المحتوى الرئيسى

عودة رئيس الخدم.. تقليد قديم يجد زبائن جدد

01/28 21:07

ألمانيا - (د ب أ)

يمكنك أن تعرف على الفور من منظر معطف ديفيد بيتكر ذي الذيل وقفازاته البيضاء والصينية الفضية أنه أفضل من رئيس خدمك المنزلي.

مقدما نفسه بكياسة بـ" ديفيد فقط"، ويتضح من مشيته أنه يواصل مهنة رئيس الخدم التليدة وهو خيار لمشوار مهني يبدو غير عادي بالنسبة لشاب في التاسعة والعشرين من عمره من شمال ألمانيا.

وبعيدا عن كونه أمرا غريبا في غير إطاره الزمني، هناك تزايد في الطلب على رؤساء الخدم فيما يحاول أُثرياء العالم حقن المزيد من الجودة والتمييز في حياتهم اليومية وتجمعاتهم الاجتماعية وعطلاتهم.

ويقول ديفيد وينكيس، رئيس الأكاديمية الدولية لرؤساء الخدم، التي تدرب رؤساء الخدم في مختلف أنحاء العالم للتخديم على الزبائن الأغنياء خاصة في الأسواق الصاعدة بالهند والبرازيل والصين.

ويضيف: "تطلب الصين وحدها أكثر من مئة ألف رئيس خدم إضافيين، وهي أزيد عشر مرات مقارنة بعقد مضى".

وتعد ألمانيا مكانا أخر شهيرا لتعلم رئاسة الخدم هذه الأيام حيث تجذب مجموعة كبيرة من الأشخاص.

وفي حالة بتكه، فإنه قضى ثمانية أعوام في الجيش الألماني بما في ذلك وظيفة في العاصمة الأفغانية كابول، قبل أن يقرر التوجه للخدمة المنزلية بعد قراءة مقالا في صحيفة بشأن التدريب في إنجلترا.

ويقول مازحا بوجه جاد وهي على الأرجح سمة مهمة في وظيفته الجديدة : " لدي بعض الخبرة في الخدمة العسكرية". وتعد بريطانيا، على نحو تقليدي، مركز هذه المهنة. حيث يتدرب الكثيرون في الكلية الملكية لرؤساء الخدم الواقعة في قصر بلينهايم في أوكسفوردشاير .

غير أن بتكه حضر دورة مكثفة لرؤساء الخدم استغرقت ثمانية أسابيع في مدرسة إدوموندي المهنية في مدينة شتاده بشمال ألمانيا مقابل 13450 يورو ( 14280 دولارا).

كل ما يريد رئيس الخدم معرفته بشأن الخدمة المميزة من التنظيف إلى التدبير المنزلي، يوجد في مقرر المعلم يورج شميت الممتد على مدار 640 ساعة.

ويعرف شميت (49 عاما) كل خبايا المهنة، حيث عمل في البداية كخادم في أحد الفنادق قبل أن ينتقل إلى خدمات الحراسة ثم العمل في منازل الأثرياء وفي النهاية عمل لدى عائلة أمير.

ويقول: "أصبح رئيس الخدم اليوم متعدد المهام فهو مساعد شخصي؛ رجل مطلوب منه تأدية كل المهام".

ويتعين على رئيس الخدم أن يوفر جوا ملائما بشكل حقيقي ويتمكن من مهارات مثل طي المناشف. ويعرف كيفية تحريك الكرسي على نحو طفيف إلى اليمين حتى يتمكن الضيوف من الجلوس على مقاعدهم بسهولة من اليسار. ويتم ترتيب أدوات المائدة والأكواب بشكل مثالي.

وينوه إلى أنه إذا كنت تعمل في خدمة خاصة فسوف تعرف رب عملك على نحو كبير "ربما أفضل من زوجتك. ويتحتم عليك أن تتوقع رغباتهم مقدما. ولكن من المهم أن تبقي الأمور متوازنة فأنت لست هناك لتصبحا صديقين".

وبالنسبة لوينكس، رئيس أكاديمية رؤساء الخدم، فأن المرونة والأمانة والاستقامة، هي الأساس؛ الثالوث المقدس لمهنة رئيس الخدم. وعليك أيضا أن تكن مستعدا للعمل في ظل رب عملك حيث يمكن أن يكون نجم روك أو حتى فرد ملكي.

ويقول وينكيس: "بشكل عام، إنهم أشخاص أغنياء للغاية. وحفظ الأسرار مسألة ضرورية . وفي الأغلب يعد رئيس الخدم الوفي أهم بالنسبة لهم من السيارة التي تخلب الأنظار".

إذا أين الخط الفاصل بين رب العمل والخادم في زمن ما بعد الارستقراطية ؟ وهل يمكن لرئيس الخدم أن يقول لا عندما تصبح رغبات العميل مبالغ فيها إلى حد ما؟.

يقول بتكه بابتسامة لبقة: "سأقول شيئا مختلفا". قد يكون هناك ما هو أروع: "سوف أفكر في هذا".

وتسبب العصر الحديث أيضا في ظهور ما قد يطلق عليه عمل رئيس الخدم الحر، الذي يمارسه الألماني ماركو نويبرت.

بدأ نويبرت، وهو حاليا في الحادية والخمسين من العمر، تدريبه في عمر السادسة والعشرين في قصر في شتوتجارت بألمانيا.

وأصبح يعمل لحساب نفسه عام 1993 وأطلق شركته " رينت آ بتلر " (وظف رئيس خدم) وتأخذ الشركة حجوزات لكل أنواع الفعاليات.

ويقول نويبرت: "هذا يمكن أن يكون معرضا تجاريا أو فعاليات شركة. أو قد يكونوا أفراد يقضون عطلة وأرافقهم على يختهم الخاص أو في ملكية خاصة في كان على سبيل المثال".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل