المحتوى الرئيسى

مصر تعود بقوة لدورها المحوري في المنطقة

01/29 16:33

لخصت المكاملة الهاتفية التي تلقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي دونالد ترامب عقب أدائه اليمين الدستورية بأيام قليلة من تنصيبه كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية عناوين المرحلة القادمة وتفاصيل التغيرات التي ستطرأ على الشرق الأوسط في عهد الرئيس الـ45 لأقوى دولة في العالم.

وفي ظل السباق المحموم بين ثلاث دول إقليمية في الشرق الأوسط والتي استغلت انشغال مصر بأزماتها الداخلية المتلاحقة، “الفوضى، الاقتصاد، الارهاب” وسعت لأن تكون البديل أو “صاحبة الزعامة”؛ لكنها ساعدات على انتشار النيران في المنطقة والفوضى الخلاقة، والحروب نتيجة لاختفاء الدولة المؤثرة والمحورية، وهو ما لمسه العالم مؤخرًا وبدأ للبحث عنه.

أقرب المتيمين لكل الدول التي تدعم الإسلام السياسي المتطرف أو جماعة الإخوان المسلمين، لم يكن لديهم في الحسبان أن تستقر مصر بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي بعد ثورة شعبية في 30 يونيو من العام 2013، وبدأ أصحاب المصالح بالمراهنات على أمل تحقيق أطماعهم في المنطقة، لكن ذلك بدأ تلاشى وأصبح حلمهم سراب بقيعة، لكونهم لم يستغلوا ذلك بعقلانية، وإنما غلبت عليهم أساليب التهور.

لاشك أن الرئيس الأمريكي الجديد صوب عينيه إلى المنطقة بنظرة واقعية، لا بنظرة مال أو جاه أو سلطة، فلو كان كذلك لبدأت أولى مكالمته مثلا مع ملوك النفط، أو اتجه إلى إيران أو تركيا مثلًا، لكنه فضل مصر، لأهميته الاستراتيجية والعسكرية، ودولة اتزان.

نجاح مصر في ذلك أجبر كل من كان ينظر إليها بنظرة عدائية بتغيرها إلى واقع، ويدرك أن غياب مصر عن دورها المحوري في المنطقة “سحل المنطقة” إلى وضعها المزري الان، ويدل ذلك التغيير المفاجئ لحديث بعض الأطراف عن مصر من السلب إلى إيجاب، ومن عداوة إلى صداقة كتركيا وحماس.

ولم تصل علاقة “حماس” ومصر إلى مرحلة من الاستقرار الكامل، وبقيت تراوح مكانها منذ ثلاث سنوات، حين أطاح الجيش المصريّ بالرئيس الأسبق محمّد مرسي في يوليو من عام 2013 عقب ثورة شعبية، ومن يومها بات تعامل النظام المصريّ الجديد بزعامة الرئيس عبد الفتّاح السيسي مع “حماس” على أنّها حركة معادية.

لكن بيان جديد لحركة المقاومة الإسلامية، قال يوم السبت إن “وفد الحركة أجرى محادثات ناجحة ولقاءات مثمرة مع مسؤولين مصريين بينهم وزير المخابرات خالد فوزي”.

وقال هنية للصحفيين بعد عودته لمخيم الشاطئ إن العلاقات مع القاهرة “في تحسن”، وأضاف “حماس ستستمر في تحسين العلاقات وتطويرها”.

يدرك الجميع أن تفاصيل المرحلة القادمة، سيشد تعاونًا أمنيًا واستخباراتيًا بين القاهرة وواشنطن في مجال محاربة الإرهاب الذي سيزاد خلال الفترة المقبلة، وعودة مصر إلى ريادتها، وهو ما تعيه حركة المقاومة الفلسطينية، وتدرك ايضًا أن القاهرة مهم توطيد العلاقة معها.

وما يؤكد ذلك ما نقله البيان، أن المباحثات تطرقت إلى الوضع الأمني على الحدود بين قطاع غزة ومصر، حيث أكد الوفد سياسات الحركة الثابتة في علاقاتها مع الدول ومع مصر، وعلى رأسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والحرص على الأمن القومي المصري والعربي والأمن المشترك، والاستماع إلى رؤية مصر التي شرحها اللواء تجاه الملفات كافة.

زيارة حماس إلى القاهرة في هذا تعكس رغبة الطرفين في إعادة بناء الثقة على أرضية التعاون الأمني، وذلك في ظل النشاط الملحوظ لجماعة أنصار بيت المقدس الموالية لتنظيم داعش المتشدد، وربما قد تنجح القاهرة في إقناع حماس بالانسلاخ عن جماعات الإخوان المسلين التي تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة لإدراجها ضمن قوائم الإرهاب التي يجب محاربتها واستئصالها.

هذه الزيارة ستتبعها الكثير من الزيارات الأخرى لزعماء عرب، سيحاولون من خلالها شرح وجهة نظرهم لمحاربة “الاسلام المتطرف” لنيل رضا القيادة المصرية، وهو تدشين لعودة مصر إلى محورها ومكانها الطبيعيـ لاسيما بعد أن تجاهل دونالد ترامب دول إقليمية في المنطقة خلال اتصالاته الدولية إلى قادة العالم المؤثرين، واختار من العرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للحديث والتنسيق معه لمحاربة الإرهاب.

وجاء توقيت الزيارة عقب أنباء تتحدث عن عزم الرئيس الأمريكي الجديد مناقشة إدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية والتفرغ لمحاربتها بعد الانتهاء من القضاء على داعش، ورؤيته للتعاون مع مصر في ذلك، كانت مفتاح الرضا والخنوع.

لن يتوقف ذلك على عند حماس، وإنما ستتبعه دول أخرى في المنطقة ذات ميول داعمة لحركة الإخوان المسلمين، بهدف نيل الرضا وتجنب غضب ترامب من تصنيفها كدولة داعمة للإرهاب.

وتوترت العلاقات المصرية مع حركة حماس على خلفية التطورات السياسية في القاهرة عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

ووصلت تلك التوترات إلى ذروتها مع توجيه وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار اتهامات للحركة بالمشاركة في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات منتصف عام 2015، لكن وفودا من الحركة زارت القاهرة في وقت لاحق لمحاولة ترميم التصدعات التي أصابت العلاقة مع القاهرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل