المحتوى الرئيسى

ماجدة الخطيب .. التي قتلها حسن الإمام

01/28 14:59

ليس مهماً ما تحققه، ليس مهماً أن تنجح في نهاية الطريق أو تفشل، المهم دائماً هو أن تحب ما تفعل، وأن تكون سعيداً به وبفعله، عليك أن تعطي وليس عليك إطلاقاً انتظار مقابل لهذا العطاء.

تشبه أختك، وزوجتك، وأخت صديقك، تملك الملامح التي تجعلك تبتسم في وجهها بمجرد رؤيتها، تلك الملامح الجميلة بلا تحدٍّ، بلا إسراف، تلك الوجوه التي تشبه هذه الأرض بنيلها الفياض وتربتها الطيبة، تلك الوجوه التي يبدو عليها المجد.. فكانت ماجدة، لكن عندما تتحدّث تجبرك على الإنصات، لأن صوتها شديد التميّز، يملك بحة خاصة جدّاً، ويكمن فيه إعلان دائم عن الحرب، وكأن صاحبته قائد عسكري ملهم، فكانت ماجدة الخطيب.. لكن لم يشفع لها كل هذا في حمايتها من الظلم.

لم تكن ابنة القاهرة التي بلغت 16 عاماً تعرف خطواتها جيداً عندما وقفت أمام الكاميرا للمرة الأولى عام 1959 للقيام بدور صغير في فيلم «حب ودلع»، أعقبته بمشاركتها في فيلم «لحن السعادة»، فقط كانت سعيدة، كانت تدرك أنها خلقت من أجل هذا، كانت تحب التمثيل وقد قرّرت وهي لم تتخطّ مرحلة المراهقة بعد أن تحقّق حلمها.

مجانين هؤلاء الذين يحلمون، وأكثر جنوناً منهم أولئك الذين يبدؤون في تحقيق أحلامهم.

لكن السينما المصرية لم تظلم فنانًا في تاريخها كما ظلمت الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، التي امتكلت كل أدوات النجاح، موهبة شديدة التألق تُمكّنها من أداء أي دور، ملامح متميزة تجعلها قادرة على أن تتقمص أي شخصية، حضور وشخصية متميّز يجعلها نجمة من نجوم الصف الأول، إلا أن حظها السيء لم يجعل منها نجمة إلا في فترة السبعينيات، أشد فترات السينما إظلاماً، والعقد الأكثر خبوّاً في تاريخ السينما المصرية، فغدت نجومه كالثقوب السوداء التي لا ترى الضوء ولا تستمتع به، أفلت منها من استمر للثمانينيات وعلا نجمه، أما ماجدة التي قدّمت 25 فيلماً – ربع ما قدمت من أعمال خلال مشوارها الفني – في السبعينيات، فلم تقدّم إلا 12 فيلماً في الثمانينيات، وأدت معظمها كدور ثانوي في الفيلم إلى جوار إحدى النجمات الجدد، لينزوي الثقب الأسود على نفسه ولا يعود إلى السطوع إلا في النصف الثاني من التسعينيات.

اعتاد حسن الإمام أن يقدّم للسينما نجماً تلو الآخر، ربما يربط بين نجومه جميعاً تلك الموهبة المتوسطة – حسين فهمي كمثال -، فلم يقدّم مخرج الروائع نجماً فذا، بل نجح في استخدامهم لتحقيق رؤيته السينمائية عبر موهبتهم العادية، وهو ما أفلتت منه ماجدة الخطيب التي قدمها في دور البطولة في فيلم دلال المصرية عام 1970، لتبدأ بنت الـ27 أولى خطواتها نحو النجومية مع بدايات انهيار السينما.

بدت مختلفة عن نجمات الجيل اللاتي سبقنها، نادية لطفي وسعاد حسني، كانت مع نبيلة عبيد وميرفت أمين، انتقالاً إلى نموذج آخر من النجمات، لكنها كانت أكثرهن موهبة.

لكن عملها مع حسن الإمام في أفلام «شقة مفروشة 71»، و«امتثال 72»، ومن بعده محمد عبد العزيز في أفلام مثل «في الصيف لازم نحب 74»، كان كفيلاً بأن تدخل الحيّز الضيق بكامل إرادتها، ذلك الحيز الذي لم تغادره إلا مرات قليلة للغاية على يد كمال الشيخ في فيلم «شيء في صدري» وعلى يد حسين كمال في «ثرثرة فوق النيل».

تبدو المواهب جامحة كالثورات، عندما يتم وضعها داخل إطار تستسلم تماماً وتذوب رويدًا رويدًا.

يستطيع المهتم بالسينما أن يلحظ بوضوح تلك الموهبة المظلومة وهي تعاود التألق في أفلام مثل «يادنيا ياغرامي، سكوت ح نصور، القتل اللذيذ، تفاحة، حمادة يلعب»، والتي عاد فيها وجه الأخت والزوجة ليلعب دور الأم والجارة العجوز الوحيدة، وعادت الكاميرا تتصفح في سعادة وجه ماجدة مرة أخرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل