المحتوى الرئيسى

«داعش» يدمر حضارة الإمبراطورية الآشورية ومدينة النمرود

01/28 23:44

فى خطة شبه منظمة، ووسط صمت دولى رهيب تستمر جرائم تنظيم «داعش» الإرهابى ضد المناطق الأثرية فى مختلف أرجاء العالم، فيعمد التنظيم الى تدمير المسارح والمعابد الأثرية التى تعود تاريخها لمئات السنين، وبات التراث الحضارى والأثرى ببعض البلدان العربية بمنطقة الشام فى مهب الريح.

وكانت آخر هذه الخسائر التى وقعت بمدينة تدمر السورية، عندما قام مسلحو «داعش» بتفخيخ واجهة المسرح الرومانى والمصلبة «التترابيلون»، والتى تتكون من 16 عمودًا فى الشارع الرئيسى بالمدينة الأثرية، وأصبحت كتل من الركام بعد تدميرها.

جاء الإعلان عن تدمير واجهة المسرح، والذى يعد من أهم معالم تدمر، بعد يوم من تنفيذ مسلحى «داعش» الإعدام بحق 12 شخصًا فى هذا المسرح، كما نقلت وكالة «سانا» السورية.

وكان تنظيم داعش قد نفذ سلسلة من عمليات تدمير المواقع الأثرية بالعراق بعد سيطرته على مناطق واسعة فى شمال وغرب العراق، والتى تعود معالمها إلى عصور مختلفة قبل الميلاد على مدى العامين الماضيين،

ومنذ ما يقرب من 7 أشهر، دمر «داعش»، معبد «نابو» الأثرى بجنوب شرقى الموصل بالعراق، والتى تقع بالقرب من أطلال مدينة النمرود الآشورية الأثرية، والتى دمرها التنظيم العام الماضى، واستخدم التنظيم الإرهابى الجرافات فى تدمير الموقع بديلا عن تفجيره.

وطمس تنظيم «داعش» أبرز المعالم الأثرية في مدينة نمرود التاريخية، بما تحويها من كنوز وعجائب من حضارة الإمبراطورية الآشورية التى يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ودمرت المدينة الاثرية بالكامل بعد سيطرة داعش عليها فى مارس 2015، وسارع عناصره إلى تدمير كل الرموز التاريخية فيها، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة «ذى تايمز».

و«مدينة الحضر الأثرية» بالموصل لم تفلت من جرائم التنظيم الإرهابى تجاه التراث الحضارى والانسانى، حيث قام بتفجير وتجريف المواقع الأثرية بالجرافات والآليات الثقيلة، وسرقة العملات القديمة الذهبية والفضية التى كانت محمية فى سراديب بتلك المنطقة.

والغريب أن التنظيم الإرهابي يفخر بأعماله الإجرامية، فقد نشر صوراً

وفيديوهات على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها حربه الضروس على المتاحف والمعابد وعلى كل ما يتعلق بمقتنيات تحتفظ بها سوريا والعراق منذ آلاف السنوات.

«مهد الحضارات يتم تدميره»، عبارة لازمت الصحف العالمية والعربية عقب إصدار التنظيم الفيديو المشهور لأفراده، وهم يقومون بتدمير معبد في الموصل، يعود عمره لستة آلاف سنة للحضارة الإخشيدية والأخمينية، صارخين «الله أكبر» عقب تكسير ما أطلقوا عليه اسم «الأصنام» إحياءً لمشهد نبي الله «إبراهيم» وتكسيره لأصنام قومه.

يقول أحد أفراد تنظيم الدولة في الفيديو «إنه مادام أمر الله قد نفذ في تكسير هذه الأصنام، فيجب أن ندمرها، حتى لو تساوي بلايين الدولارات عند العالم، هذه الأصنام لم تكن موجودة في عهد الرسول «محمد»، لقد استخدمها الناس لعبادة الشيطان.

لا ينتهي التنظيم من تدمير المعبد بين ليلة وضحاها، الأمر يأخذ أيامًا وأحيانًا يستغرق شهورًا، للحصار وتنظيم المتفجرات والحفريات حول المعبد، للتأكد من إحكام نطاق المتفجرات حوله ليتم تدميره بشكل كامل، لا أحد يستطيع الجزم بالمكاسب المادية التي تحققها داعش من تدمير المعابد والمتاحف الأثرية، إلا أن الصور التي تم التقاطها بالأقمار الصناعية وأقوال أفراد التنظيم أنفسهم توضح عمليات سلب موسعة من قِبل أفراد التنظيم لأقدم المتاحف في العالم، قبل أن يتم تدمير الموقع بأكمله.

لم تكن تلك سابقة من نوعها في تاريخ العراق في سلب الآثار قبل تدمير الموقع بأكمله، لقد شهدت العراق ذلك من قبل على يد قوات الغزو الأمريكي عام 2003، لكن ما يبدو مختلفًا هذه المرة، هو نظامية عمليات السلب والنهب والتدمير التي يقوم بها أفراد تنظيم الدولة للمناطق التي تقع تحت سيطرتهم في سوريا والعراق، حيث إن الصور التي يتم التقاطها بالأقمار الصناعية للمواقع الأثرية بعد تدميرها تبدو وكأنها من على سطح القمر، فقد تم محوها كليًا من على سطح الأرض.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل