المحتوى الرئيسى

«السيل».. مصرف الأمراض والروائح الكريهة وتدمير الثروة السمكية فى أسوان | المصري اليوم

01/28 19:42

120 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحى يُلقيها يوميًا مصرف السيل، عن طريق محطتى صرف صحى كيما (1 و2 )، اللتين تقومان بتجميع الصرف من مدينة أسوان بالكامل، وتُلقيانه فى مجرى النهر، الجريمة مستمرة منذ ما يزيد على 50 عاماً، والمسؤولون عن المحافظة يكتفون بالتصريحات فقط، وأن الأزمة فى طريقها للحل.

يخترق المصرف- الذى يجرف فى طريق سيره الأمراض والملوثات- مدينة أسوان من جنوبها إلى شمالها بمسافة تبلغ 9 كيلومترات، ويمر عبر أكبر كتلة سكنية على جانبيه، ليتحول الهدف من إنشائه لاستخدامه مخرا لاستقبال مياه السيول وتقليل الخطر، إلى أكبر بؤرة تلوث، يتلخص دورها فى نقل السموم إلى مياه النيل عند مدخل المدينة.

يقول محمد على، من أهالى قرية أبوالريش: «يقع مأخذ مياه الشرب أمام القرية على بعد أمتار من مصب المصرف فى النيل، وحذرنا كثيرًا من ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الفشل الكلوى والكبد والدم بين أبناء أبوالريش، بالإضافة إلى انبعاث رائحة كريهة للمياه عند مصبه، كما تسبب فى هروب ونفوق الأسماك من المنطقة المحيطة به، وتقدمنا بمئات الشكاوى لوقف تصريف مياه الصرف فى النيل دون جدوى!».

وأضاف أيمن صفوت، من مواطنى منطقة السيل: «فى عام 2012 تم الإعلان عن تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع نقل المياه المعالجة إلى أحواض التبخير بالغابة الشجرية بالعلاقى، وقيل وقتها إن المرحلة ستنتهى فى 30 أكتوبر 2012، وحتى الآن وبعد إنفاق ملايين الجنيهات لا تزال مياه الصرف تصب فى النيل دون معالجة، ولاتزال الأمراض تفتك بالأهالى».

وتابع أحمد فهمى، من أهالى المنطقة، أنه بعد أن بدأت المحافظة فى تنفيذ مشروع الغابة الشجرية بمنطقة العلاقى على مساحة 8 آلاف فدان، وإقامة عدد من أحواض التبخير لاستيعاب كميات مياه الصرف الصحى بعد معالجتها، وزراعة بعض الأشجار والنباتات باستخدام المياه المعالجة، توقف المشروع بدعوى استنفاد المخصصات المالية والمدد المحددة للانتهاء من تنفيذ المشروع، ونتيجة عدم جاهزية محطات الرفع لنقل المياه إلى موقع الغابة الشجرية بالعلاقى تم نقلها مباشرة إلى مصرف السيل للتخلص منها فى نهر النيل، بعد ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحى بأحواض التجميع وعدم امتصاص تربة الأحواض بالغابة الشجرية للمياه.

وأوضح علاء إبراهيم، من أهالى عزبة السنية بكيما، أن المصرف فى جميع مساحته يتعرض لشتى أنواع الملوثات التى يتم التخلص منها داخله، وتشمل قمامة وحيوانات نافقة ووصلات عشوائية من المواطنين، والتى تلقى مخلفات المنازل أيضًا مباشرة فى النيل، وللأسف مصب المصرف يقع فى خط سير البواخر السياحية القادمة إلى أسوان، ما يترك انطباعًا سيئًا لدى السياح الأجانب، فضلًا عن تسببه فى نقل الأمراض إلى المواطنين، خصوصًا أن المصرف يتوسط التجمعات السكنية ويخترق مدينة أسوان من شمالها إلى جنوبها.

من جانبه، قال اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، إن حل مشكلة مصرف السيل أولًا يتطلب تطهيره، إلى جانب عدم خلط مياه الصرف الصحى بالمياه الجوفية، التى تُعتبر أخطر من مشكلة الصرف الصحى، ثم السير فى عملية تغطية المصرف، حيث تمت تغطية جزء كبير منه، وجارٍ تغطية مساحات أخرى وفق الاعتمادات المالية المتاحة، لافتاً إلى أن الحل الأساسى لمشكلة المصرف هو حل مشكلة المياه الجوفية، ونحن الآن بصدد حلها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل