كيف أصبحت الخنازير مزرعة للأعضاء البشرية؟

أجرى علماء من معهد "Salk" بولاية كاليفورنيا الأمريكية تجارب ناجحة للحصول على أجنة هجينة من الخنازير يمكن استخدام أعضائها كبديل للأعضاء البشرية، بحيث يمكن أن تصبح تلك الخنازير في المستقبل بمثابة مزرعة أو مصدر متجدد للأعضاء البشرية، حسبما ذكرت مجلة "فوكاس" الإيطالية.

وأوضحت المجلة أن هذه التجارب هى الأولى من نوعها التى يتم فيها تلقيح أجنة من الثدييات الكبيرة وهى الخنازير بالخلايا الجذعية لنوع آخر من الثدييات وهو الإنسان، على الرغم من الاختلاف الكبير بين النوعين.

ويبقى الغرض طويل الأمد من هذه التجارب استخدام أجساد الخنازير كحضانة لأعضاء يمكن بها تعويض الأعضاء البشرية التالفة، ما قد يتسبب في ظهور خلل أخلاقي حول استخدام تلك الحيوانات كقطع غيار للإنسان - إن جاز التعبير - دون وضع حرمة أرواحها في الاعتبار.

وأوضحت مجلة "Cell" مزيدًا من التفاصيل عن التجربة، حيث ذكرت أن العلماء قاموا بحقن خلايا جذعية بشرية في أجنة خنازير مازالت فى المراحل الأولى من الحمل، ليحصلوا بذلك على مجموعة من الأجنة الهجينة تمت متابعة نموها لمدة 28 يومًا، وهي المدة التي تعتبر ربع مدة حمل الخنازير، ثم قطعوا فترة الحمل بإزالة الأجنة من رحم الأمهات.

و استخلص الباحثون في النهاية 150 جنينًا تبدو في الظاهر للخنزير لكن خلاياه في الحقيقة تحمل جزءًا بشريًا، تصل إلى خلية بشرية واحدة بين كل 10  آلاف خلية للخنازير.

وأصبح التحدي أمام العلماء أن يوفروا الظروف المناسبة للأجنة كي تواصل عملية تطورها ونموها، في ظل وجود تفاوت بين سرعة تطور خلايا جنين الخنزير وجنين الإنسان حيث يكتمل نمو الأول بسرعة تصل إلى ثلاثة أضعاف الثاني.