاومة غير العنيفة كوسيلة لتحقيق الإصلاح الاجتماعي والسياسي.

أسس الزعيم الهندي حركة العصيان المدني، بسبب كرهه الشديد للظلم والاستبداد، وبعد ترسيخها ألهمت تلك الحركة الملايين حول العالم للحصول على الحقوق والحريات، ومن وقتها عُرف فى جميع أنحاء العالم باسم "المهاتما غاند"، والتى تعنى باللغة السنسكريتية "الروح العظيمة".

ومن أجل ترسيخ ذلك المبدأ ونشر حركة العصيان، واتخذوسائل عدة لسياسة اللاعنف، منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني بالسجن، ولم يخش أن تقوده هذه الأساليب إلى الموت، واستمر وفيًا لمبادئه طوال أيام حياته، إذا عاش معتبرًا أن التسامح وعدم العنف ليس عجزًا أو ضعفًا.

وبالرغم من كبر سنه، إلا أنه ظل يعمل لأجل حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير العاملين في مزارع قصب السكر، ولم يكن يعرف معلومات كثيرة عن الاضطهاد والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ولكن مع مرور الأيام على وجوده في جنوب إفريقيا؛ اطلع على العديد من الحقائق والوقائع المفزعة الخاصة بممارسة التمييز العنصري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل