المحتوى الرئيسى

باسيل: غربال الانتخابات يفصل الحبة الكبيرة عن الصغيرة

01/29 19:58

أحيت بلدية الغبيري الذكرى السنوية الحادية عشر على توقيع ورقة التفاهم بين الأمين العام ل”حزب اللهالسيد حسن نصرالله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال احتفال أقيم في صالون كنيسة مار مخايل، حضره رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، وزير البيئة طارق الخطيب، النواب: علي عمار، آلان عون، بلال فرحات، ناجي غاريوس وحكمت ديب، رئيس بليدية الشياح ادمون غاريوس، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير في قضاء بعبدا، وممثلون عن الأحزاب.

بداية الحفل، ألقى الأب سليم مخول كلمة تمنى فيها “أن تمتد الثمار الحلوة، التي نتجت عن تفاهم “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، وتشمل تفاهمات جديدة مع غير قوى على الساحة اللبنانية”.

وأثنى على ورقة إعلان النوايا بين التيار و”القوات اللبنانية” متمنيا أن “تشمل كل القوى المسيحية ليصبح لبنان للكل”، كما تمنى على باسيل أن “لا ينزل تحت غربال “التيار الوطني الحر” شباب كانوا مع التيار أيام الظلم والقهر، وأن يبقوا إلى جانبه في فترات النشاط من أجل المستقبل الواعد”.

بدوره، قال النائب ناجي غاريوس: “إن التفاهم التاريخي بين التيار و”حزب الله” كسر التباعد والحواجز النفسية التي تراكمت خلال الأحداث. وقد حصد لبنان والشياح الخيرات منه، حيث فتح صفحة جديدة في التواصل والتعامل بصدق ومحبة بين أبناء المنطقة”، متنميا الوصول إلى قانون إنتخابي يضمن حق التمثيل للجميع.

من جهته، أشار رئيس بلدية الشياح إلى أن “الأيام أظهرت أن ما قام به التيار و”حزب الله” كان الفعل الصواب، وخطوط التماس أصبحت خطوط تلاق، ولم يستطع احد كسر هذه المعادلة”. وقال: “الجهد الذي يقوم به باسيل أوصل اللبنانيين للقيام بتفاهمات مع غير أحزاب سياسية. ومن خلال موقع باسيل الشاهد على الأمن والاستقرار والإنماء في المنطقة رغم كل الأحداث الأليمة”، مثنيا على دور الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية.

وأكد أن “التفاهم بين التيار و”القوات” انعكس ايجابا على أبناء المنطقة، واننا نعيش حالة وحدة وطنية، والشباب يتطلع بأمل إلى العهد الجديد”.ثم ألقى عمار كلمة، قال فيها: “منذ 11 عاما اجتمعت قامتان كبيرتان في وطن الرسالة والثروة الإنسانية، وفي وطن الميثاق بمعناه الإنساني والوطني، لا لتوقعا على تفاهم عادي كما يحصل من تفاهمات بين خطين أو تيارين أو حزبين سياسيين، إنما لتوقعا على تفاهم أرادت منه أن يكون نموذجا تسلكه كل المكونات التي تمتلك مصادر الطاقة التي انطلق منها هذا التفاهم”.

ولفت إلى أن “عناصر سر الطاقة في القامتين كانت الصدق والأمانة والترفع، ناظرين إلى هدف واحد ألا وهو بناء الدولة، وإعادة الإعتبار إلى الوطن التي لطالما افقدته اياها أياد مدنسة سواء من الداخل أو الخارج”.

وقال: “إن هذا التفاهم جاء ليقول بلغة الرئيس الأمين العماد ميشال عون: “يا شعب لبنان العظيم” بفرادته.. ويا شعب لبنان العظيم بتنوعه، ويا شعب لبنان العظيم الممتلئ طاقات استطاعت أن تساعد في بناء كل مجتمعات العالم، وليقول أيضا: “يا شعب لبنان العظيم” إن الذي افتعل ما افتعل بينكم من دسائس إنما لا يسقط إلا بلغة واحدة، هي التفهم والتفاهم، لغة الإعتراف بالآخر والقبول به، وهي لغة لا تعرف بأي شكل الإقصاء والإلغاء”، مضيفا: “نحن اللبنانيين متعطشون إلى دولة التغيير والإصلاح، إلى دولة تطرد كل الفساد والمفسدين، متعطشون إلى إدارة مطهرة من كل الدنس السياسي الذي يدفع اللبنانيون ثمنه، ومتعطشون لأن نصبح واحدا في وطن واحد، وأي خطاب بالخلفية الطائفية والمذهبية او الطبقية هو مرفوض”.

واعتبر أن “اللبنانيين يريدون بأسرع وقت ممكن، وهذا طبعا ليس من مسؤوليتكم فقط إنما من مسؤولية كل القوى السياسية، قانونا عصريا لا يقصي أحدا ويتفهم هواجس الجميع، نستطيع من خلاله أن نحقق التمثيل الصحيح لأعلى مستوى من الشرائح الوطنية”، آملا “قفزة نوعية استراتيجية في المستقبل، لنشرك إبن الثامنة عشر بالإنتخابات، ولنعطي المرأة حقها في المشاركة السياسية. وأي “مقص” يحاول أن يفصل قانون الإنتخابات على مقاسات مذهبية، يقص مستقبل لبنان وطموح اللبنانيين”.

