المحتوى الرئيسى

دار الشروق تصدر رواية «بليغ» لطلال فيصل

01/28 19:12

صدر عن دار "الشروق" عدة إصدارات بالتزامن مع افتتاح معرض القاهرة للكتاب، التي تحل عليه المغرب ضيف شرف. من تلك الاصدارات رواية " بليغ" للكاتب طلال فيصل، وهي مكتوبة فيما يعرف برواية السيرة، التي تتبع سيرة شخصية عامة مؤثرة، يحبها عامة الناس، ويريدون بشغف معرفة المزيد عنها، إلا أنها سيرة روائية بها الخيال أكثر من الحقيقة، بها شخصية الكاتب وحكاياته وإنطباعاته أكثر من صاحب السيرة نفسه.

وطلال فيصل كاتب وطبيب نفسي ومترجم صدر له: "رواية سرور، والملائكة لا تشاهد الأفلام الإباحية، ورواية سيرة مولع بالهوانم، كما ترجم إلى العربية مذكرات تراني لـتوماس ترنسترومر، جنون المتاهة لأدم فولدز".

والرواية تتناول حياة بليغ حمدى وتقاطعها مع حكاية الراوى الذى يكتب عنه، مطاردا بين الهوس ومحاولة تقصى أثر سيرة هذا الموسيقار الكبير. وتدور الكثير من أحداثها بين باريس ومصر، بين فترة ما بعد ثورة يوليو وفترة إقامة بليغ فى باريس عام 1984.

وهى استكمال لما بدأه طلال فيصل فى رواية "سرور" قبل ذلك، حيث محاولة تقديم النوع الفنى المعروف برواية السيرة، والتى تستخدم تفاصيل حقيقية ووثائق لشخصية حقيقية من التاريخ المعاصر، وتستخدمها فى بناء رواية تنتمى للبحث التاريخى وللوقائع الحقيقية، بقدر ما تنتمى لخيال كاتبها ورؤيته.

يقول طلال فيصل في روايته:" وأعلم أن الموظف يخرج للفتى من الغرفة، ينبّهه أن التدخين ممنوع في داخل مبنى الإذاعة، ويهنّئه بالنجاح في الاختبار. اللجنة التي سمعت صوته، برئاسة محمد حسن الشجاعي (وهو شخص محدود الموهبة يعتبر نفسه موسيقيا وهو ليس أكثر من موظف جاءت به دراسته للموسيقا إلى مقعد رئاسة الإذاعة) قررت اعتماده مطربا. في الشهور التالية يسجل بليغ للإذاعة عدة ألحان، مطربا، ويرفض الشجاعي أن يسمح له بالتلحين، كالعادة. تقول الأسطورة أن بليغ كان جالسا في حاله، في استديو١٢ بالإذاعة، يدندن لنفسه على العود، وجاءت امرأةٌ ما - ستكون كل قيمتها بعد ذلك أنها أول من آمن به من النساء، وأنها تزوجت بعد ذلك وزيرا للداخلية - وقالت له:-

لتكون هذه هي أغنية "ليه فاتني" لـ فايدة كامل، والتي تحقق انتشارا لا بأس به؛ ما يمكن أن ندعوه، النجاح الحقيقي الأول للفتى، وليس أدلّ على ذلك من أن الشجاعي استدعاه بعدها - كما يقول الرواة، وقال له بغلّ:-

"ركبت رأسك وفعلت ما تريد ولحّنت"

فيضحك الفتى ويمضي وهو يصفر في ابتهاج. يلحن لفايدة كامل بعدها أغنية "ليه قابلني" وتحقق نجاحا مماثلا. إن مقعده على المجد محجوز من البداية، والفتى الأنيق الفوضوي يبدأ يظهر نجمه، ويلحن أكثر من أغنية تحقق قدرا من النجاح. ينتشر اسمه، وسط زملاء يستخفون به - حجما وسنا. إنه مجرد طفل؛ بالكاد تجاوز العشرين عاما. في سهرة مع كمال الطويل ومحمد الموجي، وهو أصغرهم سِنَّاً وأقلهم إنتاجاً ونفوذاً، يسأله الموجي، باستعلاء:-

"إلى أين تطمح يا بليغ في التلحين؟"

"طموحي كموهبتي، بلا حدود، ربما ..."

"أكمل يا عزيزي، تريد أن تلحن للست أم كلثوم مثلا؟!"

يهزّ كتفيه ويقول، لم لا! فيهز الموجي رأسه باستخفاف ويقول بهدوء:-

"اسمعني جيداً يا بليغ، قبل أن تفكر في التلحين لأم كلثوم عليك أن تستمع لألحاني أنا وكمال الطويل لعشر سنوات متواصلة وبعدها، يحلها رب العالمين!"

ويضيف بسعادة، وهو ينهي الحكاية:-

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل