المحتوى الرئيسى

شعراء : فاروق شوشة طائر مغرد تباهى به العرب

01/29 14:51

فاروقُ شوشةُ شاعرٌ متمكِّنٌ.. دارُ العلومِ بشعرِه تتباهَى

لو أنَّه في أمّةٍ وثنيةٍ .. جعلتْه للشعرِ الجميلِ إلاها.

بتلك الأبيات مدحه الشاعر الراحل أحمد مخيمر، في حياته، ورثاه الناقد الدكتور أحمد درويش بعد وفاته قائلًا:

أغمضت عينيك لم ترحل ولم تغب

بعد السويعات تغفوها من التعب

مكثت ٦٠ عاما طائرا غردًا

اجتمع ثلاثة قامات ثقافية، في الفعالية الأولى، بالقاعة الرئيسية، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ48، أمس السبت، على منصة ندوة “فاروق شوشة.. شخصيات لها تاريخ”، متحدثين عن جوانب إنسانية وإبداعية في حياة الشاعر الراحل الذي ودّع عالمنا في الرابع عشر من أكتوبر 2016.

في البداية، قال الناقد الدكتور أحمد درويش، إن فاروق شوشة،  قدّم عطاءات منيرة في الشعر والإعلام، وكان مثال للإنسان الانسان الذي يبذل جهدا لا نهاية له في التواصل مع  البشر من كل هذه الزوايا، فقد ولد شاعرًا موهوبًا في قرية الشعراء، ومعه موهبة الشعر التي ظهرت فيما بعد، وعندما مضت سنوات دراسته في الثانوية العامة، فقد عرف إلى أين يتجه، فرأي أن الكلية المثالية التي يمكن أن تحتضن هذه الموهبة، هي دار العلوم، وكان اختيار دخول الكلية عكس التيار، لأنه لم يكن أزهريًا درس علوم اللغة في الأزهر، لذلك دخل الكلية بدون تأهيل، لكنه كان مسلحًا بالإصرار.

لعبت الأقدار دورًا بارزًا في حياة الشاعر فاروق شوشة، فلم يكن ينتوي أن يكون إعلاميًا، لفقد دخل اختيار الإعلام مصادفة، ونجح فيه، وتأهل ليكون إعلاميًا، وبجانب ثقافته المتفردة،  امتلك صوتًا إذاعيًا شعريًا، ومنح هذا الصوت الزمردي في سخاء وعطاء وكرم إلى كل شعراء العربية من أقدم العصور وحجبه عن نفسه، وقدم برنامجه نماذج لكل شعراء العربية ما عدا فاروق شوشة.

إبداعه الشعري، كما يوضحه “درويش”، طويل الأمد، بداية من ديوانه الأول “إلى مسافرة”، حتى ديوانه الأخير الذي طُبع بعد وفاته “نخلة الماء”، والذي وقع عقده بنفسه قبل ساعات من توديعه دنيانا، فظل حتى النفس الأخير يعطي شعرًا، محولًا بذلك أن يكون الشعر جلدًا أو ذنبًا.

وفي كلمته، قال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، أن فاروق شوشة، استطاع خلال حياته كلها أن يقدم النموذج الأمثل للشاعر الذي لم يتوقف عن العطاء، منذ ديوانه الأول “إلى مسافرة”، وديوانه الأخير “نخلة الماء”، كما لم يتوقف عن العطاء في مجال الإعلام، خاصة برنامجه لغتنا الجميلة الذي يصدح من خلال اختياراته الموفقة الذكية العميقة سواء من التراث العربي القديم أو من الشعر الحديث.

واستطاع كذلك أن يقدم عطاءً مستمرًا ودائما للمناصب التي احتلها سواء أكان رئيس الإذاعة أو أمين لمجمع اللغة العربية أو عضو دائم في لجنة النصوص الغنائية، أو لجنة الشعر وبيت الشعر.

تفاجئت بديوانه الأخير “نخلة الماء”، وكأنه يريد أن يقدم  رسالة للعالم بأنه كان يضع الشعر فوق كل شئ، وفي نفس الوقت يضع الشعر في مقدمة إنجازاته، كنت أتمنى أن أهنئه به، لكن لم يسعفني القدر.

وسرد الدكتور فهمي حجازي، عضو مجمع اللغة العربية،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل