"الشئون الدينية التونسية" تنفى تكفير الفنانات

 نفت وزارة الشؤون الدينية التونسية ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول «تكفير» أحد الأئمة للفنانات بعدما وصفهن بـ»الساقطات»، وأكدت احترامها لجميع الفنانين والمثقفين التونسيين، مشيرة إلى أنها تسعى للتصدي لأي خطاب متشدد يحرّض على العنف والتفرقة في البلاد.

وكان بعض وسائل الإعلام نقل عن وليد بن عبد السّلام مدير مهرجان «نيابوليس» الدولي لمسرح الطفل في مدينة نابل (شرق)، تأكيده أن أحد الأئمة في المدينة عمد خلال خطبة الجمعة إلى «وصف الممثلات التونسيات بـ”الساقطات” وكفّرهن.

 كما أشار إلى أنّ الأعمال الدرامية التونسية والبرامج التلفزية تروّج للانحراف وتدعو له»، مطالبا وزارة الشؤون الدينية بمراجعة الأفكار التي يتم بثّها في خُطب الجمعة.

 وأكدت الوزارة في بلاغ أصدرته الخميس أنه «بعد التثبّت من المسألة واستجواب الإمام وإعادة الاستماع إلى تسجيل للخطبة المعنيّة ثبت أنّ محورها كان دعوة الشّباب إلى الاقتداء بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلّم في علوّ الهمّة ونبذ التواكل، وأوصى بأهمية تربية الأطفال على القيم التي تدعو إلى التشجيع على العمل،

والفت الى أنّ البعض منهم يميلون إلى البرامج التي تبيع أحلام الثروة السريعة أو الإثارة، وهو لم يتوجه أبدا بكلامه إلى الفنانين ولم يكفرّهن وتحدث بصفة عامة، وأنه قصد بالساقطات التافهات المعلومات التي ليس منها أي فائدة، وليس المفهوم المتداول في لهجتنا الدارجة».

وأشار البيان إلى أن رئيس مهرجان نيابوليس توجّه برسالة توضيح إلى السيد وزير الشؤون الدّينية بين فيها أنه تم تهويل كلامه وتأويله خطأ من قبل بعض وسائل الإعلام، معتبرا أن هذا الإمام من خيرة الأئمة الّذين اعتلوا منبر الجامع.

وأكدت الوزارة أنها «تشجب وترفض وتتصدّى لكل خطاب متشدّد فيه مسّ من الأشخاص أو تحريض على الفرقة والعنف، وتحرص عن طريق منظوريها (مسئوليها) في الولايات ومصالحها المعنيـّة في الوزارة إلى متابعة دائمة للخطب الجمعية، كما أنها عازمة على مواصلة نهجها الإصلاحي بتعيين الأئمة الأكفاء من الجانبين العلمي والأخلاقي وتعمل على تكوينهم بصفة دورية وأنها لا تتورّع في اتخاذ كل الإجراءات التأديبية المستوجبة تجاه كل حياد عن المبادئ المذكورة».

كما عبرت عن «احترامها لكل المثقـّفين والفنانين ولكل وسائل الإعلام وتتوجّه لهم ولكلّ مكوّنات المجتمع المدني بالشكر على مساعيهم في التحسيس بكل خلل مع الدّعوة إلى التثبت في كل ما ينشر».

وشهدت تونس مؤخرا عدة حالات اعتداء على أئمة المساجد، حيث قرر والي تونس مؤخرا إغلاق أحد المساجد بعد الاعتداء على إمامه من قبل جماعة متشددة، فيما أكدت نقابة الأئمة تعرض أحد أئمة ولاية سوسة (شرق) إلى الاعتداء من قبل مجموعة منحرفين، لكنها أشارت إلى أن الاعتداء كان بدافع السرقة ولا علاقة له بأي توجهات أخرى.