وختم: “نريد أن نعيد لمؤسسات الدولة اعتبارها لتكون مؤسسات دستورية”. وحيا “جنود وضباط الجيش الأبي واخوانهم من الذين يترصدون عدوين خطيرين: الإسرائيلي والـ”داعشي” التكفيري في جنوب لبنان وشرقه، على التضحيات الكبرى التي يقدمانها لحماية لبنان، فلولا عرقهم وعرق الأخوة والمقاومة، ما كنا لنجتمع”

بدوره، قال باسيل: “ان هذه المناسبة لا تعيدنا فقط احد عشر عاما الى الوراء، بل تاخذنا منه سنة الى الامام، لنعرف كيف نفكر ونتعلم من اخطائنا، ونعرف كيف سنبني مستقبلا لبلدنا”، مؤكدا ان “البلدان لا تقوم الا على القوة”، لافتا الى أن “اهم عنصر في تفاهم السادس من شباط، انه اعاد معنى القوة الى الولة، لانه تم بين اقوياء، والقوة هي التي سمحت للتفاهمين يصمد، وقوته القائمة على الثقة والصدق وعلى قناعة كبيرة، بأن نحن لا يوجد لدينا الا هذا البلد، مهما اختلفنا، وكيف افترقنا من خلال دين او فكر او حزب. ففي النهاية نحن نتشارك ارضا وتاريخا، ومحكومان بأن نتشارك المستقبل، لذلك صمدنا بوجه كل الصعوبات الداخلية والخارجية وهذا التفاهم هو “بي التفاهمات”، ولم يبق يتيما فقوته سمحت له بأن ينجب تفاهامات أخرى وقوة أصحابه وثقتهم ببعضهم بعضا، سمح بانبثاق تفاهمات اخرى، والذين اعتقدوا ان اي تفاهم او علاقة ثنائية ستأتي وتهدم التفاهم الاساسي كانوا على خطأ”.

أضاف “نحن اليوم اصحاب تفاهمات وطنية لمصلحة الوطن، وهذه التفاهمات تأتي في حين يبنى جدران في العالم، ونحن بناة الجسور ولا نبني جدرانا”، معتبرا أن “تفاهم الشياح بين التيار الوطني الحر وحزب الله، هدم حائطا كبيرا بين اللبنانيين هو خطوط التماس، وبتفاهم التيار مع القوات اللبنانية، ازلنا جدرانا صغيرة بين الاحياء والبيوت اللبنانية”.

وتابع: “بتفاهمنا مع المستقبل، سنهدم حائطا منعنا من الالتقاء على فكرة الشراكة وبناء الدولة، وهذا يتطلب الذهاب بفكرة الشراكة الى الاخر، لان الشراكة بالنسبة لنا لم تكن فقط رئاسة الجمهورية، والذي اعتقد انه اشترانا بالرئاسة ليسكتنا عن الشراكة الكاملة بالحكومة وبمجلس النواب، فهو اخطأ، ويخطئ من يعتقد ان العماد عون يريد ان يعيش فقط ترف القصر، فرئاسة الجمهورية دورها الاساسي حماية الدستور وأن تعيد للبنانيين حياتهم المشتركة الكاملة. ويبقى علينا انجاز قانون انتخابي يعطينا حدا ادنى من مفهوم الشراكة، وهذا امر ليس صعبا بعد كل الذي مر علينا”.

وإذ أكد أن “التفاهم سمح لنا بتفهم بعضنا بعضا”، أشار الى ان “التفهم هو المطلوب من قانون الانتخاب، وعلى الجميع تفهم بعضه بعضا، ونحن نعيش ضمن نظام ديمقراطي لا احد يستطيع الغاء الاخر، وضمن العقل المتفهم سيعمل قانون الانتخاب”.

وفي موضوع الانتخابات، قال: “ان الخيارات امامنا كثيرة وكلنا يتنازل ويضحي. وقد وضعنا ثلاثة خيارات على الطاولة:

اولا: المختلط بالعدد، بالمقعد وهذا اقتراحنا.

الثاني: المختلط بالتأهل على مرحلتين، مرحلة اولى عبر دائرة صغرى او متوسطة ومرحلة ثانية نسبي بدائرة اوسع.

الثالث: هو التصويت المحدود وهو خليط بين نسبي واكثري”.

وأكد ان “التيار الوطني الحر لا يضع شروطا الا المعايير الواحدة، وكلنا اتفقنا على انه لا للتمديد ولا للستين”، مذكرا ب”موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعدم الوقوع بالفراغ، والاسراع بانجاز قانون انتخاب جديد”، لافتا إلى ان “قانون الانتخاب، والانتخابات هي التي تحقق الاستقرار السياسي الدائم في البلد”.

وقال: “نحن اصبحنا في مرحلة قريبة من تحقيق انجاز وطني كبير، لحماية كل الطوائف والاحزاب ولانقاذ من هو مهمش، فالكل له الحق بالوجود والتيار الوطني لا يبيع”، مؤكدا أن “الغربال في الانتخابات، يفصل الحبة الكبيرة عن الحبة الصغيرة، وفي الانتخابات لا بد من التضحية بالحبة الصغيرة والعمل بالحبة الكبيرة”، معتبرا أنه “ما من مشكلة اذا صفى قانون الانتخاب الحياة السياسية، وترك الاحزاب السياسية والتيارات الكبيرة صياغة الحياة المشتركة الواحدة لنبتعد عن الزواريب، وان المستقبل يبنيه الكبار”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل